آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 10:30 ص

ممر السعادة ليس سعيداً

عباس سالم

الشاب ”محمد عبدالغني“ صاحب مشروع ممر السعادة في حي الحوامي بجزيرة تاروت، قد أبدع في جعل الممر الصغير الذي أمام منزله إلى مزار يسعد كل زائر لجزيرة تاروت التي تحتظن الكم الهائل من التراث على أرضها، ويكفيها فخرًا أنها لا زالت تحمل تراثاً لأكثر من 5000 عام قبل الميلاد وهي ”قلعة تاروت التاريخية“.

استغل الشاب محمد عبد الغني فراغه في تغيير الوجه المتصحر للممر الذي أمام منزله، وعمل على إزالت كل المشوهات البصرية فيه، وقام بزرع الشتلات الزراعية ووضع المجسمات والمنحوتات التي تفنن فيها هو شخصياً، وبعد أن استحسن الفكرة وشجعه أخوانه وجيرانه على مواصلت العمل بتحسين الممر كاملاً كما هو شكل الآن.

جاء الإعلان عن ممر السعادة على وسائل التواصل الإجتماعي موثقاً ببعض الصور للممر، وكان الحدث مذهلاً للناس كونهم لم يعهدوا بأن ممراً بهذا الجمال في أحياء المنطقة، وصار الممر حديث الناس في جزيرة تاروت خاصة ومحافظة القطيف وخارجها عامة، فجاؤوا من كل فج عميق ليروا هذا المشروع الكبير على حقيقته، وقد سر جمال المكان عيون الزائرين للممر.

الحديث عن ممر السعادة أصبح عنواناً يومياً يتداول على وسائل التواصل وعلى بعض المحطات الفضائية، وتوجهة كامرات الزائرين لأخذ الصور والمقابلات مع زوار الممر الذي ساهم في تحرك المسؤولين في البلديات والمجلس البلدي وبعض الفنانين الى الحضور الفعلي للمكان والتجول بين مقتنيات الممر وبث فيديوهات تعبر عن ارتياحهم لهذا المشروع الجمالي وحث الناس على أن يعملوا مثل هذا الممر بين أحياءهم وتقديم الدعم اللازم لهم من البلديات.

لم يكن لبيوت الديرة الأثرية التي تتهاوى واحداً تلوى الآخر بسبب الهجران والإهمال حظاً عند بعض المسؤولين الذين مروا على تلك البيوت المتهالكة وهم في طريقهم إلى ممر السعادة للحديث عنها وعن الممرات والأزقة التاريخية التي تحتاج إلى تطوير واهتمام من البلديات، وإبراز المنطقة القديمة للواجهة لتكون واجهة جمالية مع جمال ممر السعادة الذي طوره الشاب ”محمد عبد الغني“ بإمكانياته وجهوده الشخصية المتواضعة.

ختاماً وبعد فترة من الكبت خرج الشاب ”محمد عبدالغني“ بفيديو انتشرَ عبر وسائل التواصل، وهو يشكي وضعه المؤلم والحامل للهموم وضياع الجهد الذي أسس مشروع الممر، عله يجد من يمد له يد المساعدة لتطوير الممر بعد أن تخلى عنه عشاق الفلاشات المضيئة على وسائل التواصل.