آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 9:00 م

نظافة الكورنيش واجب أم وقاية؟

زكي أبو السعود *

من الامور المرضية هذه الايام التراجع المستمر في عدد المصابين بفيروس كوفيد - 19 في داخل المملكة، مع ان عدد المصابين في العالم لا زال مرتفعاً ومقلقا ً. حيث بلغت اليوم اقل من 400 اصابة، بينما تجاوزت عدد الاصابات في العالم اكثر من 400 ألف اصابة.

تقيد السعوديون واخواننا المقيمون بقواعد ومبادئ الاحتراس والوقاية وعدم التهاون في الالتزام بها، عامل مهم في تراجع عدد المصابين. والجميع مدعون لعدم التراجع او التساهل سوى منزلياً أو مجتمعياً كي لا نرى المؤشر يأخد منحى تصاعديا بدلاً مما هو الان تنازلي. ومع الأسف لا يبدو ان نجاح شركات الادوية في اكتشاف مصل مضاد امراً وشيكاً، وامامنا فترة من الانتظار حتى تصلنا الاخبار السارة بأن شركة ما أو مختبر ما في احد البلدان قد حسم الأمر وقدم للبشرية ماهي بانتظاره.

الاحتراز والالتزام والحذر والمراقبة المستمرة لانفسنا ولمن حولنا سلاحنا الذي علينا التمسك به خلال فترة الانتظار.

تلعب النظافة الشخصية دورها الكبير في حمايتنا لأنفسنا وحماية مخالطينا. والنظافة الشخصية لا تقتصر فقط على نظافة الجسم، وانما ايضا نظافة المكان الذي نعيش فيه سوى كان منزلنا أو عملنا أو الاماكن العامة التي نقضي فيه اوقات فراغنا كالحدائق والمنتزهات والشواطئ.

مع بالغ الأسف والأسى أن الفيديو الذي تناقلته شبكات التواصل لواجهة القطيف البحرية صباح هذا اليوم «السبت» لا تكشف فقط عن صور غير حضارية وروح اتكالية ولا مبالاة، وإنما تدل على أننا فعلاً غير مستوعبين لهذه المسألة المهمة والمؤثرة علينا جميعاً.

إن الحفاظ على نظافة الاماكن العامة التي نشترك سوية في واجب الابقاء عليها نظيفة وآمنة له صلة وثيقة بالنظافة الشخصية، فأذا كان الفرد منا لا يرى أهميتها في الوقاية من الامراض، وخاصة في هذه الايام حيث لا زال فيروس الكورونا مستمراً في عدوانه ومهاجمة البشر اجمعين، فكيف لهذا الفرد ولنا كلنا، أن نتمكن من التصدي له وإبعاد خطره عنا؟.

في الايام المقبلة ومع تحسن الطقس وانخفاض مستوى الرطوبة ستزداد الرغبة لدينا لقضاء اجازة نهاية الاسبوع في اماكن التنزه العامة، وسيشهد الكورنيش اقبالاً متزايداً من الناس وبالذات في المساء للاستمتاع بالاجواء اللطيفة بجوار الواجهات البحرية، فكم اتمنى ان تصل هذه الرسالة ورسائل غيري ممن كتب حول حالة الكورنيش اليوم لجميع الاخوات والاخوة ان لا يغفلوا جانب النظافة العامة، ويبقون على التباعد الجسدي بينهم وبين الآخرين ففي ذلك وقاية لنا وللمجتمع كافة من كوفيد - 19. ولنجعل مدينتنا مثالا لالتزام سكانها بنظافتها وسعيهم لتكون من اجمل وابهى المدن وأن تكون مدينة محصنة نفسها من الكورونا.. والله يحفظ الجميع.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…