آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

مريم.. أنا مسلمة

عبد الرزاق الكوي

مريم أو ”صوفي بترونين“ سابقا، امرأة بلغت من العمر أكثر من سبعين عام، كانت طبيبة تغذية، تعمل ضد سوء التغذية، سافرت إلى دولة مالي هذه الدولة الفقيرة التي تعرضت باستمرار للاستغلال والتنصير وتحريفهم عن دينهم، عملت صوفي في مجال الإغاثة الإنسانية، كانت رئيسة منظمة إغاثة، تشرف على مدرسةلتعليم الأطفال الأيتام تم اختطافها في 24/12/2016، افرج عنها بعد اربع سنوات من فترة اختطاف تحت ضغط مفاوضات مضنية ومستمرة من قبل قادة دولتها، رجعت الى عاصمتها وكان في استقبالها رئيس الدولة وكبار القوم الذين كانو بإنتظار جني الثمار والإستفادة من هذه الصفقة لنواحي انتخابية ومواقف سياسية وإظهار من اختطفوها من المحسوبين على المسلمين بالإرهاب، خصوصا مع حملات شرسة ومستمرة ضد الإسلام والمسلمين، فاخرها كان تصريح ”ان الدين الإسلامي يمر بمرحلة صعبة“ و”أن الإسلام يعيش أزمة في كل مكان في العالم“. المفاجأة قالتها صوفي ”أنا اليوم اسمي مريم أنا مسلمة“، ودعت رئيسها التي جاء مزهوا بنصره إلى اعتناق الإسلام، ودعت للشعب المالي بالخير وأخبرته انها عائدة الى دولة مالي.

كلمات قليلة كانت معبرة أقوى من راجمات الصواريخ التي تدك القرى المالية، وأقوى من جميع المؤامرات الظالمة، هذا مافعله صوت قراءة القرآن الكريم حين كانت تسمعه في فترة خطفها، ولم تكن الوحيدة التي اهتدت وأسلمت فقد سبقها مختطفات، لبست الحجاب الذي كان ولا يزال يحارب في بلاد حقوق الانسان وحرية الرأي والمعتقد، من يعرف حقيقة الإسلام الصادقة والبينة يعلن إسلامه، فالمعتنقون للإسلام في بلاد الغرب يعدون بالآلاف، يعتنقونه من أجل حياة كريمة رغم الحملة القوية من قبل وسائل الإعلام الغربية، وتشويه الإسلام بدعمهم ورسم سياسات وتوجهات المتطرفين التكفيرين والإرهابيين القتلة.

هوجمت مريم من قبل المتشددين اليمينيين والحاقدين على الإسلام في بلادها لم تتراجع وقفت بثبات واعتقاد صادق بحسن توجهها، عرفت الواقع على الأرض فرغم قساوة الاختطاف المجرم من قبل الإسلام والقوانين الدولية، كان ولا يزال يوجد إجرام أشد قسوة وأكثر دموية ترعاه دول تحمل مسمى دول حقوق الإنسان، وفي رقابها اختطاف ليس أفراد بل دول بشعوبها يعيشون تحت مظلوميات مستمرة لا يوجد حسيب ولا رقيب ولا رادع، الملايين ذهبوا ضحايا وملايين مثلهم شردوا من أوطانهم في ارجاء العالم، وملايين يعيشون خطر الموت كل يوم من جراء إصابات الحروب والجوع والفقر، هذا واقع من يشن الحروب على الاسلام.

توجد جرائم على نطاق محدود وجرائم على نطاق عالمي اكثر فاعلية وأعظم تأثير ولدت على مر التاريخ بؤر ارهابية هي صنعتها وابتليت بها والخاسر العالم من اجل اطماع سياسية واقتصادية، فإذا قتل الإرهابيون بالالآف يقتل حماة الديمقراطية وحقوق الانسان بالملايين، يرسم معاني حقوق الإنسان حسب مقاييسه وما يخدم أهدافه، ويحقق تطلعاته، ويقوي سياساته، ويضاعف نفوذه، وبالتالي تصبح مقاليد الأمور بيده، فالقتل المستمر والعنصريات ضد السكان الأصليين والمهاجرين خير شاهد، وأكثر قتلى البشرية من طائراتهم وما يصدروه من عتادهم العسكري، في ظل صمت وضعف وسيطرة القوى الكبرى على الأمم المتحدة والمحافل الدولية، فالقانون معطل اذا تعلق بالإسلام والمسلمين والشعوب المستضعفة، فالإساءة للرسول ﷺ ليست وليدة اليوم بل هو تاريخ حالك في السواد من الكراهية والأحقاد، وما تتعرض له المحجبات من مضايقات وتهديد ومنع من الدراسة خير شاهد على الازدواجية الغربية، وتصعيد غير مبرر يولد فتن وفعل وردة فعل، حرق القران الكريم ورسومات كاريكاتورية بين الحين والآخر، لا أحد يتوقع ان تمر مرور الكرام.

كل تلك الأمور تجعل الغرب وليس الإسلام في أزمة مبادئ وقيم وأخلاق وازدواجية في المعايير والكيل بمكيالين، تصل الى حد جرائم حرب وإبادة على مرأى كل المحافل الدولية ينقل مباشرة على وسائل الإعلام بدون خجل أو تأنيب ضمير، وآخراً وليس أخيرا رعايتهم للإرهاب والإرهابين في العالم الإسلامي، لضرب الإسلام ممن يدعون الإرتباط بالإسلام وهو منهم براء، صنعوا كخنجر في الخاصرة الإسلامية، تكفير لكل من يخالفهم الرأي.

اما من يعيش في الغرب من المسلمين فهو يعيش الغربة في أماكن أكثرها لا إنساني في جو من التطرف المعادي للأجانب تنتشر في ما بينهم البطالة والتهميش والجريمة وأوضاع نفسية واقتصادية مزرية وتضييق على إقامة شعائرهم الدينية ومعتقداتهم الإسلامية، رغم ان بعضهم يحمل الجنسية ويعتبر مواطن كامل الحقوق يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية يتقاضون أجورا متدنية ويتعرضون للتميز من قبل المتطرفين اليمينيين ورجال الشرطة وأرباب العمل ومضايقات مجال التعليم ومع اقتراب انتخابات جديدة يتسارع المرشحون في التنكيل بالمسلمين والعداء للإسلام من أجل المزيد من الأصوات من قبل المعاديين للمسلمين كل ذلك خوفا من اطلاع مواطنيهم على الإسلام وما يشكله من خطر على وجودهم الظالم، فاليوم يعيش الغرب هاجس اسمه الإسلام، وهو على طاولة النقاش المستمر، والمزايدات التي لا تتوقف، فالخوف الحقيقي ليس من الإرهابين وهم صنيعتهم وفي خدمة أجندتهم، الخوف هو من الإسلام المنتصر بصوته الصادق وقيمه المحترمة ومبادئه السامية، التي يعتبرها الكثيرون المنقذ من حياة الضياع، رغم ان المسلمين في بلاد الغرب لا يقدمون الصورة المبتغاة عن الإسلام بسبب الضغوط عليهم وتهميشهم اجتماعيا وانشغالهم بهموم دنياهم ولقمة العيش، لا يجمعهم رأي ولا يوحدهم موقف ولا ينظمهم اتحاد وعدم وجود تمثيل قوي ولا يملكون منبرا إعلاميا ينقل صوتهم ويوصل وجهة نظرهم، مايظهره الغرب هو صوت التطرف من اجل التشويه والمزيد من الضغوطات.

إن مكافحة الإرهاب أمل يعيش عليه العالم، من اجل النجات من ويلات القتل والتشريد وأعظم ارهاب هو ارهاب الدول في استباحة دول مستقلة وذات سيادة وممثلة في الأمم المتحدة تحت مسميات الديمقراطية.

فالتطرف مرفوض والكراهية محاربة والعداء للديانات السماوية خط أحمر، سواء إن كان فرديا أو جماعيا أو دوليا تحت اي مسمى ديني او مذهبي أو عرقي.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد عبدالمحسن
[ الدمام ]: 15 / 11 / 2020م - 2:02 م
الشرائع السماوية ومنها الشريعة الاسلامية، والشريعة المسيحية تعرضت الى دسائس كثيرة، فالمسيحية لم تعد تلك المسيحية التى بشر بها نبي الله عيسى إبن مريم.
أما الشريعة الإسلامية فقد أبتليت ببعض المدارس يدعى أتباعها زوراً من تكفيريين وغيرهم الإنتماء الى الإسلام، وهم في حقيقتهم أداوات يتم توظيفهم لتشويه الصورة النقية للشريعة الإسلامية السمحاء ..!!..