آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

صورة السائح بين التثبيت والتصحيح

المهندس أمير الصالح *

كل انسان سافر سائحا او من اجل العمل واحتك بابناء الدول المستقبلة له وترك انطباع محدد في نفوس من احتك بهم. وعادة يكون الاثر المتروك يمس طبيعته وسلوكه ونمط تعامله واسلوب كلامه ومدى انضباطه واحترامه لثقافة وديانه وقوانين شعب الدوله المضيفة له. والاغلب العام يكون ذلك الانطباع. محل تعميم في الحكم ضد ابناء بلاده او مدينته او عشيرته في ذهنية ابناء شعب الدولة المضيفة. قبل عهد كورونا هكذا كان الحال. وقد تضرر الكثير من المواطنين الطيبين بسبب سلوكيات البعض ممن زار بعض الدول السياحية وخلف اثار وانطباعات سيئة وسمعة غير حميدة. وحيث ان فترة الحجر الصحي في فطاع النقل الجوي السياحي امتدت فترة طويلة نسبيا. فان ذاكرة ابناء بعض الدول المعتمدة على السياحة مستعدة لاستقبال انطباعات جديدة بناء على ما سيرونه بعد اعادة نشاط السفر بين الدول. وبما ان جميع سكان الارض يتطلعون لانقشاع الوباء الراهن، وهناك اعداد كبيرة من البشر تتطلع بحماس كبير للانطلاق سفرا من جديد باهداف متعددة منها: استحصال الرزق في التجوال بين البلدان او الالتحاق بافراد اسرهم بعد طول فراق أو الترويح عن النفس بعد طول عناء او الوقوف على احوال املاكهم. وعليه يكون اتاحة السفر بين الدول على رأس تلكم الانشطة المرتقبة بحماس لعدد كبير من بني البشر.

قد يلوح سؤال في اذهان البعض وقد يكون ذات السؤال مختمر منذ فترة في رأس البعض الاخر، في الفترة الاولى لانفتاح كامل اجواء السفر بين الدول:

ماهي الصورة / الصور التي يود السائح الخليجي ان يرسمها عن نفسه وعن ابناء وطنه من جديد في ذهن جمهور وشعوب دول محطات السياحة واعلامها عند زيارته لها من جديد. ان كانت الصورة القائمة سابقا جميلة وتليق بالوطن والمواطنين والقيم التي يرددها ابناء المنطقة، فامانة عليه ليحافظ ذلك السائح المواطن عليها ويعض النواذج. وان كانت الصورة التي ترسبت عن السائح الخليجي صورة غير طيبة، فقد ولدت الان فرص جديدة لتصحيح الصورة وجعلها ناصعة البياض او معقولة البياض.

أتطلع واياكم عبر هذا المنبر ان يعيد كل سائح من ابناء خليجنا الحبيب لا سيما من جهل بتصرفاته او اكل حقوق الناس باسم وطنه او من شنع فعله وانحرف سلوكه او من تماد ظلما على فقراء الدول السياحية ان يعيد حساباته ويرسم افق افضل عن نفسه وعن ابناء مجتمعه ووطنه. فالسياحة امانة ونعمة والاجدى ان تكون نظيفة حيث الأنسان يتحمل مسؤولية تمثيل مجتمعه. لقد تضررنا سابقا فارجو من الله ان لا نتضرر بسبب جهل الجاهلين لاحقا