آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

عباس الشبركة: فتحت عيوني إلى الحياة فرأيت كتابا و”سيدة“ جليلة تأمرني بقراءته

جهات الإخبارية حوار: سلمان العيد تصوير: حسن ال سويد - القطيف

عباس الشبركة: فتحت عيوني إلى الحياة فرأيت كتابا و”سيدة“ جليلة تأمرني بقراءته

- علاقتي بالشيخ على المرهون دفعتني للتوجه للكتاب القطيفي

- اتشرف بكوني داعما للعديد من المؤلفات في المحافظة

- ”أطياف“ هي الدار السعودية الوحيدة التي تفوز بثلاث جوائز محلية

- نطبع كتبنا في الخارج من أجل الجودة، ونعرضها في الخارج لكثرة المعارض

يعد واحدا من داعمي الحركة الثقافية في محافظة القطيف، وذلك من خلال دار نشر تعاطت مع الحركة بكل إيجابية، فرصدت المؤلفين وساعدتهم وأصدرت ما لديهم من إبداعات، ولم تكتف بذلك بل وقدّمتها في معارض الكتاب المحلية والعربية.

إنه عباس الشبركة، الذي بات رقما صعبا في الحركة الثقافية، ليس في القطيف وحسب بل في المنطقة الشرقية، وفي عموم المملكة، ذلك من خلال تصدّيه لإدارة واحدة من دور النشر التي دعمت المؤلفين وأصدرت العديد من العناوين، وحازت على الجوائز، وباتت مضرب المثل في النجاح على هذا الصعيد.

عن علاقة الشبركة بالكتاب والتأليف، رغم أنه مهندس صيانة وتخطيط وقضى فترة طويلة في العمل في مجالات النفط والغاز بشركة أرامكو السعودية، لكن شغفه بالعلم وحبه للأدب، فضلا عن تربيته والبيئة التي نشأ فيها كان حافزا له للعمل في هذا الشأن، وفي هذا الطريق الصعب، الذي تتمثل صعوبته في كونه قناة للتعامل مع أكثر من جهة، وأكثر من شخص، حتى يصدر الكتاب، لتأتي بعد ذلك تحديات التسويق والنشر فماذا يقول الشبركة؟

كل ذلك في الحوار المختصر التالي:

في البداية نسأل من هو عباس الشبركة؟

هو السيد عباس بن السيد أمين الشبركة، يعود نسبنا للإمام الكاظم ، من مواليد الشويكة «1384»، تقاعدت من شركة أرامكو السعودية، فأنا ولله الحمد أحمل شهادة الثانوية الصناعية، ثم دبلوم المعهد العالي، ثم درجة البكالوريوس في هندسة الصيانة والتخطيط، وبهذه الأخيرة التحقت بالشركة العملاقة حتى تقاعدت وتفرّغت لعالم الكتب والنشر.

وما الذي جاء بك إلى عالم الكتب والنشر، الا ترى أن ثمة تنافرا بين التخصصين؟

قال الدكتور غازي القصيبي «رحمه الله» حينما سئل لماذا صرت شاعرا، وأنت رجل إداري متخصص في المسائل الصناعية، قال: ”يمكن للطبيب أن يكون أديبا، ولكن يستحيل أن يتحوّل الأديب إلى طبيب“، وبالنسبة لي فإن حياتي منذ الصغر على علاقة جيدة مع الكتب، فإن ابن الخطيبة الحاجة بنت الرسول ”المعلمة بتول الشبركة“ التي رسخت في نفسي وفي نفوس إخواني وأخواتي حب الكتاب، ففي البيت مكتبة، ولكل واحد من إخواني وأخواتي مكتبة خاصة في غرفته. فتحت عيوني إلى الحياة فرأيت الكتاب موجودا في كل زاوية في المنزل، والوالدة السيدة الجليلة تأمرنا جميعا بالقراءة والمعرفة.

وهل تأثير الوالدة فقط، وكلّنا يعرف بأن تأثير المنزل يتحدد في السنوات الأولى لعمر الفرد، ألا توجد مؤثرات أخرى؟

يضاف إلى تأثيرات الوالدة وتشجيع الوالد يرحمه الله على القراءة والاطلاع، فإن ثمة تأثيرا أكبر وأوسع وأعمق جاء عن طريق المقدس الشيخ على المرهون «طيّب الله ثراه»، الذي لازمته لأكثر من 25 عاما متواصلة، أجلس معه واستمع لأحاديثه ومجالسه وتوجيهاته، وأستطيع أن أقول بأنّه رسّخ لدي حب الكتاب، فهو أول ناشر للكتاب القطيفي منذ أكثر من 70 عاما خلال الفترة النجفية، فهو في تلك الفترة كان وراء إصدار 80% من المؤلفات التي أطلقها الأدباء والشعراء والعلماء من أبناء هذه البلاد المباركة.

وهل كان تأثير الشيخ المرهون «رحمه الله» مباشرا أم تم بطريق غير مباشر، بمعنى أنك رأيت سيرته وسرت بموجبها؟

لقد كان الشيخ المرهون رحمه الله قدوة للجميع، وقد كنت أتمنّى أن أسير على خطاه، فسرت ولكنّي لم أصل إلى ما وصل إليه، فله سبق الريادة، ولكن الأمور سارت معي على هذا الطريق، ولله الحمد

وكيف سرت على هذه الطريقة، وهي طريقة دعم ورعاية الكتاب والمؤلف والناشر؟

أتيحت لي الفرصة لأن أكون مدير لدار أطياف للنشر وذلك في العام 2007 ورغم وجود مشاريع مماثلة لها في المنطقة، لكنّها كانت الوحيدة التي يمكن أن نصفها بأنها المتنفس للكتاب القطيفي، وبوصفي مديرا لها أوقفتها لدعم الكتاب القطيفي

خلال هذه الفترة، وما هو التوجه العام للدار؟ وماذا أنجزت الدار على هذا الصعيد؟

منذ ذلك العام وحتى الآن طبعت الدار ولله الحمد والمنّة 1400 عنوان، إذ أن التوجه العام للدار هو دعم الكتاب المحلي جزئيا أو كلّيا، فلا يوجد عنوان لدينا لم يحظ بدعم من قبلنا، ويكفي أننا استطعنا بتوفيق الله إلى إيصال الكتاب المحلي إلى المعارض المحلية والعربية، فكنّا نشارك في 18 معرضا محليا وعربيا، 13 معرضا منها خارج المملكة.

وهل ثمة ميزة مختلفة لدى الدار عن غيرها؟

لا نتحدث عن ميزة للدار عن غيرها، فكل المؤسسات المشابهة تقوم بدور ما لخدمة الثقافة والعلم، لكننا في دار أطياف سرنا وفق خطة معينة، فكانت هي الدار السعودية الوحيدة التي فازت بجائزة وزارة الثقافة والإعلام لثلاث مرّات، خلال أعوام «2015,2016,2018» عن كتب كل من الشيخ زكي الميلاد، والشاعر جاسم الصحيح، وأحد كتب الشاعر السيد عدنان العوامي، وبناء على ذلك تم تكريمنا من قبل سمو وزير الثقافة والإعلام، فنحن الدار السعودية الأولى «من حيث عدد الإصدارات والإنجازات» ونحمل الرقم 22 عربيا من حيث

حجم الإصدارات.

وهل المنتج الذي تصدره الدار سعودي بالكامل، أم تتبنّى إبداعات دول عربية أخرى؟

لقد كانت جميع إصدارتنا سعودية بالكامل، لكننا انفتحنا في السنوات الأخيرة على المبدعين العرب والخليجيين فبات منتجنا محليا الآن بنسبة 90% ولدينا 130 إصدارا من خارج المملكة، ونتبنّى منتج شعراء صحار بسلطنة عمان الشقيقة، كما أن لدينا شراكة مجتمعية مع كبريات المؤسسات الثقافية والاجتماعية في الوطن العربي، ولدينا إصدارات مشتركة مع بعضهم، كما إننا وكلاء لبعضهم في المملكة، فهم فتحوا لنا مجالا نوفر أبرز الإصدارات التي تخدم المنطقة. وفي هذا الصدد يجدر بي أن اشيد بالتجارب الأخرى التي سبقتنا، سواء كانت محلية أو عربية، لكن الذي ينبغي قوله هنا بأننا قد نكون الدار الوحيدة التي أولت اهتماما بجميع العناوين الدينية والعلمية والثقافية والأدبية فلم يكن لنا أي موقف سلبي تجاه أي مؤلف، بل فتحنا صدورنا وقلوبنا لكل المؤلفين.

السؤال الأهم هنا، هل لازال هذا التوجه مستمرا أم جرت أمور أخرى؟

هذا التوجه مستمر في دار دراية للنشر، ذلك بعد أن جرى انفصال بيني وبين مالكي دار أطياف، لكنّي أسير بالمبدأ نفسه والطريقة نفسها، في دار دراية للنشر، والهدف نفسه وهو إبراز الوجه الثقافي والحضاري للقطيف من خلال الكتاب العلمي والأدبي والديني.

هل يمكن أن نعرف السبب الذي أدى إلى هذا الانفصال مع أطياف رغم تلك الأرقام والإنجازات؟

لقد ارتأى أصحاب القرار في الدار الانفصال، وذلك بعد تجديد الإدارة، وكان لدي مشروع دراية الذي حلّ بديلا بالنسبة عن دار أطياف، التي أتمنى للقائمين عليها المزيد من التوفيق والنجاح، فالدار الجديدة هي عضو في اتحاد الناشرين العرب قبل فتح فرعها في المملكة بترخيص أعلامي ونتطلع من خلالها مواصلة خدمتنا للمجتمع، ومواصلة المشوار الذي بدأ من دار أطياف.

من الملاحظ أن إصدارات دار أطياف تتسم بمستوى عال من الجودة، كيف استطعتم الوصول إلى هذا المستوى، وهل الطباعة محلية أم من الخارج؟

معظم إصداراتنا تتم طباعتها في الخارج، أي أن 80% من منتجاتنا يتم طباعتها في الخارج، و20% في الداخل، والهدف هو الجودة ومن ثم الانتشار، إذ لو أننا طبعنا إصدارتنا في الداخل بالمستوى الذي تراه لكلفنا ثلاثة اضعاف القيمة، وهذا الذي يجعلنا نتوجه إلى البلاد العربية الأخرى، بمعنى أن قيمة كتاب واحد يمكن أن تصدر بها ثلاثة كتب، ونأمل أن يتغيّر هذا الوضع في المستقبل القريب إن شاء الله.

ماذا عن تأثير ارتفاع أسعار الورق في العالم، والحالة التقنية والكتاب الالكتروني وتأثيراته؟

اما بالنسبة لارتفاع أسعار الورق لم نجد أي تأثير يذكر على سعر الكتاب، اما بالنسبة لتأثيرات التطورات التقنية فلم تسحب أي بساط من الكتاب الورقي الذي ما زال محافظا على وهجه وحضوره في الحياة الثقافية العامة، بدليل الزحمة الكبيرة التي نجدها في معارض الكتاب حول العالم، بما فيها المعارض التي تقام في المملكة مثل معرضي الرياض وجدة، فالكتاب الورقي ما زال حاضرا، ومع ذلك لم نهمل الإصدار الرقمي الذي يحظى باهتمامنا هو الآخر.

ربما يثار موضوع هنا، وهو الجانب التجاري، هل كان مهملا لديكم أم ان الدار مدعومة من جهة ما؟

لم نكن ننظر للأمر تجاريا، وبالمجمل نحن نتعامل مع كافة المؤسسات الأهلية ونتعاون معها، ونسعى لتوفير الكتاب لها، وفي الحقيقة اقولها للتاريخ لم أتلق أي دعم مادي من أي جهة أو شخصية، وأسعى الآن جهدي للتصريح لمكتبة ودار نشر في القطيف، كما سعيت جهدي لمساعدة جميع الأخوة لتجديد تصاريحهم، وبموجب ذلك ظهرت دراية ودانة المعارف، وغيرهما

في عالم النشر والكتب والإصدار يوجد تحديات كثيرة، ما أبرز هذه التحديات وكيف تتم معالجتها من قبلكم؟

كنا في وقت سابق نعاني من تأخر الفسوحات للكتب، لكن هذا الأمر بات جزءا من الماضي، فقد تيسّرت الأمور بفعل توجهات الوزارة للتسهيل في هذا الشأن.. ومن التحديات الأخرى التي نواجهها جميعا هوعدم وجود مطابع محترفة بجودة عالية داخل المملكة، نأمل أن يأتي الوقت الذي نتجاوز هذا الأمر وتظهر لدينا مطابع ذات جودة عالية بأسعار مناسبة.. وأما التحدي الأبرز فهو الذي نجم عن شيوع جائحة الكورونا التي أخرّت العديد من المشاريع، وأوقفت كافة المعارض، وهي ظروف طارئة قد لا تكون موضع تقدير من بعض المؤلفين، خصوصا الجدد منهم، مشكلتنا مع المؤلف الذي يصدر كتابه الأول، وينتظر إصدار كتابه الثاني، فيرى أن عملية الإصدار تتم بين يوم وليلة، بينما العملية قد تصل إلى ثلاثة أشهر على الأقل

ما خططكم للحفاظ على الإنجاز، والحفاظ على الجودة؟

نسعى لأن تكون مؤسستنا قادرة على صناعة الكتاب، تبدأ من قلم المؤلف حتى عملية الإصدار والتوزيع، لذلك نحن نعمل على فسح المنتج من الجهات المعنية، ونقدم خدمة التدقيق اللغوي، والإخراج والتصميم، فلدينا خمسة مخرجين، وثلاثة مصممين، ومدقق لغوي واحد، فضلا عن وجود خمسة موظفين يعملون بدوام كامل في الدار، غير أن لدينا لجنة تقوم بدور تقييم أي كتاب ما إذا كان صالحا للنشر أم لا، لذلك نحن نرفض من الكتب أكثر مما ننشر. كما اننا قد فتحنا آفاق عمل مع الناشرين في بلاد عربية أخرى مثل لبنان ومصر، ونأمل أن نتخلص من الظروف الراهنة ونواصل عملنا بشكل أفضل.

لقد كانت لديك توجه لجمع المخطوطات، وتكوين إرشيف بالمنتجات العلمية المحلية هل يمكن ان تحدثنا عنها، وما أهدافها؟

في الفترة الأخيرة تم تدشين مركز الفاضل القطيفي للدراسات والبحوث الإسلامية وإحياء التراث، وهو مركز تابع إلى دار دراية للنشر والتوزيع بالقطيف، وقد صدر عن المركز إلى الآن 6 عناوين تحمل اسم المركز.

كلمة أخيرة؟

شكرا جهينة، شكرا استاذنا سلمان العيد «ابو جلال»، وإذا من كلمة أخيرة فإني أدعو كافة أبناء المجتمع إلى العمل سويّا من أجل حفظ التراث، وإبراز الوجه الثقافي والمشهد الحضاري لهذا الجزء العزيز من بلادنا الغالية، وهذا يتطلب منّا جميعا أن نكون يدا بيد، وأن نقف صفا واحدا يدعم بعضنا البعض، ونشيد ببعضنا البعض، ونعمل معا لخدمة وطننا وديننا ومجتمعنا، وعلينا أن نعرف جيّدا بأن الأهداف الكبيرة تتطلب النفوس الكبيرة والعقول المستنيرة، وأن نكون على يقين تام بأن الساحة أكبر مما نتصوّر، ومجالات العطاء عديدة وتكاد لا تنحصر في مجال دون آخر..












 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
قطيفي ج
[ القطيف ]: 24 / 4 / 2021م - 12:17 م
احسنت وبارك الله فيك ابو سيد محمد
وفي ميزان حسناتك
2
شوقي الجشي
[ القطيف السعوديه ]: 24 / 4 / 2021م - 2:15 م
كل التوفيق علي جهودك اخي