آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:48 م

أصحاب الهِمم ومُستقبلٍ واعد

جمال حسن المطوع

ذات مرة ليست بالبعيدة كُنت متجهاً للتسوق في إحدى المُجمعات التِجارية وأثناء بحثي عن موقف للسيارة فوجِئتُ بِعِبارةً مكتوبة في أحد مواقف السيارات وهي تقول...«أصحاب الهِمَمْ»

إستَوقفتني لِلتأمل كثيراً فقد أُعجِبت بِها أيما إعجاب لأنها تَخلق الأمل وتُعطي الحياة جُرعات من الثِقة والإنطلاق خاصةً وأنها تُحاكي بُعداً إنسانياً لِؤلئك من ذوي الإحتياجات الخاصة الذين يُمثلون جِزءاً من المُجتمع لايقل أهمية عن غيرهم مِن الآخرين في تيسير عجلة الحياة ودورانِها، فهم يُساهِمون على حسب قُدُراتِهم وإمكانياتِهم وقد أبدع بعضهم وتفنن وحصل على شهاداتٍ في مجَالِ تخصُصِه ومِن هؤلاء الشاعر والمبدع الأستاذ:

حسن محمد عبدالله الرميح الذي لم تمنعه إعاقَتِه الجسدية من تحصيله العِلمي والمَعرفي بل مِن مُزاولة حياته الطبيعية بشكلٍ إعتيادي، فتراه يُمارس هِوايات عديدة من ضِمنِها القراءة التوعوية والثقافية والشِعرية بالإضافة إلى الرياضة البدنية كل ذلك بإصرار ورغبة دون أن يَفتِر حَماسُه أو يتكاسل وخاصة أنه يجِد الدَعم والمُساندة مِن أبوين كَريمين قد أغدقا عليه حُباً وعطفاً وحَناناً، وهيأ له جواً من الإستقرار الأُسَري والمَعيشي مما دفع هذا الشاب المُكافِح أن يُترجِم كل هذه العوامِل والمؤثِرات ليُثبِت لأبويه أن جُهدَكُم وتربيتِكم لم تذهبَ سُدَى.... وإنما أراد بِنشاطِه وجِدِه وإجتهادِه وتفوقِه أنه على مستوى المسؤولية بِغض النظر عن إعاقته الجسدية، عِلماً أن أباه حَفِظَه الله كفيف البصر فكان يُمثل هذا جُهداً مُضاعفاً له ولِوالِدته في التكيف والتآلقم مع هذه الأجواء الصَعبة.

ومِن هُنا نوجه الشُكرَ والتقدير الخالِص إلى هذه السيدة الفاضلة التي تحملت كل هذه الصِعاب والمَكاره والظروف القاسية والتي تقبلتها بِصدرٍ رَحِب وصَبرٍ تؤجر عليه.

كما لاننسى تِلك الأمهات الأخريات اللاتي يُعانين من نفس الظروف ويتحملن الشدائد مع ذوي الإحتياجات الخاصة من فلذات أكبادِهِن.

نسأل الله العَلي القدير لهن جميعاً القُدرة على مواجهة هذه الإختِبارات الربانية بْالرِضا والقبول.

وعوداً على بدء لابُد من تشجيع أصحاب الهِمم وإتاحة الفِرص أمامهم وتذليل كل المُعَوِقات في التفاعل مع واقِعهم ودَفعِهم لِما فيه طموحاتهم ورغباتهم وأن لا نكون كمُجتمع حَجرَ عثرة في طريقهم وذلك بِشَحذ الهِمَم والإندفاع بِهِم كُلُ حسب طاقتِه وقُدُرَاتِه في إنجاز مستقبل واعد لهم بهِمَمهم الصاعدة.