آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

الشيخ اليوسف: التعامل الأخلاقي مع الناس أساس البناء القيمي للمجتمع

جهات الإخبارية

أكد الشيخ عبدالله اليوسف على أهمية التعامل الأخلاقي مع الناس لأنه أساس البناء القيمي والتربوي والأخلاقي لأي مجتمع ناهض، وأن الاختلاف في قضايا ثقافية أو فكرية أو مذهبية أو دينية ليس مبرراً للتعامل الشائن مع الآخرين.

وأضاف خلال خطبة الجمعة إن التعامل الحسن مع الناس، والالتزام بأخلاق المعاشرة وآدابها، أمر مطلوب وراجح في نفسه عقلاً وشرعاً، وأما التعامل الشائن والسيء فأمر قبيح في نفسه ومنهي عنه عقلاً وشرعاً.

وأشار إلى الوصية الذهبية المروية عن الإمام الصّادق : «مَعاشِرَ الشِّيعَةِ، كونوا لنا زَيناً ولا تكونوا علَينا شَيناً، قولوا لِلناسِ حُسناً، واحفَظُوا ألسِنَتَكُم، وكُفُّوها عنِ الفُضولِ وقَبيحِ القَولِ».

ودعا إلى ضرورة الالتزام العملي بهذه الوصية المهمة للإمام الصادق وذلك من خلال أن تنعكس أخلاقيات الإسلام وسيرة أهل البيت الأخلاقية على سلوكيات الإنسان المؤمن وتعامله مع الناس.

وتابع: إن أفضل وسيلة لتحبيب الناس إلى أهل البيت وجذبهم إلى الاقتداء بهم هو التحلي بالأخلاق الفاضلة، والتعامل الحسن مع الآخرين، والإحسان إليهم؛ فالناس تتأثر بما تراه من أفعال أكثر مما تتأثر بالكلام.

ثم تطرق الشيخ اليوسف إلى الوصية الثانية من وصايا الإمام الصادق وهو: القول الحسن للناس.

وقال: من مصاديق القول الحسن: الكلام بلباقة، استخدام الألفاظ الجميلة، مراعاة مشاعر الآخرين واحترامهم، وأما من يطعن في من يختلف معهم، ويلقي القول على عواهنه بلا ضوابط وبدون منطق، ويتلفظ بألفاظ جارحة؛ فضرره جسيم، وخطره عظيم.

ثم تحدث عن الوصية الثالثة من وصايا الإمام الصادق وهي: حفظ اللسان عن الكلام بالباطل، والكلام البذيء، وكلام اللغو واللهو، وكلام الفحش والفاحش.

وأوضح أنه قد يأتي حفظ اللسان بمعنى الصمت في مقابل الكلام، لأن فيه السلامة والنجاة.

وتابع: أما من يكثر من الكلام والثرثرة، ولا يحفظ لسانه فإنه قد يوقع نفسه في مشاكل عويصة، فربّ كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة.

وشدد على أن للكلام آفات، وللصمت حسنات، فإذا كان المرء صامتاً يكتب محسناً، وأما إذا تكلم يكتب محسناً إذا أحسن كلامه، ويكتب مسيئاً إذا أساء كلامه.

ولفت إلى أن من آفات اللسان: الفضول، وهو الكلام الزائد الذي لا فائدة فيه، والكلام فيما لا يعنيه.

وأوضح أن العالم لا يتكلم إلا بما فيه فائدة علمية أو عملية للناس، ولا يتكلم بفضول الكلام.

وبيّن الشيخ اليوسف أن من مصاديق قبح القول: القول البذيء، القول الفاحش، القول الباطل، قول الزور، السب والشتم، وقد ورد النهي عن ذلك في روايات متكاثرة.

وأشار إلى أن السب والشتم يؤدي إلى خلق العداوات والخصومات والأحقاد بين الناس.

ودعا الشيخ اليوسف في نهاية خطبته إلى الالتزام الفعلي بهذه الوصايا الذهبية الخمس التي أوصى بها الإمام الصادق في هذا الحديث الشريف، والتي أوضح فيها ما ينبغي للمؤمنين الالتزام به في تعاملهم مع الآخرين من أخلاق حسنة وأقوال عذبة وأفعال جميلة، حتى يكونوا زيناً لأهل البيت بحيث يحببوا الناس إليهم، كي يقتدوا بهم، ويسيروا على نهجهم، ويتأثروا بسيرتهم المباركة.