آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

قمة العشرين.. تحديات كورونا

محمد أحمد التاروتي *

فرضت جائحة كورونا نفسها بقوة على جدول اعمال قمة العشرين في الرياض، باعتبارها التحدي الأبرز على الاقتصاد العالمي، لاسيما وان الفيروس القاتل استطاع احداث شلل شبه تام لكثير من الاقتصاديات العالمية، مما ساهم في افلاس الكثير من الشركات، وتسريح عشرات الالاف من العمالة على المستوى العالمي، فمنذ بروز الفيروس على السطح في أواخر 2019 في الصين والاقتصاد العالمي يقف على رجل واحدة، نظرا لمحدودية الخيارات المتاحة امام الدول في مواجهة الفيروس الغامض، بالاضافة لسرعة انتشاره وقدرته على التغلل في الجهار التنفسي للإنسان، مما يهدد حياة الكثير من البشر على المستوى العالمي.

تعقد قمة العشرين للمرة الأولى في دولة عربية ”المملكة“ منذ اول اجتماع لرؤساء الحكومات في عام 2008، مما يعطي ثقلا كبيرا للمملكة باعتبارها من اقوى الاقتصاديات العالمية، حيث استطاعت فرض نفسها كقوة اقتصادية، نظرا لما تمتلكه من مقومات ومزايا عديدة، فضلا عن امتلاكها لاحتياطيات كبيرة من الطاقة ”النفط“، مما يجعلها قادرة على المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة للقضايا المالية، التي تعصف بالاقتصاد العالمية، خصوصا وان مجموعة العشرين تهدف إلى الجمع الممنهج لدول صناعية ومتقدمة بغية نقاش قضايا أساسية في الاقتصاد العالمي، تعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، بالإضافة لكون المنتدى يمثل ثلثي التجارة وعدد السكان في العالم، وأيضا يمثل أكثر من 90 بالمئة من الناتج العالمي الخام..

تزامن قمة العشرين مع انتعاش الامال بقرب القضاء على فيروس كورونا، يعطي دفعة قوية للاجتماع في وضع الأسس القادرة على احداث تحولات حقيقية في الاقتصاد العالمي، لاسيما وان الإعلان عن التوصل الى لقاح فايزر وكذلك اعلان شركة موديرنا عن التوصل الى لقاح جديد، مما يسهم في عودة الاقتصاد العالمي بشكل تدريجي للوضع الطبيعي مع بداية 2021، خصوصا وان الاغلاق الشامل لمواجهة انتشار الفيروس كبد الاقتصاديات العالمية خسائر كبيرة.

التحديات الاقتصادية المتزامنة مع انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، تستوجب إيجاد الحلول المناسبة من قبل قادة دول العشرين، من خلال وضع برنامج عملي قادر على احداث انتعاش تدريجي للاقتصاد، لاسيما وان الكثير من المصانع تواجه خطر الإفلاس جراء تراجع الحركة التجارية، بين الدول، جراء الإجراءات الاحترازية المتخذة، للحفاظ على أرواح البشر، خصوصا وان الخيارات المتاحة لدى الدول ما تزال محدودة، مما يستدعي انتهاج سياسة ”الإجراءات القاسية“، باعتبارها الوسيلة المتاحة لتقليل عدد الإصابات وتقليص عدد الوفيات.

الملفات المطروحة امام قمة العشرين عديدة ومتنوعة، مما يفرض على قادة اقوى اقتصاديات العالم، وضع تلك التحديات في الاعتبار لتعزيز الاستقرار المالي، والعمل على تنشيط حركة التجارة العالمية، بهدف تجاوز مرحلة ”كورونا“ والتحرك بشكل جاد، لخلق فرص استثمارية لاعادة العمالة مجددا لسوق العمل، فالجائحة ساهمت في فقدان كثير من الوظائف، جراء توقف أنشطة الكثير من القطاعات التجارية خلال الأشهر الماضية، وبالتالي فان الامال المعقودة على قمة الرياض كبيرة، انطلاقا من قدرة دول العشرين في احداث اثر كبير بالاقتصاد العالمي، بما ينسجم مع تطلعات كثير من الدول العالمية، الامر الذي يفسر الاهتمام الكبير الذي تحظى به اجتماعات مجموعة العشرين على الصعيد العالمي.

يشار الى مجموعة ال20 أنشئت على هامش قمة مجموعة الثمانية في 25 سبتمبر / ايلول 1999 في واشنطن.

كاتب صحفي