آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

حلمٌ لم يتجسّد بعد...

فؤاد الجشي

في ظلام الليل الدامس، تجد نفسك مستيقظاً من سُباتك العميق تقرأ ما تيسّر من المعرفة البشرية التي لا تتوقف في ظلّ الثورة المعلوماتية، تحثّ نفسك بأن يَعِيَ عقلك ولو بضع حين، أن يمتلك شيئاً من رائحة الورود التي لم تصادفها بعد، لكنّ التثاؤب يغلب طاقتك، أن تتوقف للغد القادم وهو المستقبل المجهول في نوافذه المغلقة، تغلق كلَّ شيء، الإضاءة مع النافذة الكونية ”اللاب توب“، تنظر إلى مخدعك حين ترمي جثتك على أطراف السرير محاولًا أن توقف تلك التحليلات الباطنية والعقلية معًا، التي تملأ حركات أعصابك الداخلية، تحلّل المواقف، القراءات البشرية التي أفرزتها تلك العقول من الخير والشر معًا، محاولًا استكشاف الأعلى وهو الفضاء والكون. السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد؟

وفي ضيافة النوم يأتيك ذلك اللقاء بصورة مشاهد من سيناريو لم تَرَهُ عيناك ولم تشعره أجهزتك التي خلقت بها.

في رحاب الليل، الأبواب مغلقة، وأنت باتجاه غرفة النوم ينفتح ذلك الباب الرئيس الداخلي للمنزل، وما إن تقترب محاولًا إغلاقه، تأخذك الريح القوية فجأة خارج المنزل، سماءٌ حمراء وبيضاء وصفراء، تطاير غبار كثيف، رياح سمراء، أوراق متطايرة شفافة ومتساقطة، حياة متوقفة، قياس الرؤية تجاوز الصفر، جسمك المادي بدأ يطير شمالاً أو جنوباً، أعلى أو أسفل.

الخوف يملؤك، حين ينفتح الباب الرئيس الآخر خارج المنزل، يبدأ جسمك في الارتطام بمنازل جيرانك وأنت مستسلم لكلّ شيء، حين تجد روحك تصعد إلى أعلى حتى تجد بشراً على نافذتك اليسرى، بشرٌ بهيئات مختلفة بملابسهم الإفرنجية والعربية والهندية ينظرون إليك وكأنك تشعر بأنك مسافر على متن إحدى الرحلات الجوية، استشعرت عصاة جانبية لراعٍ أهمل وجودها، تذكرت أنّ العصا يدٌ ثالثة قرعت لذي الحِلم، وفي غمرة النوم تشعر أو تقاوم الاستيقاظ قبل أن تفقد الروح التي لن تعود إلى جسدك، عوداً حميداً بعد صراع البقاء، بينما جسدك لا يزال على الجانب الأيسر من النوم.