آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

رحيل الروائية والمناضلة المصرية نوال السعداوي

نجيب الخنيزي

عن عمر ناهز 90 عاما توفيت الروائية والمناضلة البارزة في مجال حقوق الإنسان والمرأة نوال السعداوي،

نوال السعداوي التي تخرجت من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955 وعملت كطبيبة، ثم تخصصت في الطب النفسي، تعد بحق أحدى رائدات الحركة النسائية والنضال ضد الظلم والاستغلال والاستبداد بشتى صوره وتجلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يقع ضحيته الرجل والمرأة على حد سواء، كما عملت على تفكيك بنية المجتمع الأبوي الذكوري الذي يعد الركيزة الأساسية للاضطهاد والتمييز ضد المرأة.

على مدى عمرها المديد أصدرت نوال السعداوي العشرات من الكتب والأعمال الروائية وقد ترجمت الكثير من أعمالها إلى حوالي 40 لغة أجنبية.

عرف عن نوال السعداوي توجهاتها اليسارية المناهضة للاستبداد والإمبريالية والصهيونية، وكان زوجها الدكتور شريف حتاتة يعد أحد القيادات الشيوعية المصرية البارزة، وهو بالمناسبة سليل أحدى العائلات الإقطاعية فوالده فتح الله حتاته باشا ووالدته بريطانية، وفي الواقع فأن العديد من المثقفين المصريين المنحدرين من عوائل أرستقراطية مصرية انحازوا إلى اليسار لأسباب مختلفة، وكان حتاته قد أمضى أربع سنوات من الاعتقال في العهد الملكي وأطلق سراحه إثر ثورة يوليو 1952، غير أنه أعيد اعتقاله في عام 1958 في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر مع المئات من الشيوعيين، وبعد مضي 6 سنوات من السجن تم إطلاق سراحه في ابريل 1964، وفي ديسمبر 1964 تمت إعادة تشكيل قيادة الاتحاد الاشتراكي مع إنشاء أمانة عامة بها 16 عضو، كان من بينهم ست شيوعيين، بما في ذلك حتاتة.

وبسبب تطرق نوال السعداوي بشكل مباشر في كتاباتها إلى الثالوث المحرم «التابو» المتمثل في السياسة والدين والجنس جرى منع العديد من كتبها ومن بينها كتابها الشهير ”المرأة والجنس“ الذي تضمن إدانتها لختان المرأة، كما جرى اعتقالها مع المئات ضمن حملة السادات الشهيرة في سبتمبر 1981 ضد المعارضة، وأفرج عنها على إثر اغتيال السادات في 6أكتوبر 1981 وقد وثقت يوميات سجنها في كتابها ”مذكراتي في سجن النساء“.

كما أدت كتابات ومواقف نوال السعداوي إلى هجوم وتشهير شرس، وملاحقات قضائية من قبل المؤسسة الدينية وتيارات الإسلام السياسي وخصوصا الإخوان المسلمين.

شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، وعملت كطبيبة في المستشفى الجامعي. كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة. وأسست جمعية التربية الصحية وجميعة للكاتبات المصريات. وعملت فترة كرئيس تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحرره في مجلة الجمعية الطبية.

نوال السعداوي تأثرت إلى حد معين بالروائية الفرنسية الشهيرة سيمون ديبوفوار التي أصدرت في عام 1949 كتاب ”الجنس الأخر“ الذي جرى تحريمه من قبل الفاتيكان، والذي تناولت فيه حياة ومعاملة النساء على ممر التاريخ وصولا إلى المرحلة الرأسمالية.

نالت نوال السعداوي العديد من الجوائز الدولية وجرى تكريمها، عالميا غير أنه جرى تجاهلها في بلدها «مصر» وفي الدول العربية على حد سواء.

ستظل نوال السعداوي خالدة في ذاكرة التاريخ كأحدي المناضلات الطليعيات من أجل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وفي مقدمتها حقوق المرأة المصرية والعربية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
د. حسن
[ تاروت ]: 22 / 3 / 2021م - 3:54 ص
السلام عليكم ...

بمناسبة وفاة نوال السعداوي ، رأينا الأخ الكاتب يصفها بأنها "أحدي المناضلات الطليعيات من أجل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وفي مقدمتها حقوق المرأة المصرية والعربية"

لكنه لم يصف لنا الحرية التي عملت من أجل تحقيقها ، و لم يتحدث لنا عن العدالة في نظرها و لم يحدد للقاريء حقوق الإنسان التي ناضلت لصيانتها ...

لكن ، نقول ما قاله الإمام علي عليه السلام :
"قَلَّما يُنْصِفُ اللِّسانُ في نَشْرِ قَبيح أوْ إحْسان"

أتمنى أن لا تكون الحرية التي كانت تنادي بها هي غايتنا ، و أن لا تكون العدالة في نظرها هي ضالتنا و ، و أن لا تكون حقوق الإنسان التي كانت تنشدها هي التي نتطلع اليها ...
تحياتي.
2
د. حسن العبندي
[ تاروت ]: 22 / 3 / 2021م - 10:03 ص
السلام عليكم ... تحية للأخ الكاتب ، و تعليقاً لما جاء في المقال ، أقول كيف صارت نوال السعداوي خالدة في ذاكرة التاريخ كأحدي المناضلات الطليعيات من أجل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وفي مقدمتها حقوق المرأة ... أي نضال هذا ؟ ... فالحرية التي نادت بها كانت التحرر من كل شرع رباني ... و العدالة التي كانت تنشدها تمثلت في عدالة العقل الوجودي ... و حقوق الانسان التي ناضلت من أجلها كانت هي الحق في التبرج و السفور و قيم الأرض المتدنية ... لذلك أقول أن أمانة الكلمة تحتم علينا أن نؤدي شهادتنا حتى لا نقول الا ما يرضي ربنا عز وجل ...