آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:14 م

اختاروا صح! - سلسلة خواطر متقاعد

كلّ شابّ وشابّة منكم عنده أحلام وطموحات. وأفضل من يعين الشَّابّةَ على هذه الطّموحات ويكون مثل الجناحِ الذي تطير به هو الزّوج، والزّوج أيضًا تكون الزّوجة الجناحَ الذي يطير به ويحقّق به آماله. هذا إذا اخترتم الشَّريك الصَّواب ونجح الزَّواج!

أما إذا اخترتم الشَّريك الخطأ، سوف يكون مثل القيودِ والأغلال التي تُثقلكم في القِيعان وتكسر جناحكم فلا تطيرون. لهذا أنت يا شابّ: انظر من تخطبها وقَايسها واسأل عنها، وما خابَ من استشار. وأنتِ يا شابَّة: انظري الخاطبَ وقايسيه واسألي عنه، وما خابَ من استشار، وإذا لم يصلح أيّ منكما للآخر، في الدّنيا مليون زوجة وزوج.

أيَّام زمان كان السّؤال سهلًا، الدّنيا صغيرة والنّاس تعرف بعضها، وبالتَّالي يكفي أن تسألَ شخصًا واحدًا أو اثنين. الآن، الدّنيا كبيرة والنّاس نادرًا ما يعرفون بعضهم، لذلك اسألوا الطيّبَ والرديء. نَعَم الزواج ”قسمة ونصيب“، وكلّ الحياة قسمة ونصيب من الله لكنَّنا فاعلونَ فيها بإذنِ الله ولنا مساحة من الاختيار والعمل وعلينا التَّبعات.

إنَّ صديقًا واحدًا تقضي معه يومًا لا يسرّك يكون أثقل من همِّ الدنيا، فكيف بشخصٍ تقضي معه كلَّ حياتك ويكون أبًا لأبنائك أو أمًّا لهم؟! وأظنّ أن أغلب مشاكل الأجيال هي نابعة من عدمِ استقرارِ المصدر والمنبع - الأمّ والأب - فإذا اتَّسمت العلاقة بالاستقرار حلَّق الأبناءُ والبناتُ في العلوّ، وإن شانت العلاقة بقوا في وديانِ التخلّفِ والضَّياع.

أوصى عليّ ابنه الحسن عليهما السَّلام: ”سل عن الرَّفيق قبل الطَّريق وعن الجارِ قبل الدَّار“. الزّواج أطول طريق؛ فيه صحبة وشراكة وصداقة دائمة، وأطنان من المسؤوليّات، أحد جناحيه الجمال والعاطفة والآخر العقل والمنطق. إذًا، فلنحسن اختيارَ الرَّفيق الجميل في الشَّكلِ والمضمون.

مستشار أعلى هندسة بترول