آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

المعنى الحقيقي للحياة

علي حسن الفردان

لا يكون لهذه الحياة التي نعيش فيها معنىً أو قيمة دون أن يكون للإنسان فيها هدف يسعى إلى تحقيقه والوصول إليه، فالإنسان بطبعه يميل إلى الأفضل ساعيا إلى كمال الأمور. فكل شخص له هدف في الحياة يريد به أن يضيف شيئا جديدا لنفسه ليشعر بنشوة الانتصار بتحقيق أهدافه والوصول إلى طموحاته. فمن المهم أن نعرف طريقة الهدف الصحيح وكيفية استخدام طرق محددة للوصول للهدف.

تعريف الهدف:

يعرّف الهدف بمعان كثيرة منها أنّها الغاية والمنشد الأخير الذي يرغب الإنسان بالوصول إليه، كما يعبّر عنه أحيانًا أخرى بأنّه الإنجاز المتحقّق على أرض الواقع والذي يتلاءم مع طموحات الإنسان وتطلّعاته. فالهدف هو الغاية التي يسعى لها الإنسان ليكون الأفضل.

سمات الأهداف:

وضوح الأهداف: فالهدف الواضح في الحياة يسهّل بلا شكّ رؤية الطريق الموصل إليه، ومن ثمّ اتخاذ الإجراءات الصّحيحة والسّليمة الموصلة إليه، بينما إذا كان الهدف غير واضح عند الإنسان، فإنّه يبقى مشوشًّا في الحياة مرتبكًا وغير قادرٍ على تركيز جهوده نحو تحقيق الأهداف كمثل الإنسان الذي يمشي في طريق ضبابيّة، فلا يدرك ما حوله، ولا يستبين طريقة بينما صاحب الهدف الواضح يمشي في طريق بيضاء واضحة وضوح الشّمس.

واقعيّة الأهداف: فالهدف الخيالي البعيد عن الواقع لا يتحقّق، ومثال على ذلك الإنسان الذي يسعى لأن يطير في السّماء، كالطّير من دون وسيلةٍ أو تكنولوجيا فإنّه واهمٌ لا محالة، لأنّ الله تعالى لم يعط لأحدٍ القدرة على الطيران في جوّ السّماء إلا لصنفٍ من مخلوقاته وهو الطّير، بينما يكون الهدف المنسجم مع الواقع والحياة ومهما كان كبيرًا فإنّه يكون ممكن التّحقيق.

كيفية تحقيق الأهداف:

حتّى يحقق الإنسان أهدافه عليه أولًا أن يحدّدها، ثمّ يقوم بوضع خطّة عملٍ توضّح الإجراءات العمليّة الموصلة إلى تحقيق الأهداف مع توطين النّفس على بذل الجهد والصّبر وتجاوز التّحديات.

فهم الهدف: يحب فهم الهدف في البداية قبل العمل على تحقيقه، ويشار إلى وجود نوعين من الأهداف، وهما: أهداف يمكن تحقيقها على المدى القصير، وأهداف يمكن تحقيقها على المدى البعيد، أمّا الأهداف قصيرة المدى، فهي الأهداف التي يعزم الشخص على القيام بها على المدى القريب. أما الأهداف البعيدة المدى هي الأهداف التي يعتزم الشخص القيام بها في المستقبل البعيد.

وضع خطة العمل: يجب تخصيص الوقت لإيجاد وتحديد الأهداف حتى لو كانت هذه الأهداف أهدافاً ثانوية، ثمّ العمل على وضع خطة لتحقيق الهدف، على أن تكون خطة عملية قدر الإمكان، ثمّ اتخاذ الإجراءات، واتّباع الخطوات الواردة في قائمة العمل.

خطوات تحقيق الأهداف:

الرغبة: تعتبر الرغبة في الوصول إلى هدفٍ ما أو تحقيق الحلم أول خطوات تحقيق الهدف وأكثرها أهمية؛ حيث أن نقطة بداية أي إنجاز في الحياة هي الرغبة في الوصول لهذا الإنجاز، وإن العزيمة والرغبة الضعيفة تؤدي إلى نتائج ضعيفة؛ وبالمقابل إن الرغبة الشديدة في تحقيق أمرٍ ما تؤدي إلى تحقيقه والنجاح بالوصول إليه.

تحفيز النفس: يجب أن يعمل الشخص على تحفيز نفسه للوصول لأهدافه؛ وذلك من خلال تصوُّر أن الهدف تحقق بشكل حقيقي وواقعي، فهذا التصور الذهني يجعله يشعر بالسعادة التي قد تحصل عند تحقيق الهدف واقعياً وبالتالي يكون لديه حافزاً كبيراً لأن يعمل جاهداً لتحقيقه، ويوصي المختصين في التوجيه لتحقيق الأهداف بأن يحتفظ الشخص بصورة للعنصر أو الأمر والنجاح الذي يرغب بالوصول إليه ليراها يومياً ويتذكر ما يرغب به.

تحديد الهدف: واحدة من أهم خطوات تحقيق الهدف أو مجموعة الأهداف هي تحديد الأهداف بدقة ووضوح؛ بالإضافة لوضع أكبر قدر ممكن من التفاصيل لها، ومن الضروري أن تكون أهدافاً يمكن تحقيقها على أرض الواقع وليست خيالية، ويجب أيضاً تحديد الفترة الزمنية التي يرغب الشخص في الوصول للهدف بها، ومن الجيد القيام بكتابة جميع هذه الأمور على الأوراق أو الحاسوب لتوثيقها وجعلها أكثر وضوحاً.

وضع الخطة: لا يكفي تحديد الهدف للوصول إليه، بل يجب وضع خطة لتحديد الطرق والاستراتيجيات التي تؤدي إليه، ومن الضروري التفكير في جميع التفاصيل المتعلقة به أو الحواجز التي قد يتم مواجهتها، ويجب أن تكون الخطة على شكل خطوات متسلسلة وصغيرة قابلة للتطبيق؛ ومن المهم تحديد وقت لإنجاز كل خطوة.

التنفيذ: بعد تحديد الأهداف ووضع الخطط والاستراتيجيات لها يجب البدء بالعمل والتنفيذ لما تم التخطيط له، فالوصول للأهداف لا يتحقق إلا بالعمل الحقيقي والفعلي للوصول إليها؛ وإن النجاح في الوصول لها يتمحور حول التطبيق الواقعي وصنع الحظ لتحقيق الأهداف.