توصل بحث جديد إلى أن غالبية الأطفال الذين لديهم توحد قد يكون ”أداؤهم جيدًا“
29 مارس 2021
مركز الادمان والصحة النفسية
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 133 لسنة 2021
New research finds majority of children with autism may be doing well
29-Mar-2021
Centre for Addiction and Mental Health
تشير إحدى الدراسات البحثية الطولية وعي الأكبر من نوعها في العالم بقيادة مستشفى سيككيدس «SickKids» ومركز الإدمان والصحة العقلية «CAMH» إلى أن النتائج الإيجابية للأطفال الذين لديهم اضطراب طيف التوحد «ASD» أكثر شيوعًا. مما كان يعتقد سابقا.
اضطراب طيف التوحد يشير إلى مجموعة من حالات اضطراب النمو العصبي «1» التي تؤدي إلى صعوبات تتعلق بالتواصل والتفاهم والسلوك الاجتماعيين. قد يكون واحد من كل 100 طفل لديهم توحد، وعلى الرغم من أنه يمكن تشخيص الشخص في أي وقت، فإن أعراض التوحد تظهر بشكل عام وتُشخص في السنوات القليلة الأولى من العمر.
الدراسة متعددة المواقع، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الامريكية المفتوحة JAMA Open في 29 مارس 2021 «انظر 2»، طبقت مقاربة قائمةً على نقاط القوة «انظر 3 للتعريف» لتقييم المخرجات لدى الأطفال المشخصين بالتوحد، وقياس كفاءة المشاركين «مستوى الكفاءة / الجدارة، انظر 4» والنمو «التحسن مع العمر» في خمس مجالات صحية تنموية رئيسية:
التواصل والتنشئة الاجتماعية «5» وأنشطة الحياة اليومية والصحة العاطفية «السلوكيات المضمرة والبارزة internalizing and externalizing، انظر 6».
ووجدت الدراسة أن 80٪ من الأطفال قد حققوا نموًا أو كفاءة في واحد على الأقل من المجالات الخمسة وأن 23٪ من الأطفال كان أداؤهم جيدًا في أربعة مجالات أو أكثر بحلول منتصف مرحلة الطفولة. كان جوهر مقاربة هذه الدراسة هو تغيير تعريف ”النتيجة الجيدة“ إلى ”الأداء الجيد“.
”من المشجع أن نجد أن أداء معظم أطفال التوحد كان جيدًا عند بلوغهم عشر سنوات وفقًا لبعض المقاييس. وباستخدام معايير مختلفة لتتبع تطورهم / نموهم بصرف النظر عن تلك المستخدمة لتشخيص التوحد - مثل أعراض التوحد والقدرة المعرفية / الادراكية - تمكنا من إعادة التأطير بشكل أكثر شمولية لكيف نتصور التقدم في مجال التوحد“، كما يقول المؤلف المشارك الدكتور بيتر سزاتماري Peter Szatmari، رئيس الطب النفسي في قسم الطب النفسي وكبير الباحثين، وعلوم الأعصاب والصحة العقلية في مستشفى سيككيدز SickKids، ورئيس قسم الصحة العقلية للأطفال والشباب التعاوني بين مستشفى سيككيدز SickKids ومركز الإدمان والصحة العقلية CAMH وجامعة تورنتو.
المقاربة القائمة على نقاط القوة «3» تعطي رؤية أكثر شمولية ”للأداء الجيد“
من الناحية التاريخية، ركزت الدراسات البحثية المنشورة وتقييمات المخرجات على أوجه القصور التي قد يعاني منها الذين لديهم توحد في تنمية المهارات الفكرية أو تطوير وتنمية المهارات، ولم تتم دراسة سوى القليل في سياق طب الأطفال الكندي.
تابع الباحثون 272 طفلًا تم تشخيصهم بالتوحد من عيادات في جميع أنحاء كندا تتراوح أعمارهم بين 2 و10 سنوات، أو في منتصف مرحلة الطفولة، وهو عمر ملحوظ حيث ينتقل الأطفال إلى قدر أكبر من الاستقلال الذاتي وزيادة المتطلبات الاجتماعية «7» والأكاديمية «وهو الضغط من جراء المتطلبات الأكاديمية الموضوعة على الطالب، انظر 8».
ما هو فريد بخصوص هذه المقاربة هو استخدام النمو كمقياس، مما سمح بمقارنة ما إذا كان طفل معين قد تحسن في مجال ما من هذه المجالات مقابل عندما كان أصغر سنًا.
تقول الدكتورة كاثرين كوست، مؤلفة مشاركة للورقة وباحثة مشاركة في قسم الطب النفسي في مستشفى سيككيدس SickKids.
قد يعزى إطار العائلة إلى مخرجات إيجابية
تناولت الدراسة أيضًا العوامل السياقية مثل دخل الأسرة وتعامل الوالدين «انظر 9 للتعريف» ووظائف الأسرة «مثل التواصل الإيجابي والدعم بين أفراد الأسرة».
أشارت النتائج إلى أن دخل الأسرة المرتفع وقيام الأسرة بأدائها هذا الوظائف بشكل جيد كانا من العوامل التنبؤية الهامة للعديد من جوانب الأداء الجيد - مما يشير إلى أن الدخل الكافي والأسرة التي تقوم بوظائفها بشكل جيد قد تساعد في تحسين المخرجات بالنسبة للطفل الذي لديه توحد.
تقول كوست: ”تذكرنا العوامل السياقية مثل الأسرة وقيام الأسرة بوظائفها بأن تشخيص التوحد موجود جنبًا إلى جنب السياق الاجتماعي الذي ينمو فيه أطفال التوحد ويكبرون“.
تقول كوست Cost إنه بينما درست العوامل الاجتماعية والبيئية فيما يتعلق بتأثيرها على نمو الطفل، إلا أن هناك القليل من الأبحاث على الأطفال الذين لديهم توحد.
يمكن أن يساعد المنظور القائم على نقاط القوة «3» في تشخيص التوحد في دعم مقاربة أكثر مرونة لتطوير التدخلات المستقبلية المصممة لتناسب كل طفل بعينه.
لا توجد طريقة واحدة للأداء الجيد، ولكن هذه النتائج تفتح منفذًا جديدًا للدراسة البحثية لتقييم أي أنواع التدخلات المعينة، كتوفير المزيد من موارد الدخل أو التخطيط لعلاج بديل للعائلات في مرحلة مبكرة من نمو الطفل، قد تساعد في رفع احتمالية أن يكون أداء المزيد من الأطفال المعانين من اضطراب طيف التوحد جيدًا مع العمر.
يقول فريق البحث - الذي شمل أيضًا باحثين من جامعة دالهوزي Dalhousie وجامعة ماكغيل وجامعة ماكماستر وجامعة سيمون فريزر Simon Fraser وجامعة تل أبيب وجامعة ألبرتا وجامعة بريتش كولومبيا وجامعة أوتاوا وجامعة تورنتو - الأبحاث المستقبلية ستركز على المخرجات بين المراهقين الذين لديهم توحد وكذلك طرق ادراج وجهات نظر المشاركين أنفسهم في تعريف المخرجات وقياسها.