آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

مدّ رجلك على قدّ لحافك - سلسلة خواطر متقاعد

المهندس هلال حسن الوحيد *

مثلٌ شعبيّ قديمٌ جديد وفيه حكمة ونصيحة تعني اصرف على قدر ما تكسب. إذًا فلنسأل: كم منّا من يمدّ رجله على قدّ لحافه؟ وكم منّا من تمدّ رجلها على قدّ لحافهَا؟ أعتقد أنّ الجواب هو: أغلب أرجلنا تَسرح وتَمرح خارج ألحِفتنا وأبعد منها بكثير!

نحن نمدّ أرجلنا على قدر ألحِفة غيرنا:

فلانٌ عنده ملايين وبنى بيتًا كبيرًا، أنا أبني بيتًا أكبر منه، ولو بالدَّين.

ابنُ فلان في مدرسةٍ خاصّة، ابني ليس أقلّ شأنًا منه!

فلانة تَصرف الكثير على حفلاتٍ عائليَّة، أنا لست ناقصة!

عائلةُ الجيران تسافر في الصَّيف، ونحن مسجونون في الدَّار؟!

قائمة لا عدّ ولا حصرَ لها من عدم الموازنة بين المواردِ والرَّغبات.

لا مشكلة إذا كانت كلّ هذه الأشياء ضروريّة لابدّ منها، وتستحق أن تكونَ أولويّة على حسابِ الصحَّة والتَّعليم والمسكن وغيرها من ضروريَّات الحياة. أكبر المشاكل حين تفوق رغباتُ العائلة استطاعةَ المُعيل، حيث تبدأ النّزاعات والخلافات، ويتحول ذلك الكادّ على عيالهِ مكروهًا ومبغوضًا وموسومًا بالبخل!

أعظم رغباتنا يمكن تحققها بكلفةٍ أقلّ ونهاياتٍ أجمل، ومن تجربةٍ شخصيَّة:

ابني بيتًا على قدر ميزانيّتك وحاجتك.

درّس أبنائك في مدرسةٍ حكوميّة واتعب معهم قليلًا، وأنا أضمن لهم التفوّق.

رتّب أجملَ الحفلات في دارك، فقط مع من يهمّك وتهمّه.

سافر على قدرِ محفظتك وليس حسب رغبة عيالك وأطفالك.

أعتقد أن الوقتَ حان لنعمل بهذه النَّصيحة - الرِّجل واللِّحَاف - ونرتّب حياتنا الماليَّة؛ فمن عنده خير فليوسّع على نفسهِ وعياله كيفَ يشاء، ومن جعلَ اللهُ رزقه على قدره فليشكر اللهَ وليصبر حتى لا يكونَ المال - الّذي هو من أسبابِ السَّعادة - بابًا للشَّقاء والخلافاتِ الأسريَّة، ثم يحدث ما لا تُحمد عقباه!

مستشار أعلى هندسة بترول