آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 9:59 م

أبناؤنا وطريقة الامتحانات الجديدة

محمد يوسف آل مال الله *

عمّا قريب ستبدأ الامتحانات للمراحل الدراسية كافة ويتطلب ذلك منهم جميعاً الجد والاجتهاد والعمل على استدامة المذاكرة كي يكللوا هذا الجهد بالنجاح وتحصيل الدرجات العالية، فالنجاح بحد ذاته لا يكفي، بل التحصيل العلمي وبدرجات عالية يبني عليها أبناؤنا وبناتنا مستقبلهم، ما يساعدهم على تخطي الصعاب ومواجهة التغيرات الاجتماعية والمادية وعلى الآباء والأمهات تأكيد أهمية هذا النجاح في نفوس أبنائهم وبناتهم، فالأمر ليس مقصوراً على جنس دون آخر أو مرحلة دون أخرى.

في هذا العام وبسبب الجائحة والإحترازات الصحية والتوجيهات الحكومية فإنّ أمر الامتحانات مختلف وسيكون عبر المنصات التعليمية وعلى جميع البنين والبنات أن يعوا أهمية النجاح الذي يتطلّب الفهم الكبير والجد والعمل ما يخوّلهم إلى اجتياز اختباراتهم بكفاءة وفاعلية وعلى أولياء الأمور تجنّب الإجابات بدلاً عنهم في عدم وجود المراقبين والمراقبات من المعلمين والمعلمات حتى يستشعر البنون والبنات بأهمية الامتحانات ودورها في نجاحهم ومسيرة حياتهم العلمية.

ابناؤنا بحاجة ماسة إلى التركيز والمواظبة العملية على الاستذكار وعلينا من آباء وأمهات وولاة أمر تهيأة الأجواء المناسبة لهم وعدم فرض القيود واستخدام القسوة معهم في ذلك أو التهديد وزرع الخوف في نفوسهم، بل على العكس تماماً، فهم بحاجة إلى التذكير وجعلهم يستشعرون أهمية النجاح في نفوسهم ومساعدتهم في تقرير مصيرهم باللين والمحبة والألفة وواجبنا مساعدتهم على تخطي الصعاب وأن يكون الهدف من نجاحهم لأنفسهم، لا رغبة منّا في تحقيق أحلامنا وأمانينا.

يجب أن يكون النجاح حلمهم ورغبتهم وحدهم وأنّ الفائدة تعود في المقام الأول لهم، لا لرغباتنا وأهوائنا وتحقيقاً لأمانينا، فلكل واحد منهم قدرات محدودة ومهارات معينّة تتناسب وعمره، فالحصول على الدرجات العالية لا يأتي حسب رغباتنا وأهوائنا وأمانينا التي لا حدود لها. فأبناؤنا وإن كانوا ذوي مهارات عالية، فإنّها تظل محدودة بأعمارهم وقدراتهم التي هي بحاجة إلى التمارين الذهنية والعلمية والعملية وعلينا غرس تلك المفاهيم فيهم ليدركوا أهميتها لهم وليس لنا كأولياء أمورهم.

هناك الكثير من الآباء مَنْ يرغب في أن يحصل ابناؤه على درجات عالية دون أن يفهم قدراتهم وحدود مهاراتهم، معتقداً بأنّ الحصول على هذه الدرجات بالأمر اليسير أو لمجرد رغبته هو فيها دون معرفة قدرات ومهارات ابنائه وبناته، وهذا بالطبع يشمل الوالدين وأولياء الأمور كافة.

دعوا أبناءكم يرسمون أهدافهم ويخططون لمستقبلهم وعليكم بإسداء النصح والتوجيه والإرشاد، فالنجاح والتحصيل العلمي والدرجات العالية لا تأتي حسب أهوائنا ورغباتنا نحن أولياء الأمور. أبناؤنا بحاجتنا عندما يرون أهمية ذلك، وهذا يأتي عبر سؤالهم ومعرفة مقدار المساعدة التي يرغبون فيها منّا وتهيأة الأجواء المناسبة لهم ويستشعرون اهتمامنا لهم بعيداً عن الخوف أو التهديد.

ابنائي وبناتي...

مستقبلكم نصب أعينكم والأقلام في أيديكم وبين أصابعكم والأوراق والشاشات أمامكم فارسموه كيفما ترونه وتحلمون فيه، فأنتم وحدكم المسؤولون عنه، فاجعلوا النجاح نصب أعينكم وحليفكم وابذلوا كل جهودكم لتحقيق أمانيكم ورسم خارطة الطريق لمستقبلكم.

اسأل الله للجميع التوفيق والنجاح ونيل الدرجات العالية إنّه سميع مجيب.