آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

افلح أرضك يرميها الله بأخصب سهامه!

واحدٌ من الأصدقاء الشباب افتتح دكَّانًا يبيع حلويات، وظَّف فيه مساعدًا وبقي هو في وظيفته مع إحدى الشركات، وآخر صار يعمل في تعديل وصيانة السيارات بعدما يأتي من عمله الذي ينتهي في الثانية ظهرًا، مرحى لهما وليهنئَا برزقِ الله الواسع الممتد غير المنقطع. لابدّ أنه يوجد مئات من نوادرِ الفرص قليلة الكلفة التشغيلية في مجتمعٍ أكبر شريحة عمرية فيه من الشباب، ترغب في استهلاك الكثير من المنتجاتِ والخدمات.

طلوع الشمس كل يوم، يوحي لنا بأن نظل في حركة وننطلق بطموحنا في مشارقِ الأرض ومغاربها وفي أعلاها وأسفلها. ثم يرسل لنا الله الأفضلَ والأجمل والأوسعَ من الرزق. ولنسأل: ماذا يفعل الشباب في وقتِ الفراغ سوى النوم أو التسكع والجلوس في المقاهي ثم القبول بفتاتِ العيش؟ أليس العمل أنفع؟

الخلاصة، أن الرزقَ يستند إلى أمرين: السّعي وإرادة الله معاً، ومضبوطٌ بين الطموحِ والجشع.

من تركَ السَّعيَ عاشَ كلًّا على الناس، ومن سعى رزقه اللهُ من سعيه إن شاءَ كثيرًا، وإن شاءَ قليلًا. التاجر يحكم التخطيط، والعامل يضاعف الجهد، والحرفي يتقن الصنعة، كلها أسبابٌ لمشيئة الرزق الواسع منه تبارك وتعالى. فكلما كَبَّرَ الإنسان الأوانيَ والمواعين استطاع أن يغرف أكثر من رزق الله.

ثم إرادة الله، فكلنا نسأل الله من رزقه، التاجر والزارع والعامل، قوسنا الدعاء ووترنا العمل نصطاد بهما طرائد يبثها الخالق في الأرض، يعطي من يشاء ويحرم من يشاء. سنوات الشباب تسمح لصاحبها بالعمل والبحث عن هذه الطرائد بالفكر واليد، قبل أن تثقله أحمالُ الحياة في البيت والأسرة فلا يستطيع.

أما القناعة في الرزق فهي لا تعني القبول بالأمر الواقع، وأن لا يفكر الإنسان في تطويرِ أوضاعه المادية ويظل مستسلمًا خاضعًا للفقر وذلّ المسألة. هاذان الشابان - وغيرهم من الشباب - من الضروري أن يأخذوا بأسباب الرزق، وهم لا يعلمون كم هو بأي حال، فلم الجلوس عن تحصيل ما نجهل. مَثَل ذلك مثل جماعةٍ انتشروا في أرضٍ فيها ذهب، التقطوا ما على وجه الأرض وتركوا الباقي في قاع النهر دون استخراج!

وأما الجشع فهو: ”لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش“، فلا تسلب ما يملك غيرك ولا يذلنكَ الطمعُ في المال، فلو اجتمعَ الثقلان ما حصلتَ إلا على ما سمحَ لك به الرازقُ سبحانه وتعالى!

مستشار أعلى هندسة بترول