آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

من يحمي شواطئنا من ملوثات البيئة؟

عباس سالم

يعد تلوث الشواطئ في البلاد من الأمور المستعصية، والسنوات الأخيرة كانت شاهدة على العديد من الملوثات والمشاكل البيئية التي حدثت في أكثر من شاطئ، وكان آخرها ظهور مادة ملونة بطول كيلو متر بساحل وكورنيش سيهات قبل أيام.

متعة البحر هي أكثر وجهة لسكان محافظة القطيف، وهي نغمة منفردة على الجهة الشرقية من جبين خريطة الوطن الغالي الممتد من البحر إلى الصحراء، بالرغم من كل الانكسارات في المشاريع الخدمية في المحافظة إلا أنها بقية عصية على الانكسار، ربما لأن فيها أماكن ذات روح وقلب وحضارة.

هناك الكثير من المزارع في البلاد للأسف تحولت إلى مقرات وسكن للعمالة الوافدة لبعض المؤسسات والشركات التي تعمل في المجال الكيماوي، حيث تقوم برمي مخلفاتها من المواد الكيماوية في الممرات المائية المرتبطة بمياه البحر مما يتسبب في تلوث البحر ونفوق أطنان من الأسماك على الشواطئ الملوثة بالمشتقات البترولية وغيرها.

المزارع هي أهم مكون طبيعي حافظة للبيئة، لكنه للأسف لم يكن للمواطن ثقافة بيئية للمحافظة عليها بعدم رمي النفايات في السدود وممرات الصرف الصحي، مروراً بالجهل التام بالنظافة لدى الكثير من العمالة الوافدة التي لا تبالي برمي المبيدات المستعملة، وكذلك ما تقوم به بعض الشركات برمي مخلفاتها في مصاب المياه المرتبطة بمياه البحر مسببةً تلوثاً بيئياً فيها.

الكثير من مغاسل السيارات ومحلات تغيير الزيوت في البلاد لا تبالي برمي مخلفاتها داخل مصبات المجاري المرتبطة بمياه البحر، مما يتسبب في تلوث مياهه بتلك المخلفات البترولية، ويزيد الطين بلة ما تقوم به بعض العمالة الوافدة من جرم بحق البيئة في البلاد، وذلك عندما تقوم بتفريغ حمولة سيارات شفط البيارات في السدود وفي الممرات المائية المرتبطة بالبحر متسببة في تلوثها وظهور روائح كريهة يلمسها رواد الشواطئ.

يعتبر ”ساحل الرفيعة“ الممتد شرق بلدة الربيعية بين شاطئ دارين وشاطئ سنابس من أجمل السواحل في جزيرة تاروت، حيث أنه لا زال محافظاً على رملته البيضاء ومياهه الصافية، غير أن الكثير من السواحل في محافظة القطيف تعرضت الى ملوثات مباشرة عبر الصرف الصحي أو عبر رمي مخلفات الورش ومحلات تغيير زيوت السيارات التي لا يبالي ملاكها برميها على شواطئ المحافظة.

ختاماً إن تلوث مياه البحر بساحل كورنيش سيهات لن يكون الأخير في ظل غياب حماية الثروة المائية، حيث لا تزال الكارثة تتكرر عاماً بعد عام مما يتوجب على المسؤولين في المركز الوطني للرقابة البيئية بمحافظة القطيف، القيام بدورهم الوطني في المحافظة على البيئة والضرب بيد من حديد على كل من يقوم أو يتسبب في تلوث مياه البحر وتخريب سواحل المحافظة.