لماذا ”التعلم الاجتماعي والعاطفي“ مهم جدًا للأطفال في الوقت الحاضر
بقلم كاري ماكميلان
نوفمبر 6,2020
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 369 لسنة 2020
Why ‘Social and Emotional Learning’ Is So Important for Kids Right Now
By CARRIE MACMILLAN
NOVEMBER 6,2020
يشرح أحد خبراء مركز دراسات الطفل في جامعة ييل قيمة الذكاء العاطفي في المدرسة «والمنزل» في زمن كوفيد-19.
قبل الحائحة، اكتسب التعلم الاجتماعي والعاطفي social and emotional learning، ويختصر ب «SEL» زخمًا في المدارس. في الوقت الحالي ومع استمرار كوفيد-19 وتوظيف العديد من المدارس صيغًا تعليمية تُجرى عن بعد بشكل كلي أو جزئي. تعد الفلسفات المرتبطة بالتعلم الإجتماعي والعاطفي SEL حيوية في مساعدة الطلاب على التأقلم.
”الذكاء العاطفي“ و”التعلم الاجتماعي والعاطفي“ هما مصطلحان يمكن أن يكون الأهل قد سمعوا المعلمين وقادة التعليم يتحدثون عنهما. ونظرًا لأن الأطفال في جميع أنحاء البلاد يواجهون صعوبات في التعلم أثناء الجائحة، فإن صقل هاتين المهارتين أمر مهم بشكل خاص.
ولكن لو كانت لديك فقط فكرة ضبابية عما يعنيه الذكاء العاطفي emotional intelligence «EI» والتعلم الاجتماعي والعاطفي «SEL» ولماذا هما مهارتان مهمتان، فأنت لست وحدك. ببساطة، الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف علي عواطفك وعواطف الآخرين وإدارتها. أما التعلم الاجتماعي والعاطفي SEL فيرجع إلى عملية يكتسب فيها الأطفال الذكاء العاطفي، وينمّون التعاطف مع الآخرين، ويتعلمون مهارات حل المشاكل.
قبل الجائحة، كان التعلم الاجتماعي والعاطفي SEL يكتسب زخمًا في المدارس، خاصة وأن الأبحاث أظهرت أن الطلاب الذين يديرون عواطفهم يؤدون أداءً أكاديميًا أفضل ولديهم قضايا متعلقة بالإنضباط أقل [متعلقة بالإجراءات التأديبية أو التصحيحية للسلوك أو الأداء، مزيد من المعلومات في 1]. في الوقت الحالي، مع استمرار كوفيد-19 واستخدام العديد من المدارس صيغ تعليمية عن بعد كليًا أو جزئيًا، تعد الفلسفات المرتبطة بالتعلم الاجتماعي والعاطفي SEL حيوية في مساعدة الطلاب على التأقلم.
سألنا مارك براكيت Marc Brackett،، دكتوراه، المدير المؤسس لمركز جامعة ييل للذكاء العاطفي، وهو جزء من مركز دراسات الطفل في جامعة ييل، لمعرفة المزيد عن التعلم الاجتماعي والعاطفي SEL. أدناه، براكيت Brackett، وهو أيضًا مؤلف كتاب: "اسمح لنفسك بالإحساس بمشاعرك «بقوة الذكاء العاطفي لتحقيق العافية / الرفاه والنجاح الذي صدر في 2019 من قبل دار سيلادون بوكس“Permission to Feel: The Power of Emotional Intelligence to: «2019، Celadon Books»، ليقدم نصائح لأولياء الأمور.
س: من أين جاء مصطلح ”الذكاء العاطفي“؟
ج: يعود تاريخ هذا المصطلح إلى عام 1990، عندما شارك بيتر سالوفي Peter Salovey «رئيس جامعة ييل الآن» في كتابة مقال علمي عن الذكاء العاطفي، والذي لم يقرأه معظم الناس. وصف هذا المقال الذكاء العاطفي بأنه القدرة على اقناع الآخر بالعواطف لتحقيق اهداف ما. ثم في عام 1995، كان هناك كتاب مشهور عن الذكاء العاطفي لدانيال غولمان وانبثق من كل ذلك مجال التعلم الاجتماعي والعاطفي. في مركز الذكاء العاطفي بجامعة ييل، قمنا بتطوير نموذج RULER [الموضح أدناه]، وهو مقاربتنا القائمة على الأدلة للذكاء العاطفي SEL والذي يُستخدم حاليًا في 2500 مدرسة في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودول أخرى.
س: ما هو نموذج RULER؟
ج: هناك نماذج مختلفة للتعلم الاجتماعي والعاطفي مبنية على نظرية الذكاء العاطفي، وأحد تلك النماذج هو نمودج RULER. نموذج RULER هو مختصر تسمية للنموذج بالحروف الأولى لعباراته التالية: التعرف على «ادراك R» المشاعر في النفس وفي الآخرين. فهم «U» أسباب وعواقب تلك المشاعر؛ وصف «l» المشاعر بكلمات دقيقة؛ التعبير «E» عن العواطف وتنظيم «R» العواطف. [المترجم: وضعنا ذلك بالحروف العربية الأولى ”ت ف وت ت“ للكالمات التالية: تعرف، فهم، وصف، تعبير، تنظيم]
نموذج RULER «ت ف وت ت» هو منهاج / مقاربة، وليس برنامجًا. إنه ليس شيئًا تفعله أيام الخميس الساعة 2 ظهرًا. الأمر يتعلق بغرس مبادئ الذكاء العاطفي في كل ما يحدث داخل المدرسة وخارجها، ابتداءً من كيف يقوم قادة التعليم بالقيادة، إلى كيف يدرّس المعلمون، إلى كيف يتعلم الطلاب، إلى كيف تقوم العائلات بالتربية.
س: كيف يمارس نموذج، RULER «ت ف وت ت»؟
ج: تحتاج الخطوة الأولى إلى فريق من المدرسة «قائد واحد ومعلمين اثنين أو متخصصين اثنين في الصحة العقلية» يحضر [هذا الفريق] تدريبًا خاصًا على مبادئ وأدوات الذكاء العاطفي.
أحد الأمثلة على هذه الأدوات هو مقياس المزاج Mood Meter «انظر 2»، وهو عبارة عن مربع مقسم بالتساوي إلى أربعة مربعات من الألوان الأساسية. كل لون يمثل فئة من الحالة المزاجية [الأحمر يدل على الغضب أو الإحباط؛ الأصفر يدل على الفرح أو الابتهاج؛ الأزرق يدل على الحزن واليأس. الأخضر يدل على الصفاء أو الرضا]. هناك أيضًا تطبيق على التلفون النقال «2» يتيح للمستخدمين تتبع مشاعرهم وتعلم طرق للانتقال إلى لون آخر، إذا رغبت في ذلك.
يساعد مقياس المزاج المستخدمين على التعرف غلى مشاعرهم وتصنيفها وتنظيمها، وهي خطوة مهمة في تطوير الذكاء العاطفي. إذا كان الأطفال والكبار أكثر اهتمامًا بكيف تؤثر عواطفهم على أفعالهم، فإنهم يكتسبون قدرًا أكبر من الوعي الذاتي «3» والتنظيم الذاتي «4».
بعد أن أكمل الفريق التدريب على نموذج RULER «ت ف وت ت»، بدأوا في تقديمه «تعريفه» إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين ثم الطلاب. في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي، على سبيل المثال، يُدرج نموذج RULER «ت ف وت ت» في المناهج الدراسية مع وحدات units «مادة دراسية» مصممة لبناء المهارات حول فهم محاور ومفاهيم المشاعر / العواطف، مثل الفرق بين الغضب وخيبة الأمل «الإحباط». يدمج نموذج RULER «ت ف وت ت» أيضًا مفردات المشاعر / العواطف في المناهج الدراسية الحالية مع ”كتيب ارشادي من كلمات يحتاج أن يتعلمها الطفل للتعبير عن مشاعره «راجع 5 للمزيد من المعلومات»“ لكل مستوى «صف» مدرسي.
س: لماذا يعتبر الذكاء العاطفي مهمًا جدًا في الوقت الحالي؟
ج: أجرى مركزنا بحثًا حول الحياة العاطفية لقادة المدارس والمعلمين والطلاب في الوقت الحالي. الجميع قلقون للغاية «6». لدينا قلق أكثر من أي وقت مضى في العالم الحديث.
من الأشياء التي نقولها أنه عندما يكون كل شيء هادئًا ومريحًا، تكون الحياة جيدة، ولا توجد مشاكل حقيقية - ولا أحد يفكر بالفعل في الذكاء العاطفي. ولكن عندما تُحثى الرمال في وجهك «تعبير مجازي يعني: عندما يسيء لك أحد من الناس» - كما يبدو عليه الحال في الوقت الحالي - يبدأ الناس في أخذ الذكاء العاطفي على محمل الجد. الكل نشط. والكل يُثار بسهولة ويقلق الناس بشأن سلامتهم ومستقبلهم. الجميع يبحث عن استراتيجيات.
س: كيف يمكن للبالغين مساعدة الأطفال ذوي الذكاء العاطفي؟
ج: يجب أن يكون أولياء الأمور والمعلمون أفضل قدوة ممكنة للأطفال. لهذا السبب استهدفنا أن يكون تدريبنا للبالغين «أولياء الأمور والمعلمين» أولاً. لو شعرت بالقلق والتوتر الشديدين، فأنت بحاجة إلى إثبات قدرتك على التعامل مع مشاعرك.
خذ نفسًا عميقًا عدة مرات. اذهب إلى غرفة أخرى، إذا كان ذلك مفيدًا على استجماع قوتك «واسترداد رباطة جأشك»، واستخدم حديث النفس الإيجابي. بدلًا من أن تقول، ”لا شيء يفلح معي أبدًا“، تقول، لنفسك "تعلمين؟ الآن، نحن جميعًا بأمان ولدينا عائلة محبة تقبلك كيفما أنت.
س: كيف يمكننا الاستماع بشكل أفضل؟
ج: جزء كبير من عملي هو أنه لا ينبغي أن يكون هناك ”قضاة مشاعر“ ولكن ”علماء مشاعر“ فقط. علماء مشاعر منفتحون وفضوليون ومتأملون، بينما أولئك الذين يتصرفون كقضاة مشاعر منغلقون وناقدون. كل المشاعر مهمة. لا يوجد شيء اسمه مشاعر سيئة، بما في ذلك القلق. لأنه إذا تم النظر إلى القلق على أنه أمر سيء، فإن الأطفال سوف يتبنون هذه العقلية. نحن بحاجة إلى قبول كل المشاعر واستخدامها بحكمة.
س: ما هي نصيحتك لأولياء الأمور الذين يتعاملون مع طفل متوتر أو قلق؟
ج: اقبل دائمًا مشاعر طفلك كما هي من غير حكم عليها. يمكنك أن تقول له، ”عزيزي، إنه من المفهوم أن هذا أمر جديد ونحن جميعًا نتعرض له.“ إذا كان الطفل يعاني من فرط التنفس «تزايد وتيرة التنفس فوق حاجته البيلوجية، 7»، يمكنك أن تقول له، ”لنأخذ بعض النفس العميق معًا ونأخذ قسطًا من الراحة أو نشرب ماءً.“ قد ترغب في تحضير بعض العبارات عندما تشعر بالإحباط أنت أو طفلك، مثل، ”لا بأس أن أشعر بالهمْ / الغم، لكن يمكنني تجاوز ذلك“، أو ”أنا أتعلم فحسب، ولا بأس من أن أرتكب أخطاءً [أثناء التعلم].“
س: ماذا عن نصيحتكم لأولياء الأمور غير النشطين «الخاملين». كيف يمكنهم استعادة نشاطهم؟
خذ 'لحظة توقف عن عمل أي شيء وخذ نفسًا عميقًا للتأكد من صحة ما أنت قادم على فعله. ”هذه هي أداة لأولياء الأمور عندما تحصل لهم إثارة. وهذه اللحظة تعني أن يتوقف المرء للحظة وينشّط“ أفضل ما تريده نفسه له" «معلومات أكثر في 8» فكّر في كيف تريد أن يُنظر إليك كولي أمر «كأب أو أم» في الوقت الحالي، ثم ضع استراتيجية لك وفقاً لذلك. عندما أُثار بشيء ما، أقول لنفسي، 'كيف لمدير مركز الذكاء العاطفي أو مارك [اسم الباحث]، الذي قد يكون في موقع الابن الرحيم / الزوج الودود، يتفاعل مع ذلك؟ '
س: هل تسدي نصيحة بالتفقد الدوري [لأولادك] أو يُعتبر من الأشياء المبالغ في فعلها؟ يجب
ج: عليك بالتأكيد أن تقوم بالتفقد العاطفي [لأولادك] طوال اليوم. في وقت الإفطار، يمكنك أن تسأل، 'كيف حالك اليوم؟ ماهي أخبارك؟ 'و تفعل الشيء نفسه خلال فترة الغداء أو قبل العشاء. يمكنك أن تقول، "دعونا نتحدث عن كيف قضيت يومك وكيف تسير الأمور؟ 'والأهم من هنا، على ولي الأمر أن ينمذج سلوك أطفاله لا أن يقول أن يومهم كان 'على ما يرام، ' ولكن يشاركهم ما يمرون به من المشاعر المختلفة في ذلك اليوم.
لو قالت الأم مثلاً: "حضرت اجتماعًا سيئًا للغاية اليوم وهذاما فعلت لإدارة مشاعري، 'حينئذ أنت تقومين بالنمذجة بشكل فعلي.
س: كيف يمكن للتعلم عن بعد أن يؤثر على التعلم الإجتماعي والعاطفي في المدرسة؟
ج: الأمر ليس سهلًا أن تقوم بذلك عندما تقوم المدارس بالتعليم عن بعد، ولكن ليس مستحيلًا. انهم الناس الذين يصنعون المدارس، لا المباني. تعلمت أن عبارة واحدة من المدارس التي تطبق نموذج RULER «ت ف وت ت»، المدارس تقوم بوظائفها بشكل أفضل عندما تركز على العلاقات بين أولياء الأمور والمعلمين، وأدوات كمقياس المزاج يمكن أن يؤخذ حضوريًا أو عبر العالم الافتراضي «عن بعد». هذه المهارات يمكن بسهولة أن تُدّرس عن بعد.
س: هل يمكنك أن تخبرنا كيف يؤثر ارتداء الكمامات في المدارس على الذكاء العاطفي EI ووالتعلم الإجتماعي العاطفي SEL؟
ج: نحن نبالغ في تقدير دقتنا في قراءة المشاعر في تعابير وجوه الناس. الكمامات تجعل الأمر أكثر صعوبة. آمل أن نقضي في الوقت الحالي المزيد من الوقت في تفقد مستوى الجودة، ونسأل طلابنا أولاً عن شعورهم ثم الاستماع إلى ما يقولونه، حتى نتمكن من دعمهم.
س: متى يجب أن تبدأ في تعليم طفلك عن الذكاء العاطفي؟
ج: في الواقع يبدأ تعليم الذكاء العاطفي في الرحم. بصدق، هناك أبحاث جيدة تفيد بأن الأم الحامل المجهدة يمكن أن تضع طفلًا مجهدًا. لكن جوهر عملنا هو أن التنظيم المشترك «9» للمشاعر يبدأ عند الولادة. عندما يبكي الطفل أو يشعر الطفل بالقلق والإثارة المفرطة «الإرتباك»، فمن واجبنا المشاركة في تنظيم تلك المشاعر وتهدئتها.
بالنسبة للأطفال الذين يقلقون كثيرًا، خاصة أثناء هذه الجائحة، فأنت تريد دائمًا إخبارهم أنك تفعل كل ما في وسعك للتأكد من أنهم آمنون، وأنك تفعل الأشياء الصحيحة لحماية الجميع، وأنك موجود من أجلهم. تريد أن تكون عائلتك عائلةً تتحدث عن كل المشاعر.
