آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

سَقْطات المتقاعدين

المهندس هلال حسن الوحيد *

سقطات المتقاعدين - وغيرهم - من محبي ”الحوسة والعسعسة“، جسديًا وليست أخلاقيًّا بالطبع، هي خطيرةٌ جدا، وبخاصة عندما يغرينا هذا الجو البديع على أن نعيدَ صيانة ما خربه فصلُ الصيف، أو ما تركناه عالقًا لوقتٍ يروق فيه مزاجنا للصيانة، ما يزيد احتمال التعرض لهذه السقطات.

إن كنتَ مثلي، تجد نفسك مندفعًا كل وقت في صعودِ السلالم، لإصلاح إضاءة أو إعادة توضيب الأدراج والرفوف، تارةً داخل المنزل وأخرى فوقَ السطح فحاذر السقوط، فقد يكون أخطر ما تتعرض له في حياتك ولربما لا سمح الله يكون قاتلًا مميتًا! مع العلم أننا - المتقاعدون - لا نفعل ذلك من أجل توفير المال، فمعظم الأعمال المنزلية يمكن أن يقوم بها عاملٌ محترف بأجرٍ معقول، أو أكثر بقليل، لكن الشغف والإحساس بأننا قادرون على بعض الأعمال، ثم البهجة بعد القيام بها هو الدافع الرئيس، وهي أمور اعتدنا القيام بها منذ سنواتِ الصبا.

بالطبع هذه السقطات ليس سهلة على من هم في عمر ما بعد الستين، وإن كانت فقط في حمامٍ مبلل بالماء، أو تعثر بفرش أو لعبة طفل، أو قطعة من الأثاث، أو جراء حالاتٍ مرضية. وهذا يحدث بحسب الإحصائيات لملايين من البشر في كلِّ عام، وبعضها خطير جدا! حيث الأرقام في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تحصي سقوط شخص كل إحدَى عشرة ثانية يستدعي إسعافًا طبيا، ويموت شخصٌ كبيرٌ في السن كل تسع عشرة دقيقة.

وتشير التقديرات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنّ العالم يشهد كل عام 37,3 مليون حالة من حالات السقوط بدرجة من الوخامة تقتضي عناية طبية. ويموت 646000 شخص كل عام في شتى أنحاء العالم بسبب حالات السقوط، أغلبهم من الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة. وبالتالي فإن حالات السقوط هي ثاني أهمّ أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات العرضية أو غير المتعمّدة في جميع أنحاء العالم.

ولكوني متطفل في أمور السلامة، أنصح القارئ الكريم أو الكريمة بأن يستمتع بالقيام بأداء ما يستطيع عليه من أعمال صيانة بنفسه في هذا الفصل من السنة، ليس بخلًا، بل من أجل الإنجاز الذاتي، لكن حذارِ أن تقلل من مخاطر السقوط واستعمال السلالم والأدوات اللازمة للمهمة التي تنوي القيام بها. وما يقلل جدّا من مخاطر السقوط أن يكون الشخص الكبير لائقًا جسديا، ولو بالقيام ببعض الحركات الرياضية البسيطة كل يوم!

مستشار أعلى هندسة بترول