آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:12 م

كيف نستقبل عامنا الجديد؟

فاضل العماني * صحيفة الرياض

غداً 31 ديسمبر، يُسدل الستار على 2020، وهو العام الأكثر دهشة وإثارة في العصر الحديث، بل وقد يكون على مر العصور، فقد حوّل فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» كل العالم خلال هذا العام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة إلى حزمة من الأرقام والإحصائيات الخطيرة والمخيفة على كافة الصعد والمستويات. يغرب العام 2020 إلى أفق الذكرى ليسكن سجلات الذهول، ويشرق العام 2021 من ناحية الأمل ليرسم أمنيات الفرح. العام 2021 سيكون بإذن الله نهاية لفترة عصيبة من عمر الإنسانية لن تتكرر بمشيئة الله، وبداية لعودة الحياة إلى طبيعتها وجمالها.

لقد تسبب فيروس كورونا المستجد بشلّ حركة وتطور العالم في مختلف المجالات والقطاعات، الأمر الذي سيجعل من هذا العام 2020 نقشاً محفوراً على أديم الحزن والألم، وسيُخلّد هذا العام كواحد من أكثر الأعوام إثارة وخطورة، وخلاله تدهور الاقتصاد العالمي بشكل غير مسبوق، وتقطعت أوصال الأسر والمجتمعات والأوطان، وفقد أكثر من مليون و800 ألف شخص أرواحهم، وأصيب أكثر من 80 مليون شخص حتى الآن.

غداً يرحل العام 2020 بكل قصصه وصوره التي ستسكن ألبوم الذكريات، الحزينة والمفرحة، السلبية والإيجابية، رغم أنه سيكتب في صفحات التاريخ كواحد من أكثر الأعوام التي تغصّ بالذكريات والحكايات المؤلمة والمثيرة التي لا يمكن نسيانها على الإطلاق، خاصة آثار وتداعيات هذا الوباء الخطير، ولعلّ أكثرها وقعاً على النفس فقدان الأحبة الذين رسموا برحيلهم المر ألوان السواد ولوحات الألم.

وبإذن الله سيكون 2021 هو ”عام السيطرة“ على هذا الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها وجمالها، خاصة بتوفر العديد من اللقاحات التي أقرتها منظمة الصحة العالمية والكثير من المؤسسات والهيئات الطبية المرموقة في كل العالم. العام 2021 هو من سيربح ”معركة كوفيد - 19“ بإذن الله، وستكون كل الآلام والأضرار مجرد ذكريات وحكايات لا أكثر.

ولله الحمد والمنة، فقد سخرت قيادتنا الرشيدة كل إمكانات وقدرات الوطن من أجل الحفاظ على إنسان هذه الأرض الطيبة، كما واصلت الوزارات والجهات المعنية بمكافحة هذا الوباء الليل بالنهار لحماية المواطن والمقيم، فمنذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في 2 مارس 2020، وضعت الخطط والاحترازات الوقائية الرائعة التي كانت مثار إعجاب ودهشة المجتمع الدولي.

عام يرحل وعام يأتي، تلك هي حقيقة الحياة وطبيعة العمر، فهذا العام الذي قد طويت صفحاته بكل ما تحمل من أحلام وآلام وانتصارات وانكسارات، وطموحات وخيبات، يرحل إلى ضفة الذكريات والسجلات، ويطل عام جديد ملؤه الأمل والتطلع لمستقبل مشرق وباهر تتحقق فيه الطموحات والأمنيات.

مع رحيل عام مضى وقدوم عام جديد، يتكرر/ يكبر هذا السؤال: ماذا أنجزنا في عامنا الماضي وماذا خططنا لعامنا الجديد؟.