آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

إزالة مظلات السيارات لمنفعة من؟

زكي أبو السعود *

أصبح شائعاً في معظم المدن السعودية أن تقام مظلات ثابتة في المواقف المكشوفة سوى كان ذلك في الدوائر الحكومية أو في المنشآت الخاصة وذلك للتقليل من أثر حرارة الشمس العالية على السيارات الواقفة في اهذه المواقف العارية من أي سقف. وقد أصبح من الاعتيادي أن توضع هذه المظلات ضمن مكملات أي مبنى جديد لا تتسع فيه المواقف المغلقة لسيارات العاملين، بل أن مثل هذه المظلات صارت تقام حتى في مواقف سيارات المراجعين أو المتسوقين وفي المواقع المؤقتة أيضاًً، لما في ذلك من راحة للناس خاصة الموظفين الذين يتركون سياراتهم واقفة خلال ساعات العمل في مواقف مكشوفة. ولم نسمع عن أعتراض أي جهة رسمية على ذلك وبالأخص من البلدية. ولكن في هذه الأيام تنفذ بلدية القطيف حملة إزاله المظلات من أمام البيوت التي نصبها أصحاب البيوت لخلق أماكن مظللة يركنون فيها سياراتهم، تحت ذريعة أن هذه المظلات تسبب تشوه بصري للمدينة أو للشارع الذي نصبت فيه.

اختار المواطنون الذين لا يملكون مرآباً «كراجاً» داخل بيوتهم، أو أنه لا يكفي لجميع سياراتهم إذا كان أصحاب البيت يملكون أكثر من واحدة، تركيب هذه المظلات كبديل عن عدم توفر المساحة الكافية لكراجات داخلية ومغطاة تستوعب كل سياراتهم، خاصة أنه بعد السماح للمرأة بالسياقة ازدادت أعداد السيارات للأسر التي بها أكثر من امرأة لديها سيارتها الخاصة بها. وحتى قبل ذلك كان الناس ينصبون مثل هذه المظلات لتضليل سياراتهم التي تبقى واقفة خارج المنزل ليلاً ونهاراً عرضة للشمس الحارة وخاصة في فصل الصيف الطويل، فليس من مفر أمامهم لتقليل حرارة سياراتهم إلا بوضع ساتر يغطيها ويخفف من لهيب الشمس الذي يجعلها كافران مشتعلة يصعب تبريدها في مشوار قصير كالذهاب من البيت الى المسجد لأداة صلاة الظهر على سبيل المثال. ولنا أن نتخيل كيف يصل سائق هذه السيارة «الفرن» للمسجد بعد أن أمضى بعض الوقت داخله،! وكم من الوقود استهلك في محاولة تبريد السيارة؟.

لم يصرف المواطنون أموالهم عبثاً حينما أقاموا هذه المظلات أمام بيوتهم مثبتين أعمدتها في نطاق ارض المنزل، فهي ليست مبنية في ارض عامة كالشوارع والطرقات، وأنما فقط المظلة التي تغطي السيارة هي الممتدة في مكان عام، كما أن طريقة تركيبها لا تتسبب في أي عرقلة مرورية أو ما شابه لذلك، فالحاجة لها كبيرة ومنافعها كثيرة.

هذه المظلات عرضة لأجوائنا الحارة والرياح الشديدة، وبعضها لا يحتمل كل ذلك بعد مضي بعض الوقت عليها، فتتلف، وتتمزق خاصة تلك المصنوعة من مواد غير قوية أو مقاومة لهذه الأجواء. ولكن بالمقابل هناك نوعيات مصنوعة من مواد تبقيها مقاومة لفترات طويلة ولا تتعرض لأي تلف يشوهها، أو يجعلها عديمة الجدوى. فلو كان قرار الإزالة للتآلف من المظلات التي يتركها أصحابها دون صيانة لكان الأمر مفهوما حينما نتكلم عن تشويه المنظر العام. وهذا ما يجعلني غير قادر على استيعاب هذا القرار! وما إذا كان من أتخد قرار الإزالة وضع في حسبانه كل هذه الجوانب؟.

ثم لو قبلنا بمسألة التشوه هذه، ألا يمكن أن يكون هناك بديلاً مقبولاً عنها؟ بمعنى هل جرب مهندسو البلدية تقديم نموذجاً «مثالياً» يكون بديلاً عن هذه المظلات ”مسببات التشوه البصري“، بدلاً من إزالتها وترك سيارات الناس مكشوفة دون سقف يضللها. حينها سيكون الأمر شبه مقنعاً وفي نفس الوقت وضع الناس أمام خيار جديد وعليهم تقبله كأمر واقع، أما أن تزال المظلات دون حل بديل وما على الناس إلا القبول بذلك، فهذا أمر غير مفهوم، ومبرراته أن وجدت ليس فيها مراعاة لمصالح الناس ولا لراحتهم، ولا للتقليل من انبعاثات السيارات التي يزيد فيها استهلاك الوقود خلال الصيف، بسبب تشغيل مكيف السيارة طوال وقت تشغيلها.

لا زال هناك ثلاثة شهور قبل أن تطبق علينا درجات الحرارة العالية، وهي فترة كافية لمراجعة هذا الإجراء الذي تسبب في خسارة المواطنين للأموال التي صرفوها على إقامة هذه المظلات التي أزُيلت بتركترات ورافعات البلدية لأمر لا يبدو متناسق منطقياً ويشوبه الضعف، ولا يتسق مع توجه الدولة الهادف نحو تحسين مستوى الحياة في كافة مناطق المملكة، فهل يتكرم مشكوراً من أتخذ قرار الإزالة أن يقدم للناس البديل المناسب الذي لن يتضرر منه أحد، ولن يتسبب في أي تشوه بصري يوثر على المنظر العام لمدن وطننا الحبيب؟

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 9
1
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 12 / 2 / 2021م - 9:38 ص
أحسنت ورحم الله والديك

المشكلة أنه حينما يستورد العربي المصطلحات والمفاهيم من الغرب ويريد تطبيقها على الفقير في الأزقة والأحياء

التشوه البصري له كلمة معاكسة وهي (الجمال البصري) أي يعني أنه يجب على المحترمين في البلدية تقديم مامن شأنه زيادة الجمال البصري وهذا ماسيوقع البلدية في حيرة لأن هناك سلوكيات من البلدية نفسها تعتبر تشوهاً بصرياً كالإهمال للشوارع وبعض الأوساخ المهملة هذا ناهيك عن اهمال المشاريع التنموية والسكنية وعدم تناسق الألوان والمبان ولا السيارات ولا لبس الناس حتى...!


نحن لانعيش في أحد الأحياء الراقية كاللتي في الغرب التي نراها ويكون أمام كل بيت براحة مزروعة ومرآب للسيارات حيث تتناسق تقريباً جميع المنازل بالشكل والمساحة واللون!

(هناك الكثير من الأفلام القصيرة الملتقطة من عواصم عالمية (بالأبيض والأسود) تبين لك التوحد والتقارب حتى باللبس)

(التشوه البصري يصعب تطبيقه)
لأنك مطالب أولاً بتحقيق الجمال البصري وهو ليس متوفراً بالمعايير المطلوبة.

على جميع المؤسسات في البلد توفير البديل قبل فرض المخالفات

فنحن نعيش حياة متواضعة ومتى ماوفرت الدولة مساحات للمواطنين يعيش فيها بشكل منظم ومتناسق افرض عليه عدم تشويه المنظر.

اليوم حتى البائع الفقير صارت أحد ذرائعهم لطرده هي أنه يشوه المنظر!
بينما نجدهم بأنفسهم يطلقون العنان لبعض الفنانين بدون تنسيق ولا دراسة لتشويه المناظر العامة كالكورنيش.
2
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 12 / 2 / 2021م - 9:44 ص
تصحيح

المقصود
(ذريعة التشوه البصري يصعب تحقيقها)

بدل
(التشوه البصري يصعب تحقيقه)
3
محمد أبوالسعود
[ القطيف ]: 12 / 2 / 2021م - 12:20 م
يعطيك العافية على هذا الموضوع، ازالة المضلات قرار صحيح ويالتحديد في الشوارع الضيقة حيث أنها تعيق حركة السير لسيارات الإطفاء والبلدية ولما شابه ذلك من شاحنات.

اغلب هذه المضلات تعدي على الشارع وهو نفع عام للجميع وملكيته للحكومة.

ولو تجولت قليلا في احياء القطيف لرأيت مضلات مصنوعة من الخشب والشينكو ولا ننسى من استغل العشوائية هذه لإنشاء غرفة في الشارع اما تكون توسعة للمنزل او ساترا لحسينية او ديوانية او مخزنا للخرداوات.. الخ

نعم لقرار البلدية ولا وألف لا للمضلات العشوائية.
4
لطيف
[ القطيف ]: 12 / 2 / 2021م - 3:39 م
قرارات بإجتهادات فردية ،، الان انا بجده والإمور طيبة و88? امام منزلهم مظلة لائقة ،، نتمنى اعادة النظر في القرار ... وجزاك الله خيراً يا صاحب المقال.
5
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 12 / 2 / 2021م - 5:48 م
الأخ محمد أبو السعود

كلامك صحيح
لهذا دائماً نذكر بأن تسمية الأمر بالمخالفة مقبول

ولكن تسميته بالتشوه البصري هو أمر غير منطقي وفيه خلط غريب!

6
أبو حيدر
[ القطيف ]: 12 / 2 / 2021م - 6:39 م
أخي الكريم...
هذا الكلام مردود عليه جملة وتفصيلاً... أنا لا أتكلم عن موضوع التشوه البصري ولكن أتكلم عن أصحاب المعالي أصحاب البيوت إللي كل واحد حاط له مظلة ويش قدها والوقفات العالمية إللي كل واحد يوقغها يطفي السيارة وينزل عنها ولا في باله أي أحد ولو واحد كلمه عدل وقفة السيارة قام ينفخ ويصارخ ويستعرض عضلاته...
لو كل واحد قال هذا بيتي وأنا حر أركب لي بجنبه مظلة وثنتين السيارات الكبيرة حق البلدية وغيرها من سيارات توزيع المياه وسيارات توصيل مواد البناء و وووو كيف تعبر هذه السيارات وأنت وأنا جارك بيتي مقابل بيتك كل واحد منا حاط له مظلة...
العلم تقدم وهناك تقنيات كثيرة الآن لمظلات السيارات وغيرها بأشكال متنوعة يقدر يحطها الجميع بدون أي تشوه وأعتراض للشوارع... لو لازم نكبر الموضوع ونقعد نستعرض.
7
السيدة بتول
[ القطيف ]: 12 / 2 / 2021م - 7:29 م
خطأ إملائي غير المعنى تضليل غير تظليل الصواب هو تظليل وبالنسبة للمظلات ليس العبرة في التشويه البصري إنما في حجز مواقف السيارات كل واحد عمل له كم مظلة جنب بيته وممنوع أي أحد يوقف وهذا لا يجوز الشارع مو من حقه
8
لطفي علي
[ القطيف ]: 13 / 2 / 2021م - 3:59 م
صاحب البيت لا يملك المواقف الملاصقة لبيته، وهي ملك عام، لذلك لا يحق له أن يتصرف بها ويحجزها لا بالتظليل و لا بغيره.
9
أبو حسين
[ القطيف - تاروت ]: 14 / 2 / 2021م - 12:25 م
إقامة المظلات في الشارع وفي الأراضي العامة يعتبر حجز لتلك المواقع ويحرم الآخرين من فرصة الوقوف، وهذا غير مقبول علاوة على أنه يضيق الشارع ويعيق حركة المرور بالنسبة للمركبات الكبيرة.. أنا لا أعتقد أنه تشوه بصري فالشوارع المحفرة والمطبات المخالفة هي أكبر مشوه بصري في البلد.
بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…