آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 8:57 م

الاستجابات العصبية للأسماء قد تكمن وراء الصعوبات اللغوية لدى بعض الذين لديهم توحد

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم لورا داتارو

21 سبتمبر 2020

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

راجعته الدكتورة أمل حسين العوامي، استشارية طب نمو وتطور الأطفال

المقالة رقم 315 لسنة 2020

Neural responses to names may underlie language difficulties in some autistic people

BY LAURA DATTARO

21 SEPTEMBER 2020

ذوو التوحد الذين يتكلمون بالحد الأدنى من القدرة على الكلام «مزيد من التعريف في 1» لا يفرقون بين صوت سماعهم أسمائهم عن صوت اسم شخص غريب، وفقًا لدراسة جديدة باستخدام تخطيط كهربية الدماغ «EEG» «انظر 2». هؤلاء لديهم أيضًا صعوبات في تصفية «فلترة» الأصوات من ضوضاء الخلفية.

عدمالاستجابة للنداء بالاسم: عدم القدرة على تمييز سماع صوت النداء على الاسم عن الأصوات الأخرى قد يسهم في صعوبات اللغة لدى بعض الذين لديهم توحد.

ومن بين ذوي التوحد الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام، فإن أولئك الذين لديهم استجابات عصبية ضعيفة للأصوات غير متوقعة لديهم أيضًا سلوكيات سمعية شاذة، كالهمهمه أو تغطية آذانهم في البيئات الصاخبة، وفقًا لدراسة ثانية أجراها الباحثون أنفسهم «3»

تشير النتائج مجتمعة إلى أن ذوي التوحد ممن يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام قد يجدون صعوبة في تحديد أي الأصوات من حولهم هامة حتى يركزون عليها، كما تقول باحثة الدراسة صوفي شوارتز Sophie Schwartz، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة بوسطن في ماساتشوستس.

الرضع الطبيعيون «بدون توحد» يلتفتون برؤسهم نحو الشخص الذي يناديهم بأسمائهم في عمر 4 إلى 9 أشهر. بينما الرضع الذين شخصوا لاحقًا بالتوحد، غالبًا لا يفعلون ذلك. حتى وقت قريب، لم يجرِ الباحثون دراسة ليفحصوا ما إذا كان عدم الاستجابة هذه تظهر في الدماغ.

وجدت الدراسة الأولى التي أجريت لهذا الهدف، والتي نُشرت في عام 2018، أن أدمغة البالغين ممن لديهم توحد تستجيب لأسمائهم بشكل مختلف عن الأشخاص الطبيعيين «4». الدراسة الجديدة هي الأولى التي أجريت لاستكشاف الاستجابة لدى ذوي التوحد الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام، وهذه الدراسة مهمة جدًا في هذا الحقل الدراسي، كما يقول تيموثي روبرتس، برفسور الأشعة في جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، والذي لم يشارك في الدراسة.

يقول روبرتس: ”لا يسعنا الاستمرار كممتخصصين في هذا الحقل الدراسي متجاهلين المشاركين الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام فقط بسبب الصعوبات اللوجستية“. ”أعتقد أن هاتين الدراستين «الورقتين» تثبتان أنه يمكن عمل هذا الفحص وبالتالي ينبغي عمله. هذه خطوة إلى الأمام هائلة في مجالنا الدراسي هذا“.

استجابة غير متطابقة:

استخدم الباحثون مخطط كهربية الدماغ EEG لقياس ثلاثة استجابات للدماغ. أحدها، تعرف باسم ”استجابة غير متطابقة“ mismatch response، تحدث بعد حوالي 200 مللي ثانية من سماع الصوت وتعكس ما إذا تعرّف الدماغ على الصوت على أنه صوت مميز - محدِدًا نبرة صوت عالية بشكل غير عادي، على سبيل المثال، أو المقطع الأول من اسم الشخص. استجابتان مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا تظهران بعد حوالي 400 مللي ثانية من سماع الصوت، تُبيّن ما إذا كان الدماغ ينسب معنىً شخصيًا إلى صوت ما.

في دراسة الاسم، قام الباحثون بتقييم 27 شخص «لديهم توحد» يتكلمون بطلاقة و20 شخصًا من ذوي التوحد يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام و27 شخصًا كمجموعة، تحكم، تتراوح أعمارهم بين 13 و22 عامًا. استمع المشاركون إلى تسجيل صوتي أنثوي يقرأ اسم كل واحد منهم واسم مشاركينِ اثنين آخرين معه. في بعض التجارب، قرئت جملٌ بالإنجليزية بصوت ذكوري أيضًا كضوضاء في الخلفية، مما أدى إلى خلق ”تأثير حفلة الكوكتيل «للتعريف، راجع 5»“ مما جعل من الممكن قياس قدرة المشاركين على التقاط «سماع» أسمائهم في حشد من الناس.

على خلفية صاخبة، أظهر كل من الأشخاص الطبيعيين وذوي التوحد الذين يتكلمون بطلاقة استجابات غير متطابقة لأسمائهم ولكن ليس لأسماء غرباء، مما يشير إلى أنهم أدركوا أن صوت أسمائهم كان مهمًا. وعلى النقيض من ذلك، لم يُظهر ذوو التوحد الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام استجابة غير متطابقة.

نشرت النتائج في مجلة، أبحاث التوحد Autism Research في أغسطس 2020. تقول شوارتز النتيجة ”قوية“، وأشارت إلى أن هذا الاختلاف في المعالجة السمعية تلعب دورًا في الصعوبات التي يعاني منها ذوو التوحد الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام في التعامل مع اللغة. ”إذا كان لدى ذوي التوحد صعوبات في فهم أنك تحاول التواصل معهم، فهذه مشكلة كبيرة جدًا.“

حتى بدون خلفية ضوضائية، كان لدى ذوي التوحد الذين يتكلمون بشكل طبيعي وأولائك الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام نفس التأخير الزمني في سماع صوت أسمائهم والاستجابة لأسمائهم وأسماء غرباء، حيث يبلغ هذا التأخير 600 مللي ثانية، بينما سجل الأشخاص العاديون اختلافًا في ذلك.

سأل الباحثون أيضًا أولياء أمور المشاركين عن قدرة أطفالهم على تصفية «فلترة» الأصوات، كما لو ما إذا يحصل لهم تشتت في الانتباه في الوضعيات الصاخبة ووتيرة استجابتهم الفورية عند مناداتهم بأسمائهم. وجد الفريق أن ذوي التوحد الذين يتكلمون والذين لا يتكلمون يستجيبون لأسمائهم بشكل متساوٍ في كثير من الأحيان. وفي كلا المجموعتين، الأشخاص الذين لديهم استجابات لأسمائهم أقوى بعد 600 مللي ثانية يتمتعون بأكثر قدرة على تصفية أصوات الخلفية.

في الدراسة الثانية، شاهد الباحثون مقاطع فيديو لفحوصات تشخيصية لقياس الوتيرة التي يستخدم فيها ذوو التوحد استراتيجية ما، كالهمهمة، للتعامل مع فرط الحساسية للأصوات. من بين 47 مشاركًا ممن يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام و36 مشاركًا لديهم توحد ويتكلمون بشكل طبيعي، تتراوح أعمارهم بين 5 و21 عامًا، الذين يتكلمون بالحد الأدنى انخرطوا في هذه السلوكيات «الهمهمة» أكثر من ذوي التوحد الذين يتكلمون طبيعيًا. هذا الانقسام بين المجموعتين لم يكن موجودًا للمحفزات / للمثيرات المرئية. قضت المجموعتان وقتًا متساوياً في تغطية عيونهم، وأطفأوا الأنوار أو استخدموا استراتيجيات أخرى للتعامل مع فرط الحساسية المرتبطة بالروؤية.

غالبًا ما يكون الأشخاص من ذوي التوحد ممن يتكلمون بالحد الأدنى الذين استخدموا سلوكيات التكيف مع الأصوات لديهم أيضًا مهارات أقل في القدرة على فهم اللغة كما قيست باختبار المفردات عن طريق الصور. وأظهروا استجابات عدم تطابق أضعف مع الضوضاء العالية بشكل غير عادي. نشرت مجلة أبحاث التوحد Autism Research الدراسة في سبتمبر 2020.

”لو أُخذت نتائج الدراستين معًا، فهاتان الدراستان تسلطان الضوء على مدى تأثير الحساسية للأصوات، والتي هي أكثر شيوعًا بين ذوي التوحد الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام، على قدرتهم على الاهتمام باللغة المنطوقة وفهمها“، كما تقول الباحثة الرئيسية هيلين تاغر - فلوسبرغ Helen Tager-Flusberg برفسورة علم النفس في جامعة بوسطن. ”بدأ الباحثون أيضًا في التعرف على الآليات العصبية التي تكمن وراء هذ الضعف اللغوي.“

المعالجة السمعية:

نظرًا لأن الباحثين قارنوا اسم الشخص مع اسم شخص غريب في الدراسة الأولى، فمن الصعب معرفة ما إذا كان الباحثون يقيسون فرقًا فعليًا في المعالجة السمعية أو اختلافًا متعلقًا بالألفة [ألفة الطفل مع الاسم الذي من عادته أن يسمعه كاسم اخيه او أخته]، كما تقول مونيكا دهار Monica Dhar، سايكلوجية إكلينيكية في جامعة أنتويرب Antwerp في بلجيكا والباحثة الرئيسية في دراسة 2018. لم تشارك مونيكا في الدراسة الجديدة. استخدمت دراستها أسماء كانت مألوفة لدى المشاركين، مثل اسم أخ المشارك.

يقول روبرتس إن الجمع بين دقة قياسات مخطط كهربية الدماغ وإشراك الأشخاص عبر طيف التوحد عمل ”رائع بالفعل“. ”بدون الفيزيولوجيا الكهربية، لن يكون لديك الدقة في الوقت [قياس الوقت على مستوى الملي ثانية] لدراسة الأنشطة الأولية والمتأخرة، وبدون النطاق الكامل للقدرات اللغوية لن تعرف أن ثمة أشياء مختلفة تحدث لأناس مختلفين في أوقات مختلفة.“

قد تكون النتائج مهمة للأطباء الذين يعملون مع أطفال لديهم الحد الأدنى من الكلام ممن هم في طيف التوحد، كما تقول مارغوت Margot تايلور، مديرة التصوير العصبي الوظيفي في مستشفى الأطفال المرضى في تورنتو، كندا، والتي لم تشارك في البحث.

قد يكون من المفيد لو فهم المعالجون أو الذين يعملون تدخلات مع أطفال صغار قي الحقيقة انهم لا يلتفتون بشكل طبيعي عند منادتهم بأسمائهم، ”يقول تايلور.“ وذلك شيء أساسي جدًا كلنا نظن أن الأطفال سيفعلونه".

يقول الباحثون إن الأبحاث المستقبلية يجب أن تدرس الاستجابة الى الاسم عند الرضع والأطفال الصغار، وخاصة أولئك ممن يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام. يمكن أن يؤكد أيضًا ما إذا كانت قدرة المعالجة السمعية تتنبأ بالقدرة اللغوية. إذا كان الأمر كذلك، فقد يستخدم الأطباء التقييمات العصبية لتقييم ما إذا كانت العلاجات مفيدة، على الرغم من أن الباحثين يحذرون من أن الطريق لا يزال طويلًا ليتحقق هذا الأمر.

تقول شوارتز إنها تأمل في أن يقوم الباحثون المتخصصون في الحالات الأخرى التي تتضمن صعوبات في الانتباه السمعي، مثل عُسر القراءة والفصام، بدراسة الاستجابات الى الأسماء أيضًا. وتخطط الباحثة لدراسة معالجة الكلام لدى الأطفال الصغار ممن يتكلمون بالحد الأدنى من الكلام وقياس مهاراتهم اللغوية بمرور الوقت. يمكن أن يساعد هذا العمل في الكشف عن سبب معاناة بعض الذين لديهم توحد من صعوبات لغوية أكبر من غيرهم.

تقول شوارتز: ”من الواضح أن تلك الحساسيات السمعية تمتد عبر طيف التوحد بأكمله“. ”السؤال هو إلى أي مدى تعيق هذه الحساسية المفرطة بالفعل قدرتهم على تعلم اللغة.“

مصادر من داخل وخارج النص

1 - ”الأشخاص الذين يتكلمون بالحد الأدنى من الكلمات MV أي أقل بكثير من المستويات المتوقعة بالنسبة لأشخاص في عمرهم. على سبيل المثال، أقل من 5 كلمات في عمر 18 شهرًا وأقل من 50 كلمة في عمر 30 شهرًا أو أكثر“ ترجمناه بتصرف من نص ورد على هذا النص: https://link.springer.com/article/10,1007%2Fs10803-020-04402-w

2-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32827357/

3 - https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32881387/

4-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29369670/

5 - ”تأثير حفل الكوكتيل هو ظاهرة تتمثل في قدرة الدماغ على تركيز الانتباه السمعي «تأثير الانتباه الانتقائي في الدماغ» على محفز معين أثناء تصفية مجموعة من المحفزات الأخرى، كما هو الحال عندما يمكن لمرتادِ حفلة التركيز على محادثة واحدة في غرفة صاخبة. يتمتع المستمعون بالقدرة على فصل المنبهات إلى تدفقات مختلفة، ثم تحديد التدفقات الأكثر صلة بهم. وهكذا، فقد اُقترح أن الذاكرة الحسية للمرء تحلل كل المنبهات دون الوعي وتحدد أجزاء منفصلة من المعلومات بتصنيفها حسب البروز. هذا التأثير هو ما يسمح لمعظم الناس بالتركيز على صوت واحد وإهمال جميع الأصوات الأخرى. كما قد تصف هذه الظاهرةُ ظاهرةً أخرى مشابهة تحدث عندما يمكن للمرء أن يكتشف على الفور كلمات ذات أهمية تنشأ عن المنبهات غير المراقبة، كسماع المرء لاسمه من بين مجموعة واسعة من المدخلات السمعية على سبيل المثال“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تأثير_حفل_الكوكتيل

المصدر الرئيس

https://www.spectrumnews.org/news/neural-responses-to-names-may-underlie-language-difficulties-in-some-autistic-people/