آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 5:37 م

للمقدمين على الزواج: اشتروا ملاعق!

رغبتُ أن أقدِّم نصيحةً لأصدقائي الشبّان الذين لم يتزوجوا بعد في شكل طرفة. بأن يتذكروا عندما يختارون أثاث المنزل، الطاولات والكراسي وأسرَّة النوم من النوع الفاخر، أن يشتروا أيضًا ملاعق من النوعِ الفاخر لتكون الأكثر استعمالًا ونفعًا للرجال والنساء بإذنِ الله. وسوف يظهر سبب النصيحة في ثنايا الكتابة القصيرة. أما السكاكين والشوك فهي تضر أكثر مما تنفع فكل الرجاء والطلب من الله أن لا تحتاجونها في مستقبلكم!

لاريب أن الزواجَ من المعاجزِ الكونية، ترى فيه نفسك تعيش حتى العشرين أو بعدها لا تعرف زوجك وإن مررت به أو بها لا تعير انتباهًا، لكن ما إن يكون هو الذي اخترته تذوبُ كلُّ الفواصل الروحية والجسدية، وتشتركان في كلِّ شيء تقريبًا. أفراح الرجل وما يزعجه تصبح أفراح المرأة، وأحزانه أحزانها، والعكس صحيحٌ تمامًا. فأي معجزةٍ هي أكبر من اشتقاق جزءٍ من ذاتِ إنسان وقطعة من نفسه في ذاتٍ ونفسٍ أخرى؟!

أما عن النصيحة بشراء الملاعق فهي في أولِ سنوات الحياة الزوجية تنفع في تذوق طعمها الحلو المُعَسَّل. كل رائحةٍ ونَفَس وطعم يبدو أكثر حلاوة وطراوة وطِيبًا. متاعب الدنيا ومطالبها أقل، فلا إزعاج ولا صراخ إلا همسات الحب والعاطفة.

وفي أواسط الحياة، تختفي حدة الطعم والطراوة، عند أغلب الناس، وتبقى الملاعق لأكل الغذاء الطبيعي من الأرز وما شابهه. وهذا أيضًا جيد ومؤشر أنَّ في الحياة ما ينفع، ولهذا ترى أغلب أكراش الرجال وبطونهم تسيح وتجري من أمامهم في منتصفِ أعمارهم، وكذلك بعض النساء!

أصعب وأهم فترة من العمر يحتاج فيها الزوجان الملاعق في آخرها، وهي فترة الصبر على بعضهما وعلى الدنيا بأسرها. وهنا تنفع الملاعق في تناول دواء ”الصبر“ الذي سوف يحتاج كل من الزوجِ والزوجة شربةً قبل النوم وشربةً أخرى بعد الاستيقاظ، إن لم يحتاجا أكثر!

ومع كل هذه المراحل تبقى الحياةُ الزوجية من أجمل هدايا الله لنا وأطعمها. نتذوق بها السَكِينة الجسدية والروحية، ونخرج في فضائها من العزلةِ إلى أنسِ اللقاء، ومن أنانية الذاتِ إلى المشاركة والاندماج.

لكل الشباب والشابات: هناك إنسان ينتظركم فلا تترددوا في التعرف على هذه المعجزة الكونية ولا تعجزوا أن تخوضوا غمارَ هذه التجربة الرائعة قبل أن تذبل أزهاركم، ثم لا تنسوا قبل عقد القران شراء طقم الملاعق الفاخر واستعماله!

مستشار أعلى هندسة بترول