آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

صدقاتكم تحوّل بعضَ الفقراء إلى أغنياء - سلسلة خواطر في أوانها

امرأةٌ تحيك أشياءَ جميلة، ملابس ومفارش وشالات، تكفيها ماكينة خياطة للعمل والكسب من كدّ يدها، شابّ يحتاج أدوات طبخ جيّدة ليعمل في كشكٍ صغير ويأكل من عرقِ جبينه، رجلٌ قادر على العمل يمكن بسهولة تأهيله ليقوم بأعمال صيانة منزليّة خفيفة تكفيه ذلّ السّؤال، شابٌ معاق جسديًّا ويستطيع قيادة سيَّارة أجرة، نماذج وأنماط كثيرة يمكن نقلها من الفقرِ إلى الغنى بإذنِ الله.

تجارب المجتمعات ثمينة وقيِّمة لتحويل من أمكن من مستحقيّ الصَّدقات إلى أن يكونوا هم من يعطوا الصَّدقات، ونحن سبقناهم بمئات السّنين، حيث في صحراءِ الحجاز التي كانت الموارد فيها شحيحة آنذاك اقترح النبيُّ محمَّد صلَّى اللهُ عليه وآله طريقةً رائعة، فقط لو توسَّعت في تطبيقها جمعيَّاتنا الخيريَّة وغيرها من المهتمِّين بالشَّرائحِ الغير قادرة على الكسب، وإليك هذه الوصفة في قصَّةٍ جميلة:

شكا رجلٌ إلى النبيّ محمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّم شدَّة الفقر، فقال له: أما عندكَ شيء؟ قال: لا، فأعطاه درهمين وقالَ له: اذهب فاشتر بأحدهما طعامًا وبالآخر فأسًا واحتطب به وبع. فغاب الرجلُ خمسةَ عشرَ يومًا ثم أتى فقال: باركَ الله فيما أمرتني به. اكتسبتُ عشرةَ دراهم، فاشتريتُ لأهلِي بخمسة طعامًا وبخمسة كسوة. فقال النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم: هذا خيرٌ لك من المسألة.

ربَّما يوجد مثل هذه المبادرات الآن، ولكي يتضح نجاحها فحبّذا لو أحصت الجمعيَّات الفاعلة كلَّ فترة كم شخصًا توقفت عن إعانته لأنه أصبح منتجًا ومكتفيًا بسبب هذه المبادرات، بعد ذلك من المؤكّد أن نجد كثيرًا من أصحابِ الخير يرغبون في توظيف بعض هذه الأفكار بناءً على نجاحها.

ثم كل فردٍ من هؤلاء، إذا أغناه اللهُ من فضله، يكون صاحبَ اليد العليا، يعطي ما أخذَ من النَّاس - وزيادة - لغيرهِ من المحتاجين.

مستشار أعلى هندسة بترول