لماذا يعزز القلق استحضار القوى الخارقة للطبيعة، دراسة من جامعة أوتاغ
24 مايو 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 164 لسنة 2021
Otago study helps explain how religious beliefs are formed
24 May 2021
وجدت دراسة أجرتها جامعة أوتاغو النيوزلندية أن الشعور بالقلق يمكن أن يوجه انتباهنا وذاكرتنا نحو كائنات خارقة للطبيعة. مثل الآلهة.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور توماس سوان، من قسم علم النفس في الجامعة، إن البحث قد يساعد في تفسير كيف تتكون المعتقدات الدينية.
بالنسبة للدراسة، التي نُشرت في المجلة العالمية لسيكلوحيا الدين «1»، أكمل 972 مشاركًا اختبار الذاكرة عبر الإنترنت لتحديد ما إذا كان التحيز لإستدعاء «لاستذكار / تذكر» القوى الخارقة أقوى لدى القلقين منها لدى غير القلقين.
أولئك الذين شعروا بالقلق كانوا أكثر احتمالًا لتذكر كائنات ذات قدرات خارقة للطبيعة من «احتمال تذكرهم» للكائنات التي لا تمتلك تلك القدرة الخارقة.
”القلق انفعال «مشاعر» تطوَر ليجعلنا نولي اهتمامًا أكثر للتهديدات المحتملة، لذلك عندما نشعر بالقلق، فإن الإله الذي يمكنه قراءة أفكارنا ومعاقبتنا عليها، أو إغراق الأرض بالماء، سوف لن يُنسى“، كما يقول الدكتور توماس.
أظهرت الأبحاث السابقة أن القلق يمكن أن يؤدي إلى مستوى عال من الإيمان «الاعتقاد» الديني، مبررةً بأن الاعتقاد «الإيمان» يوفر الراحة. ومع ذلك، فإن ما تعرف ب ”نظرية الراحة“ «2» هذه لها مشاكلها: لماذا توجد آلهة معاقبة وحياة آخرة جهنمية بينما هي بعيدة عن الرحمة؟
يعتقد الدكتور سوان أن النظرية أخفقت أيضًا في معالجة ما يأتي بين شعور الشخص بالقلق وبين أن يصبح معتقدًا «مؤمنًا». يقترح هذا البحث أن الخطوة الأولى تتضمن التأثيرات المعرفية / الادراكية للقلق، والتي تجعل الناس يهتمون بالتهديدات ويستحضرونها.
"في بحثنا السابق، وجدنا أن الكائنات الخارقة يُنظر إليها على أنها تشكل تهديدًا محتملاً لأن لديها قدرات تفوق توقعاتنا «معتقداتنا» بشأن العالم. يؤكد البحث الحالي أن الآثار المعرفية للقلق تمتد أيضًا إلى التهديد الذي يأتي من قبل الكائنات الخارقة للطبيعة.
ومن المفارقات إذن أن بحثنا يشير إلى أن نظرية الراحة تتراجع إلى حد ما: فالقلقون ينجذبون، على الأقل في البداية، إلى السمات المخيفة للآلهة، وهو ما قد يفسر سبب حيازة العديد من الآلهة سمات مخيفة. نشك في أن الراحة تأتي لاحقًا عندما يحول بعض الناس وجهة نظرهم بشأن الإله إلى شيء أكثر قبولًا بحيث يشعرون بالسعادة بإيمانهم به ".
يشير البحث أيضًا إلى أن مفاهيم أخرى خارقة للطبيعة - مثل الأشباح والوسطاء الروحانيين «3» وعلم التنجيم «4» - تُستوعب بنفس الطريقة نظرًا لأنها تفوق توقعاتنا «معتقداتنا» بما هو ممكن.
يأمل الدكتور سوان أن يدفع البحث الناس إلى أن يكون لديهم تفهم كبير لكيف تؤثر حالاتهم الانفعالية «المشاعرية» على المعلومات التي يقرأونها ويتذكرونها قبل أن يحكموا عليها ويتخذوا رأيًا فيها، وخاصة المعلومات المتعلقة بالدين.
”ينبغي أن نضع في اعتبارنا جميعًا ونتبه إلى كيف توصلنا إلى أن نصدق / نعتقد بالأشياء التي نعملها، خاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات القلق والذين يشعرون بالقلق في معظم الأوقات - يجب أن يكونوا ملتفتين إلى ما ينجذبون إليه ولماذا. إذا وجدوا أنفسهم يقرؤون روايات خيالية، فقد تكون تلك القراءة غير ضارة. أمّا لو وجدوا أنفسهم منضمين إلى جماعة دينية، فقد حان الوقت ليتأملوا ويفكروا فيما هم قادمون عليه. وينطبق الشيء نفسه على الذين لا يعانون من اضطرابات ممن يمرون بحالات قلق، كالمرضى المنومين في المستشفى أو الذين يعانون من مشاكل مالية“.
على الجانب الآخر، يأمل دكتور سوان أن تولي الجماعات الدينية مزيدًا من الاهتمام بحالات الناس العقلية.
”يجب أن يقدموا الرعاية ولكن أيضًا عليهم أن يمنحوا الناس الوقت المناسب للتغلب على مشاكلهم قبل دمجهم في نظام ديني ينطوي على معتقدات وممارسات متشددة. إذا كان هؤلاء الناس لا يزالون على استعداد للانضمام إلى واحدة من تلك الجماعات الدينية بعد أن ينتهي هذا الاضطراب الذي يعانون منه، فقد تكون هذه اللحظة هي الأكثر أخلاقية“ [لدعوتهم للإنضمام إلى الجماعة].