آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

أيعقل أن تقلع الأنياب؟

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

على الرغم من جهود الدولة الكبيرة ووضعها للكثير من القوانين والأنظمة للارتقاء بالخدمات الطبية إلا أننا ما زلنا نشهد الكثير من النواقص والعيوب الكبيرة التي نحاول رصد بعضها هنا. يعتبر القطاع العسكري، والصحي والتعليمي من أهم قطاعات الدولة. القطاع العسكري لحماية الوطن من أي مؤامرات أو تعديات دنيئة، القطاع الصحي للمحافظة على حياة المواطن والتأكد من بقائه بصحة وعافية ليستطيع العمل والإنتاج وقطاع التعليم لتعليمه كيف يعيش ويوظف جسده وعقله أفضل توظيف ليكون إنسانا منتجا في مجتمعه ومفيدا لنفسه ولوطنه.

ما زال القطاع الصحي سواء الخاص أو الحكومي يحتوي على الكثير من المشاكل ويفتقر للكثير الضروريات ويكفي ما نراه بالعين المجردة من نواقص ناهيك عن المشاكل التي لا يعلم بها إلا الله ثم كل من يعمل في القطاع الصحي نفسه.

المفترض من المهن الصحية أن تكون أكثر المهن رحمة وإنسانية لكونها تتعامل مع أرواح البشر ومسؤولة عن الحفاظ على حياة الإنسان لكن ما نراه اليوم هو تحول المراكز الصحية الخاصة سواء مستشفيات، مستوصفات أو عيادات من مراكز صحية، علاجية، إنسانية همها إنقاذ حياة البشر والمحافظة على صحتهم لمراكز تجارية همها الكسب المادي. في كثير من الأحيان يقوم الطبيب بإجراءات طبية غير ضرورية لاستنزاف أموال المريض وإفراغ جيبه لكن الأدهى والأمر أن يقوم بإجراءات طبية جراحية مثلا وغير ضرورية بإمكانها تعريض حياة المريض للخطر.

أتذكر عندما احتجت وأنا في سن صغيرة لتقويم للأسنان حيث كانت الأنياب عندي مرتفعة قليلا عن مكانها الطبيعي. ذهبت لطبيبة أسنان للاستشارة وبعد الفحص أخبرتني أنني بحاجة لتقويم أسنان وللأسف فهذه الخدمة غير متوفرة في عيادتهم لكنها اقترحت علي حلا بديلا مذهلا وهو قلع الأنياب بالكامل! كان المهم بالنسبة للطبيبة هو عدم خروجي من العيادة بدون حل لمشكلتي مهما كلف الأمر. نعم، مهما «كلف» الأمر!! على الرغم من صغر سني إلا أنني تفاجأت من اقتراحها وما زال هذا الموقف عالقا في ذهني منذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة.

ينوم المريض في المستشفى على التأمين الطبي بسبب كسر بسيط في الرجل وتجرى له سلسلة طويلة من التحاليل والأشعة وغيرها ثم يقرر الطبيب عمل عملية لرجله لينتهي به المطاف بعلاج تسمم في الدم أصابه في المستشفى. أيضا، يجري مجموعة من الموظفين من نفس الشركة عملية الدودة الزائدة في نفس الفترة الزمنية وفي نفس المستشفى الذي يغطيه التأمين الطبي المقدم لهم من شركتهم لتوفير الخدمات الطبية!

هذا والكثير من القصص الغريبة التي نسمعها حولنا عن أشخاص نامت ضمائرهم طواعية لأجل المال لتتحول مهنة الرحمة إلى تجارة فاسدة قاتلة مستنزفة لجيوب الخلق، صحتهم وأرواحهم في بعض الأحيان.