هل أعطي الدواء لطفلي المشخص باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟
طفلي مشخص باضطراب نقص الانتباه. وفرط الحركة. كيف أتخذ قرارًا بشأن اعطائه دواءً وما هي آثاره الجانبية؟
بقلم أليسون بولتون، استاذة مشاركة، مركز نبيان للدماغ والعقل، جامعة سيدني
27 مايو 2021
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم :160 لسنة 2021
My child has been diagnosed with ADHD. How do I make a decision about medication and what are the side effects?
Alison Poulton
Senior Lecturer، Brain Mind Centre Nepean، University of Sydney
May 27,2021
إذا شُخّص طفلك باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD»، فقد تتساءل: ماذا الآن؟ وكيف أعرف أن علاجه بالدواء له ما يبرره؟
الإجابة ستعتمد على الظروف وستتغير بمرور الوقت. لا بأس في اللجوء للدواء كملاذ أخير - ولكنه يمكن أن يكون الملاذ الأخير المفيد جدًا.
فيما يلي بعض الأسئلة التي أعمل عليها عادةً مع أحد الوالدين ومع الطفل للتفاوض بشأن حل هذه المشكلة.
خمسة أسئلة رئيسية أوجهها للوالدين والأطفال ممن لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة:
1. هل الطفل هذا ضعيف في التحصيل الأكاديمي بالنسبة لقدراته؟
هل كان الطفل ذكيًا في مرحلة ما قبل المدرسة ولكنه يعاني من صعوبات في المدرسة لأسباب غير واضحة «ليس، على سبيل المثال، بسبب مشاكل في البصر أو السمع»؟ هل تأقلم بشكل جيد في وقت مبكر في المدرسة ولكنه لم يحقق المستوى المتوقع منه عندما أصبح العمل المدرسي «الواجب المدرسي» أكثر صعوبة؟
2. هل سلوك هذا الطفل يؤدي الى مستويات غير معقولة من الضغط النفسي أو اضطراب وبلبلة في المدرسة؟
لكي يتمكن الطفل الذي لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من إكمال مهمة ما، لابد أن تكون مثيرة لاهتمامه بشكل كافٍ أو قصيرة أو سهلة. إذا كان الطفل لا يستطيع التركيز في الصف الدراسي، فإنه يشعر بالملل. قد يتحدث في الصف الدراسي، أو تقع حالات من تشتت للانتباه أو بلبلة في الصف الدراسي. من الواضح أن الحكم بشيء من التروي أمر ضروري للتمييز بين سلوك الطفل الطبيعي وسلوكه الإشكالي.
3. هل يتسبب سلوك هذا الطفل في احداث مستويات غير معقولة من الضغط النفسي أو البلبلة في البيت؟
في البيت، هل الطفل قادر على الرسم أو بناء مجسمات باستخدام مكعبات الليغو LEGO أو يحل ألغازًا أو يلعب بالمكعبات لفترات زمنية طويلة؟ أم أنه يجد أن الجهد المستمر المطلوب غير قابل للتحقق؟ هل يقوم بعد ذلك بإزعاج أحد أشقائه لجعل الحياة أكثر إثارة، أو يطلب بأإلحاح من الكبار اللعب معه؟
إذا كان الطفل يعمل على واجب منزلي لمدة نصف ساعة، كم من الوقت يقضيه وهو مركز علي عمل الواجب؟ هل يبقى مركزًا على واجبه لمدة عشر دقائق فقط وتأخذ أنت باقي الوقت في محاولة توحيهه الى الرحوع إلى عمل الواجب؟
هل يشعر الوالد / الوالدة بقلق شديد من تكرار تذكير الطفل بالتركيز وعمل الواجب المدرسي، ويكتشف في كل مرة يتفقد فيه طفله أنه مشتت الانتباه مرة أخرى؟
على الأطباء وأولياء الأمور والمعلمين والطفل العمل معًا وأن يسألوا بانتظام عما إذا كانت للمقاربة الحالية فائدة فعلية
4. هل هناك تأثير معتد به على علاقاته بأقرانه؟
لا يتحلى الطفل الذي لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بالصبر دائمًا لانتظار دوره أو التركيز على ما يقوله أقرانه له. قد يكون هذا الطفل متسلطًا على غيره؛ يجد من السهل التركيز على ما يحدث في ذهنه ولكن الأمر قد يكون أكثر صعوبة بالنسبة له للاستماع ومعالجة ما يقوله الآخرون له. قد يبحث أقرانه في النهاية عن شخص آخر ليلعبوا معه.
5. هل هناك تأثير سلبي على تقدير الذات / الاعتزاز بالذات؟
هل هو طفل ذكي ولا يعتقد أنه ذكي لأنه يجد صعوبات في التركيز لفترة كافية لإنجاز واجبه المدرسي؟ هل يتحدث بشكل سلبي عن نفسه؟ من الأمور الهامة أن تأخذ تقدير الذات self-esteem «انظر [1] » على محمل الجد.
هناك أيضًا معايير تشخيصية يجب التحقق منها.
استراتيجيات الدعم في البيت وفي الصف الدراسي
ماهي أشكال الدعم الأخرى التي يمكن أن تساعد الطفل؟ هل الطفل يحلس في مقدمة الصف الدراسي؟ هل المعلم يعطي تعليمات مكتوبة؟ هل يجلس بجانب أحد أقرانه ممن يعتبر قدوة جيدة؟
هل أخذ الوالد / الوالدة دروسًا في التربية؟ هل جرب الوالد / الوالدة استراتيجيات في البيت تكافئ سلوكيات الطفل الجيدة، أو تجعله يواجه عواقب مناسبة لسلوكه الإشكالي؟
قد يكون وجود خطة / جدول لروتين الصباح مفيدًا. العديد من هذه الاستراتيجيات تعمل بشكل جيد مع الأطفال الذين ليس لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. ولكن غالبًا ما يجد الأطفال الذين لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أن الجهد المطلوب لكسب ملصق [يمنحه المعلم / المعلمة مكافأةً على التميز في العمل المدرسي] أمرًا لا يستحق كل هذا العناء وقد يحاولون المطالبة بمكافآت / جوائز أكبر من ذي قبل.
إذا وصلت الى طريق مسدود «يئست» ولم تنفع محاولتك مع الطفل وهو لا يزال لديه مشاكل، يمكنك أن تأخذ في الاعتبار اعطاءه دواءً.
من الضروري أول شيء معرفة أن مفعول هذه المنبهات يتلاشى بسرعة معقولة
ما ذا عن مفعول الدواء؟
من لديه نقص الانتباه وفرط حركة، يبدو الأمر كما لو أن دماغه يعمل على بطارية نصف مشحونة. تركيزه يستمر في التذبذب أو التناقص. الأدوية تجعل الأمر أشبه بدماغ يعمل على بطارية مشحونة بالكامل.
عادة ما تكون المادة الفعّالة في الدواء منبهة / منشطة مثل ديكساأمفياتامين dexamphetamine «انظر [2] » أو الميثيل فندات methylphenidate. قد تعرفه باسمه التجاري ريتالين Ritalin «انظر [3] ».
يتلاشى مفعول هذه المنشطات بسرعة - بعد حوالي أربع ساعات. قد يساعد ذلك الطفل في الفترة الصباحية في المدرسة؛ قد يحتاج إلى جرعة أخرى في وقت الغداء وربما جرعة ثالثة إذا كان لديه أنشطة بعد المدرسة. هناك أيضًا كبسولات تفرز / تطلق الدواء بشكل بطيء.
يتلاشى مفعول الدواء دائمًا ويعود الحال إلى المربع الأول. من ناحية، يعتبر هذا مصدر إزعاج. ومن ناحية أخرى، يعني أنه يمكنك تجربة الدواء على الطفل، ثم تتوقف عنه وسيظل نفس الطفل الذي كان لديك في البداية.
تبدأ بجرعة دواء منخفضة وتزيدها تدريجياً حتى تجد الجرعة التي يستمر مفعولها لمدة حوالي أربع ساعات. يمكن للمدرس المساعدة في الملاحظة والتغذية الراجعة feedback. قد يلزم تعديل الجرعة مع نمو الطفل. تؤخذ جميع هذه القرارات تحت اشراف وتعليمات الطبيب.
بشكل عام، تحصل على تحسن إلى درجة لا تظهر فيها فائدة اضافية [من زيادة الجرعة]. إذا كانت الجرعة عالية جدًا، فقد يبدو الطفل عدوانيًا أو مكتئبًا أو ”يشبه الزومبي“ [المترجم: يعني لا يظهر على وجه الطفل ولا على تصرفه أي شعور أو فهم زو اهتمام بما يدور حوله]. لا أحد يريد جرعة لا تؤدي إلى نتيجة جيدة.
اذا ما قررت استخدام دواء فقد تحتاج إلى تعديل الجرعة تدريجيًا وطرديًا مع نمو الطفل
ماذا عن الآثار الجانبية؟
أهم أثر جانبي هو تثبيط الشهية، لذلك نراقب الوزن والطول عن كثب. بشكل عام، يستقر وزن الطفل على المدى الطويل.
يعود فرط النشاط مرة أخرى بعد نفاذ مفعول الدواء ويمكن أن يجد الطفل صعوبة في الخلود إلى النوم. في بعض الأحيان يمكن إدارة تلك المشكلة عن طريق تغيير الجرعة أو عدم تناول الأدوية في وقت متأخر جدًا من اليوم.
قرار إعطاء الدواء يؤخذ على أساس يومي. إذا لم تكن راضيًا، يمكنك الغاء الدواء لترى كيف تسير الأمور.
يحسن هذا الدواء من تركيز انتباه أي شخص، وليس فقط الأطفال الذين لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، لذلك فهو أحيانًا نوع مخدر يتعاطاه، مثلًا، طلاب الجامعات، على سبيل المثال. عند استخدامه لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، يكون خطر الإدمان في حده الادنى[4] .
ولكن إذا كان طفلك يعاني من مشاكل في تركيز الانتباه، فلديه مجال أكبر للتحسن. الطفل الذي يركز انتباه في معظم الوقت لا يمكنه أن يشعر بكثير من التحسن.
مراجعة التقدم في التحسن
أنا دائمًا ما أسأل الطفل السؤالين التاليين: هل الدواء مفيد؟ كيف عرفت ذلك؟ قد أكتشف ذلك من مراهق أن تركيز انتباه قد يتحسن من 20٪ إلى 80٪ أو حتى 90٪ من وقت الدرس classtime. الطفل الصغير الذي يفضل أن يشعر أنه متحكم في سلوكه قد يذكّر والده / والدته بالفعل بموعد الجرعة التالية من الدواء.
كثيرًا ما أسمع من أولياء الأمور أن الطفل أصبح الآن حريصًا على إنجاز واجباته المدرسية، ولديه الكثير من الأصدقاء ويشعر بالسعادة والثقة الكبيرتين.
جميع أولياء الأمور يرغبون في أن يشعر أطفالهم بأنهم يقومون بوظائفهم ويحققون جميع ما في إمكانهم تحقيقه. سيحقق معظمهم هذا بدون استخدام دواء. هذه هي الخطة أ. أما بالنسبة للخطة ب فهي أنهم يحققون ما في امكانهم تحقيقه ويعيشون حياة رائعة بمساعدة الأدوية.
ألا يستحق كل طفل، كل شخص لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة الخطة ب «البديلة؟»
