آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

من كهربائي إلى ملياردير

أمير بوخمسين

عشية ميلاد «الكريسمس» اختارت مجلة ”تايم الأميركية“ جيف بيزوس ليكون رجل العام 1999، وعلى الرغم من أن أسم الرجل غير شائع كثيرا آنذاك، إلا أن أسم شركته منتشر بشدة. فموقع ”أمازون“ الأوسع شهرة لبيع الكتب على شبكة الأنترنت. وقد بدأت الشركة عملها ببيع الكتب، لكنها كانت آنذاك تبيع الأقراص المدمجة وأشرطة الفيديو وغيرها من المنتوجات.

وحققت في ذلك الوقت مبيعات 2,6 مليار دولار، وجعلت من الأذكياء الذين أشتروا أسهمها في مرحلة مبكرة أصحاب ملايين. وخلافا للعديد من منافسيه، لم يكن بيزوس اختصاصيا في شؤون التسويق فقرر أن الأنترنت هي أفضل طريق لإستثمار أمواله. فهو يحمل شهادة في هندسة الكهرباء وعلوم الكمبيوتر من جامعة برنستون الأميركية، وكان يمّكن ”برمجته“ لعصر الإنترنت. وولد في العام 1964 وكان يطمح إلى أن يصبح رائد فضاء وعوضا عن ذلك عمل بعد تخرجه في ”بانكرز تراست“ العملاقة في نيويورك.

وبعد إنتقاله في العام 1990 إلى صندوق الإستثمارات ”دي. أي. شاو“ تغيّرت حياته حيث أدرك عندما كلّف بتقييم فرص الإستثمار في الأنترنت، أهمية الشبكة العنكبوتية. فجاءته فكرة إنشاء شركة وموقع ”أمازون“. فقد بدأ العمل في مرآب للسيارات في مدينة سياتل «بعد إستقالة بيزوس من شركة شاو» في 16 يوليو 1995، وأنشأ موقع ”أمازون“ على الإنترنت. وكان مبيع الكتاب الأول مناسبة للإحتفال. ثم اتصلت شركة ياهو وقالت إنها ستضيف أسم ”أمازون“ إلى لائحة ”“ المواقع الممتعة" وهذه كانت الإنطلاقة الكبرى لأمازون.

ومع جائحة كورونا أستفادت أمازون كثيرا، وتحولّت من العالم الإفتراضي بعد أن استمرت لأعوام فيه إلى العالم المادي، وذلك بسبب القيود والبروتكولات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، من خلال ما فرض من قيود وشروط على حركة الناس في العالم، كالتباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل، وعدم التجمع، مما زاد الطلب على الخدمات اللوجستية، وتوصيل الحاجات إلى المنازل والشركات..

شركة أمازون لعبت دورا كبيرا وأستثمرت الوضع بصورة جيدة، فحققت أرباحا خيالية وتوسّعت عالميا، وأصبح لديها أسطولها، وأصبحت من المنافسين عالميا في تقديم هذه الخدمة.

حطّم جيف بيزوس، مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي لشركة أمازون رقما قياسيا جديدا له كأغنى رجل في العالم بعد ارتفاع قيمة ما يملكه إلى 172 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. حطم بيزوس رقمه القياسي السابق الذي وصل له عقب طلاقه من زوجته السابقة ”ماكينزي“ العام الماضي، والتي تلقت بدورها 25% من الأسهم التي كانا يمتلكانها في أمازون لتبلغ قيمة ثروتها 57 مليار دولار.

وارتفعت قيمة ثروة بيزوس الذي يملك 57 مليون سهم في شركة أمازون أي ما يعادل 12% من أسهم الشركة بسبب ارتفاع قيمة هذه الأسهم بنسبة 56% حتى اليوم. ويذكر أن تربع بيزوس على عرش أثرياء العالم واجه تحديا في نهاية العام 2019 من قبل بيل غيتس «أغنى رجل في العالم حتى العام 2017» الذي كان يملك 106 مليارات دولار مقارنة ب 109,6 مليار دولار لبيزوس حينها.