آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

صيفنا رطبٌ حارّ - السِّياحة الدَّاخليَّة دهنَّا في مكبَّتنا!

المهندس هلال حسن الوحيد *

أظنّ أن راصد الطَّقس والحرارة يستطيع أن يأخذ إجازةً طويلة، صيفنا قاسٍ كالعادة، ويمكن اختصار طقس الأشهر القادمة في كلمات قليلة: حارّ جدَّا ورطب وربما مغبرّ. ستَّة أشهر تقريبًا نعيشها في بوتقةِ انصهار تذيب الّلحمَ والشَّحم، وتجفّف الماء. هذا هو فصل الصَّيف عندنا، حرارة تنبعث من تحتِ القدم ومن فوقِ الرَّأس ومن كلِّ جانب. فإما في ظلالِ التَّكييف وإلَّا فلا. لعل الله أن يعوضنا بدلًا من هذه المعاناة بردًا وسلامًا في الآخرة، فنحن نلنا قسطنا مقدَّمًا من حرِّ الدّنيا، وألَّا يكون غيرنا الذين تمتَّعوا في بردِ الدّنيا أفضلَ حالًا منَّا في الآخرة!

قيل لبعض الأعراب: قد جاءَ شهرُ رمضان، فقال: ”والله لأبدِّدنَّ شمله بالأسفار“. هكذا يجب أن يبدد - من يستطيع - شملَ فصلِ الصَّيف بالأسفار، علمًا أنه غير ممكن في هذا العام سوى سفر الدَّاخل الذي لا يخلو من أماكنَ جميلة وحرارتهَا معتدلة. في داخل المملكة مناجم سياحيَّة، لو تم الاعتناء بها وترقيتها من حيث السّكن والخدمات، فهي لا تقلّ جمالًا وروعةً عن كثيرٍ من البلدان التي يتقاطر عليها أبناءُ الخليج والبلدان العربية، مناطق جبليَّة خضراء معتدلة الحرارة، وقليلة الازدحام.

”دهنَّا في مكبَّتنا“، هذا لو استطعنا الحصولَ على قسطٍ كبير من عشراتِ المليارات التي يصرفها سوَّاحنا في الخارج كلَّ عام. علمًا إن السِّياحة فيها الطّبابة والتبضّع واستطلاع الثَّقافة والمعالم التاريخية، والاتِّجار والتفسح، فإن لم تكن السِّياحة الداخليَّة تفي لكلِّ هذه الأغراض والأعداد، لعلها تصطاد الذِّينَ ليس في قدرتهم إنفاق عشراتِ الآلاف من الرِّيالات فقط على تذاكر السَّفر في الطائرة.

من تجربة شخصيَّة، كنت أحرص في الماضي على قضاء أسبوعين في سياحة الدَّاخل بواسطة السَّيارة، كل العائلة، وكانت من أروع وأجمل العطلات، ولو عاد الزَّمان والشَّباب وعاد الأبناءُ صغارًا، لعدنا لتلك الرحلات.

مستشار أعلى هندسة بترول