آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

يوم الأم ويوم الماء العالمي

المهندس أمير الصالح *

في يوم 22 مارس حضرت عبر أحد التطبيقات الرقمية ندوة عالمية مخصصة للمياه بمناسبة يوم الماء العالمي والتي نظمتها احد مؤسسات الأمم المتحدة «الفاو». فكانت المشاركات والمداخلات في تلكم الندوة قيمة وتحث على اهمية التعامل الجاد في قضية الثروة المائية الصالحة للشرب وتعرضت لبعض الأزمات العالمية الحالية بسبب شح المياه. وعرض البعض عدة احصائيات رقمية عن الماء لكونه عنصر حاضر غائب. فمع وجود 70 ٪؜ ماء تكسو سطح الكرة الارضية الا انه 92٪؜ منه ماء مالح و2٪؜ محتجز على شكل جليد وفقط 1٪؜ من ذلك الغلاف المائي هو ما يمكن تسميته ماء صالح للشرب يجري في الأنهر ويحمل في السحب ويخزن في المياه الجوفية. ولك ان تتخيل ان هذا النزر القليل من الماء الصالح للشرب تتعارك عليه معظم سكان البشرية في الإستخدام الزراعي والمنزلي والصحي والصناعي.

كانت معظم تعليقات ابناء الوطن العربي على هاشتاق#اليوم_العالمي_للمياه مستشهدة بالآية القرآنية الكريمة ﴿وجعلنا من الماء كل شيء حي. وكان البعض يتقلد شعار ”حافظ على الماء لتحافظ على الحياة“

قبل ذلك الحدث بيوم واحد اي في يوم 21 مارس، احتفلت كما احتفل معظم سكان الأرض بيوم الأم العالمي. وكانت معظم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي ”انستجرام، واتس اب، فيس بوك، تويتر... الخ“ تعج بصور وكتابات وأشعار وأناشيد تُكرّم وتمجّد الأمهات. ولعل أكبر مستفيد من تلكم المناسبة في بعض بقاع العالم هم تجار المجوهرات والعطور والكعك بسبب تحفيز زيادة المبيعات. معظم الأدباء يُشبهون الأم بالوطن الدافئ. وقليل منهم يشبهون الأم بأصل الحياة. إلا أنني شخصيا أشبه الأم الصالحة والحنونة بالماء النقي الزلال والذي يروي شجرة وجودنا بالحياة السوية ويورق أيامنا بالسعادة والإخضرار ويطيل أغصان الشعور بالأمان ويجذر مبادئ الحق والقيم السليمة في نفوسنا ويمهد لتكوين نباتات الأسر الصالحة. وشخصيا أتقلد شعار ”حافظ على مشاعر الأم لتحافظ على الحياة“.

ولكوني لم أعقد دراسة ميدانية ولم أجد دراسة اكاديمية تتحدث عن نسبة الأمهات الصالحات والآباء الصالحين في الوجود البشري الراهن او السابق. ولن أستخدم حسابات الإسقاط أوالتخريص او قاعدة القياس او عقد مقارنة مع نسب الماء العذب الى المالح في تصنيف البشر. وبعيدا عن ترهات النرجسية الإجتماعية فإنني أُحسن الظن في جميع المجتمعات الإنسانية وأتمنى أن لا نرى أو لا نسمع عبر وكالات الأنباء إلا الأخبار الجميلة في قادم الأيام لاسيما في يوم الأم العالمي من كل عام. فتلكم الاخبار السعيدة هي الترجمان الناطق لحسن البر بالوالدين من خلال سلوك ابنائهم في التصرف واللباقة والذوق والكتابات والافعال. وأخيرا شكرا لكل الأبناء ممن ساهم ويساهم في حسن البر بوالديه لا سيما لوالدته في الواقع وليس في المواقع.