آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

‏لن تُصلح الأعياد ما أفسده العشّاق!

ليلى الزاهر *

نرتاد الحبّ من جميع أبوابه ونلتقي بأهله وأصحابه بيد أنّنا نقف عند قِلاعه الضخمة التي شيّدها الموقف النبيل؛ لذلك نكتشف الحبّ عن طريق التواصل مع الآخرين.

نحبُّ أحدهم لأنه مدّ يد العون لنا، أو لأنه استجاب لتنفيد رغبة مُلحّة عندنا أو ربما عمد إلى تشجيع المشاعر الإيجابية وتنميتها لدينا.

والحب في دستور العاشقين هو الملاذ الآمن لقلوبهم، فللحبّ مملكات مُتحدة في القلوب، فهو لا يقطن المساكن الهشّة التي تضجُّ ببريقه الزائف، لأنه سرعان ما ينطفئ نوره فتقتله سحب «الأنا» السوداء في أوج انتشائه. لذلك فأن الحبّ الحقيقي الذي يستحقُّ الاحتفاء به حقّا هو ذلك الحبّ الصامد أمام كلّ التقلّبات التي نعيشها في هذه الأيام الفاضحة.

ليست دعْوى الحبّ بالبوح به أمام الجميع، وعدّ نجوم السماء ونبات الأرض فالحبّ والسّعال لايمكن إخفاؤهما.

إنّ للحب دلائل واضحة، هو نعمة من نعم الحياة ولعله أكبرها. فلن يتجهّم وجهك أمام إنسان يسعى جاهدًا لاحتمال هفواتك، ويخشى التصادمات العنيفة بك، بل أنّ أفعاله الفوريّة وتعامله الراقي يدلان على تعزيز قوة البقاء بجانبك حتى إذا أخطأتَ بحقه.

كما إن فقدان أسلوب الحوار بين الزوجين العاشقين بعدم الإصغاء لبعضهما قد يعتقده أحدهما فرضًا مقحمًا، ويتحول إلى جدل يفقد خلاله الحب الذي وُصف بالعشق يوما ما، فتضيع بين طرقاته عملية التواصل بين الزوجين المُحبين.

والأمر الذي يدعو لإعمال الفكر كيف نخْلقُ بيوتًا سعيدة يُحلّق الحبّ فوق سمائها ويصبح عيد الحبّ ذكرى هامشية في متونها لأننا نعيش الحب كلّ يومٍ؟

بالتأكيد سوف نرسم الأولويات بخطوط عريضة، ونضع المسؤوليات في الأولوية لحياة آمنة، مستقرة بحيث يقوم الزوجان بمسؤوليته كاملة تجاه من يُحب.

عندما أحببتَ زوجتك وقررت الاقتران بها

لاتنظر لاختلاف الرأي بأنّه مشادة كلامية بينكما، أو حرب بسوس من سوف ينتصر فيها، وإنما هو خلاف بسيط وسوف تعملان على إزالته.

أما خلاصة عيد الحبّ فتُختصر في كلمات معدودة، كلّما اتسعت آفاق الفكر أصبح العماد قويّا، وشُيّدت العلاقات على ركيزة ثابتة ‏فإذا اقترنت بزوج مناسب فأيامك كلّها أعياد.

‏أما الزواج بشخص سيء فهو حرب يخلو من الهدنة، لا عيدا يقْبل ولا فرحا يسرّ.

‏ولن تصلح الأعيادُ ما أفسدته القسوة، الغطرسة، والتِّيه، والجَبَرُوت.

‏عيد الحب، ميثاق، عُرْوَة، ذِمَام عقدتَه أمام الله تعالى، وشهد عليك شهود عدل.

‏فأحكِم الوفاء، ولاتسقط في جبّ نَقْض الميثاق!

‏⁧‫