دورات الطمث لدى النساء تتزامن مع دورات القمر
27 يناير 2021
المترجم: عدنان أحمد الخاجي
المقالة رقم 42 لسنة 2021
In tune with the moon
01/27/2021
في العصور القديمة، ربما كانت الدورة النسائية لا تزال متزامنة مع الدورة القمرية. ومع ذلك، فقد غيرت أساليب الحياة الحديثة والضوء الاصطناعي هذه الدورة المتزامنة إلى حد كبير. «الصورة: whiteisthecolor / iStockphoto.com»
مدونة ”ناترليك فراو ساين. Natürlich Frau sein“ بعنوان ”لاديبلانيت Ladyplanet“ واثقة تمامًا: ”دورة الطمث لدى النساء الشهرية مرتبطة بدورة القمر. العلاقة الأكثر وضوحًا هذه هي طول الدورتين [دورة القمر ودورة الطمث]“. كما تقول المدونة. توصلت صحيفة تاجستشبيجل البرلينية ”Berliner Tagesspiegel“ إلى استنتاج مخالف: ”طول دورات الطمث لدى النساء هي فترة متوسطة، فبالنسبة لبعضهن يستمر الطمث لفترة أطول، وبالنسبة لأخريات تكون أقصر. حتى المرأة الواحدة نفسها يمكن أن يكون لها دورات بأطوال فترات مختلفة. لو حدث أن ارتبطت دورة الطمث بالفعل بالدورة القمرية، فستقع أيام الخصوبة لجميع النساء في نفس الوقت“، كما جاء في قسم المعرفة في الصحيفة الألمانية.
إذن ما هو الصحيح؟ فريق بقيادة شارلوت فورستر Charlotte Förster، باحثة الكرونولوجيا في فورتسبورغ Würzburg، استخدمت أساليب علمية لاستقصاء العلاقة بين الدورات القمرية والطمث لدى النساء. النتيجة: افترض الباحثون أنه في العصور القديمة كان السلوك الإنجابي لدى البشر ودورة طمث الإناث متزامنين مع القمر، لكن أساليب حياتنا الحديثة والضوء الاصطناعي غيرا هذا التزامن إلى حد كبير. تشغل فورستر منصب رئيس قسم البيولوجيا العصبية وعلم الوراثة في جامعة فورتسبورغ «JMU». تم نشر نتائج دراستها الآن على الإنترنت في مجلة ساينس أدڤانسيز Science Advances «انظر 1».
التلازم بين مراحل / أطوار / منازل القمر والحمل ومعدل المواليد
تقول شارلوت فورستر: ”نحن نعرف أنواع species حيوانات كثيرة والتي يكون فيها السلوك التناسلي متزامنًا مع الدورة القمرية لرفع مستوى نجاح التناسل“. نظرًا لأن الدورة الشهرية عند النساء مماثلة في الطول لفترة الدورة القمرية البالغة حوالي 29,5 يومًا، فالعلاقة التلازمية إذن محتملة. ويدعم هذا أيضًا عدد من النتائج الأخرى: على سبيل المثال، تُظهر العديد من الدراسات القديمة أن النساء اللواتي تتزامن دوراتهن مع دورات القمر لديهن أعلى احتمالية ليصبحن حوامل. أظهرت دراستان طوليتان «2» كبيرتان وجود علاقة تلازمية كبيرة بين معدل المواليد والطور / المنزلة / المرحلة القمرية مع زيادة طفيفة في معدل المواليد عند اكتمال القمر [حينما يكون القمر بدرًا] وفي المقابل انخفاض في معدل المواليد حينما يكون في المحاق «new moon، انظر 3». أدلة حديثة توحي أيضًا بأنه من المحتمل أن تحدث المواليد ليلاً أثناء اكتمال القمر وتحدث مواليد أثناء النهار عندما يكون هناك محاق «3».
لتوضيح تأثير القمر على التناسل لدى البشر، درست فورستر وزملاؤها من ميونيخ وبوينس آيرس والولايات المتحدة الأمريكية مسار دورات الطمث لـ 22 امرأة احتفظن بمذكرات عن طمثهن - في بعض الحالات على مدى 32 عامًا. تقول فورستر: ”على حد علمنا، هذه المقاربة لتحليل هذا النوع من البيانات طويلة المدى لم تُستخدم من قبل“. ولكن الدراسات السابقة حللت أعدادًا كبيرة من النساء في مجملهن، وجمعت نتائج من نساء وفئات عمرية وسنوات وفصول مختلفة.
يدور القمر حول الأرض في عدة دورات
ربط الفريق البحثي سجلات كل واحدة من ال 22 امرأة بالدورة القمرية. في حين أن ”الدورة القمرية“ هي في الواقع تبسيط غير مقبول. ”من الناحية العلمية، للقمر ثلاث دورات متميزة تُغير بشكل دوري استضاءته «4» والجاذبية التي يؤثر بها [القمر] على الأرض“ كما تقول فورستر. من ناحية أخرى، هناك تغيُر بين القمر الكامل «البدر» وفي كونه في المحاق «3» والذي يحدث في المتوسط كل 29,53 يومًا مع تباينات طفيفة. ثانيًا، لا يدور القمر حول الأرض في مدار ثابت. بدلاً من ذلك، موقعه بالنسبة إلى خط الاستواء يتباين. في بعض الأحيان يكون القمر أكثر باتجاه الشمال، وأحيانًا أكثر باتجاه الجنوب. تستمر هذه الدورة 27,32 يومًا. الدورة الثالثة أطول قليلاً بمتوسط 27,55 يومًا. وما ينتج من حقيقة أن القمر يرافق الأرض في مدار إهليلجي وبالتالي يكون أحيانًا أقرب اليها، وأحيانًا أبعد منها.
تؤثر كل هذه الدورات على شدة ضوء القمر والجاذبية التي يؤثر بها [القمر] على الأرض، والتي يمكن مشاهدة تأثيرها في المد والجزر، على سبيل المثال. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الدورات تتفاعل مع بعضها البعض ويمكن أن تؤدي الى ظواهر خاصة، ككسوف الشمس، وهو جزء من دورة منتظمة حيث يتكرر الكسوف الكامل للشمس كل 18 سنة تقريبًا «دورة ساروس، 5».
ضوء القمر هو أقوى مولد نبض «6»
”تؤثر الدورات القمرية الثلاث على بداية الدورة الشهرية عند النساء“: هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه الباحثون العلميون بعد تقييم سجلات المشاركين في الدراسة. يبدو أن ضوء القمر الليلي هو أقوى مُزامِنًا للساعة، لكن قوى الجاذبية للقمر تساهم أيضًا في هذا التأثير.
بالطبع: ليس كل النساء تقتفي تغير نور وظلمة سماء الليل «7»، وإذا فعلن ذلك، فعادة يكون فقط لفترات زمنية معينة. في المتوسط، عند النساء دون سن ال 35 سنة، يحدث الطمث بشكل متزامن مع اكتمال القمر «البدر» أو في المحاق «3» في أقل من ربع الوقت المسجل [في التجربة]. كذلك هو الحال في المتوسط بالنسبة للنساء فوق سن ال 35 سنة، لكن بالكاد في عُشر الوقت المسجل. التزامن بين الدورة القمرية والدورة الشهرية لا يتناقص مع تقدم المرأة في العمر فحسب، بل يبدو أيضًا أنه ينخفض بحسب تعرّض النساء لمصادر ضوء اصطناعي في الليل. ”بومات الليل“ وهن اللاتي يذهبن الى النوم في وقت متأخر من الليل "، ويتعرضن للأنوار الصناعية لفترة أطول، لا يظهر عليهن تزامنًا واضحًا مع القمر.
الشعور بالجاذبية
وفقًا للباحثين العلميين، فإن حقيقة أن التزامن لا يحدث إلا بشكل غير منتظم «مبعثر» وأن دورات الطمث الشهرية عند النساء تتباين، توحي بأن دورة القمر بين كونه في المحاق وخروجه منه وحدها ليست عامل تزامن قوي للطمث. لدى هؤلاء الباحثين أول دليل على أن الجاذبية تؤثر أيضًا على الدورات الشهرية. تقول شارلوت فورستر: ”في النصف الثاني من أعوام 1961 و1979 و1997 و2015، كانت دورات الطمث لسبع سيدات من كل تسع متزامنة مع تغير البدر وكونه في المحاق“. هذا الفاصل الزمني للخسوف الكامل للشمس الذي يبلغ 18 عامًا «دورة ساروس، 4» يتوافق تمامًا مع الإيقاع الذي تتحد فيه الدورات القمرية الثلاث لظهور أبراج «8» خاصة جدًا. قد يكون هذا الاقتران قد عزز قوة القمر كمولد نبضات «5».
ملاحظة أن الجاذبية تحدد إيقاعًا معينًا للبشر قد تفسر لماذا دورات معينة، مثل دورات الطمث وكذلك بداية النوم ومدة النوم، مرتبطة ارتباطًا مؤقتًا إما بالبدر أو بالهلال: في كلا الطورين من أطوار القمر، يكون تأثير جاذبية القمر على الأرض متشابهًا. آثار الجاذبية أيضًا قد تفسر ملاحظة إحدى الدراسات التي مفادها أن بداية نوم طلاب الجامعات ومدة نومهم متزامنة مع الدورة القمرية - على الرغم من أنهم يعيشون في سياتل، وهي مدينة ساطعة بالأنوار جدًا في الليل لدرجة أن ضوء القمر بالكاد يمكن رؤيته.
بالنسبة إلى فورستر وزملائها، جميع هذه الملاحظات توحي بأن الكائن البشري يمكن أن يستجيب ليس فقط للتغيرات السريعة في الجاذبية، كما هو مدرك من خلال نظام التوازن equilibrium system، ولكن أيضًا لتغيرات الجاذبية الدورية البطيئة. ومع ذلك، فإن الباحثين العلميين يدركون الدلالة المحدودة لدراستهم بسبب العدد القليل نسبيًا من النساء اللاتي تمت عليهن الدراسة. لذلك فإن آمال الدكتورة فوستر معلقة على استخدام التكنولوجيا البسيطة والحديثة: تطبيقات الهاتف المحمول. وهذا سيجعل من الممكن دراسة العلاقة بين الدورة الشهرية ودورة القمر وتأثير الأنوار الاصطناعية / الصناعية على عدد كبير من النساء حول العالم.
