آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

العالم يتغير

عبد الرزاق الكوي

عاشت منطقة الشرق الأوسط منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بين مد وجدب تحت مظلةأجنداتخفية ومخططات ومتاهات سياسية من أجل الهيمنة على هذه المنطقة الاستراتيجية، سنين من الكبت والاختناق الجميع ينتظر بارقة أمل أن يتحسن الوضع بعد كل تلك السنين من الحروب والدمار والتشرد والفقر والمجاعة والبطالة، لكن كانت الأمور من سيئ إلى غاية السوء تستشري فيه المظلوميات، وسيطرة القوي على الضعيف، تصب عليه النوائب والمحن من جميع الاتجاهات وصل الأمر إلى الحضيض.

بعد المعاناة الطويلة والعذاب المستمر والاختناق احتاج العالم من الانفكاك من هذه القيود وإن يتنفس من هول المصاب، مع بروز قوى أخرى على الساحة الدولية رافضة الوصاية والاحتكار من قبل مجموعة تتحكم في مصير العالم، هذه القوى الجديدة بدأت تأخذ موقعها وتؤثر في مجريات الأمور في العالم، من أجل عالم متعدد الأقطاب والقوى والمصالح، بدأت بسحب البساط تدريجيا وبكل نعومة وهدوء بفاعلية وموثوقية وذات مصداقية في بناء علاقات استراتيجية بعيدة عن الوصايا والإملاءات والشروط المجحفة، تبنى على تبادل منافع تخدم المصلحة العامة للشركاء، رغم أن ذلك يواجه من قبل القوى العظمى بشراسة وضغوطات وحصار وعقوبات من أجل عدم بروزها على الساحة الدولية وقطف ثمار بناء علاقات سوية بعيدة عن العدائية من قبل تلك القوى، هذه العدائية جعلت حياة كثير من البشرية تحت خط الفقر ودمرت اقتصاديات دول تمتلك خيرات لا تعد ولا تحصى ذهبت في جيوب من يتحكم في مصير العالم التي ينضوي تحت أوامر محددة بلا رحمة ولا إنسانية يتلاعب في القرارات والمواثيق الدولية حسب مصالح خاصة.

العالم بعد سنوات من العناء يعيش على أمل وتفاءل حتى لو في حده الأدنى، أن تتغير مقاييس القوى قليلا وتخف الضغوطات من أجل بناء عالم افضل بعيدا عن الهيمنة وان تتمتع كل دوله بخيراتها وينعم شعبها بوافر من الأمن والاطمئنان.

القوى الصاعدة اليوم تبني سياساتها على تبادل المصالح وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية وبناء علاقات ودية وليس على أيدلوجيات كما كانت سابقا، يستفيد من هذا التوجه الجميع ويعم نفعه العالم، البشرية بدأت ترفع صوتها عاليا يكفي ملايين الضحايا والفقر المستشري والهيمنة الظالمة، يكفي ما هدم من بنى تحية من أجل اطماع قوى جشعة، لم تترك شاردة ولا واردة الا فعلته من أجل امتصاص خيرات الشعوب، بأوجه متعددة ووسائل مختلفة وأفكار خبيثة وأعمال لا إنسانية وازدواجية واضحة والعمل بمكاييل مختلفة، وخلق بيئات متوترة غير مشروعة من حصار وارهاب وطائفية وتهديد وعقوبات بمصطلحات ذات أوجه بعيدة عن الحقيقة من اجل تقويض قوى تلك البلدان وتعيش رهينة تحت رحمتهم.

كل تلك التغيرات تنبئ بغدا أكثر إشراقا خصوصا مع ما تمر به البشرية من الوباء الذي دمر اقتصاديات كثير من الدول، العالم اليوم يحتاج إلى تعامل اكثر إنسانية ينقد البشرية من العبودية والفقر، تبنى علاقات بين القوى الصاعدة والشعوب المستضعفة تفعل فيه التجارة المشتركة، في كافة المجالات من طاقة وتوابعها وتبادل على جميع الأصعدة من زراعة وصناعة ومنشآت اقتصادية والدور الأهم حاجة القوى الصاعدة لشريان الحياة النفط والغاز المتدفق من تلك الدول.

الزمن يتجه لبناء علاقات بناءة بشروط واتفاقيات عادلة توفر متطلبات الجميع تبادل خيرات وخبرات على أسس عادلة، دول صاعدة جاءت تطل بهدوء وعلى أبواب ان تسبق الكل بخطط مدروسة وتحالفات صادقة وعلاقات موثوقة، تحترم فيها سيادة الدول، العالم على أبواب ان يتنفس هواء أكثر نقاوة وان يعيش حياة افضل يستحقها.