آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

لن نعود للمربع الأول!

فوزي صادق * صحيفة اليوم

سأتكلم بلغة سهلة يفهمها الجميع. الكثير من الخبرات والتجارب والتضحيات واجهت قيام المملكة العربية السعودية تحت قيادة المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، والذي واجه تنوعا متعددا من الثقافات واللهجات والمذاهب والقبائل بين طيات هذه الأرض الطيبة، كلها توحدت وتبلورت بدولة محورية مؤثرة بين الدول العربية والإسلامية ولله الحمد.. حقب زمنية متوالية، وتعريات متعاقبة من الظروف والأحداث المحلية والإقليمية شاركت في صقل خبرة قيادات المملكة الحكيمة - وها نحن الآن في كنف المملكة الحديثة المتزامنة والمتواكبة مع العولمة العالمية.

«نحن أبناء اليوم» وبكل نحلنا وأفكارنا وثقافاتنا، خلف قيادة شابة طموحة، بعد أن قطعنا أشواطا مهمة من التغيير والإصلاح، وبعد نقلة نوعية نحو صناعة الإنسان، المبنية على احترام الجميع.. نحمل على عاتقنا مسؤوليات وتطلعات لمستقبل أبنائنا، بأهداف وخطط مرسومة ومدروسة، وبرؤية محددة رسمها مهندس التغيير الأمير الشاب محمد بن سلمان، والذي عاهدنا بمستقبل واعد يعتمد على التنوع الاقتصادي، واستغلال العقول وصقل المهارات وصناعة الفرص والتنافس الإبداعي، فالرسالة التي وجهها ولي العهد مؤخرا واضحة وصريحة، وهي إننا ندين بدين الوسطية، ودستورنا القرآن، وضد التطرف، ومع الانفتاح على العالم بهوية سعودية جميلة بكل حب واحترام متبادل، وأشار إلى أن التعليم حق للجميع، والذي ينمي فينا حب المعرفة والثقافة ونشر مكارم الأخلاق، ونوه سموه أكثر من مرة بأن للجميع حرية العبادة كل حسب مذهبه، وهذا ليس غريبا، فقد سار جده المؤسس رحمه الله على نفس النهج، باحترام كل المذاهب تحت راية التوحيد، وهذا ما نعيشه اليوم واقعا في ظل مملكتنا الغالية، والتناغم المذهبي والمكون الاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد، ووجود المساجد والحسينيات، «ولا إكراه في الدين»، ولا عزاء للمطبلين والناعقين أعداء وطننا، وفي ختام كلمته بين أن الأهم هو «المواطن» وحياته الكريمة ورقيه واستقراره وخلق الفرص الوظيفية له، وإيجاد حياة متوازنة كريمة لإسعاده، وأن الظروف الاقتصادية الراهنة مؤقتة، وإن شاء الله كثير من الأمور ستتحسن إلى الأفضل.

سننظر إلى الأمام، وسنواصل خلف قيادتنا «ولن نعود إلى المربع الأول»، يجمعنا حب الوطن والحفاظ على اللحمة الوطنية بالمصالحة والاحترام، والتكاتف والتعاون يدا بيد، ومحاربة أي عراقيل تحاول تأخير مسيرتنا، سواء من الداخل أو الخارج، وغرس حب الوطن في نفوس أبنائنا، فالمواطنة هي الانتماء لهذه الأرض بكل ظروفها «أفراحها وأتراحها»، وأن نحميه بأرواحنا، فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.

كاتب و روائي - الدمام