آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

الفقير والغني

عبد الرزاق الكوي

اهتم الإسلام بجميع شؤون الإنسان العبادية والاجتماعية من أجل حياة كريمة وحقوق إنسانية مكفولة، ومن القضايا التي أولى لها الإسلام حيز واهتمام كبير مسألة الفقر وما يؤثر هذا الابتلاء على سعادة الفرد، فقد حارب الإسلام مشكلة الفقر وجاءت أحاديث شريفة من قبل الرسول ﷺ ومن بعده الإمام علي وجميع أهل البيت الذين كانوا شعلة إيمان وعمل من أجل ارساء قيم الإسلام ونيل الفرد كامل حقوقه المشروعة.

عمل الإسلام ان يكون الفرد مالك لقوت سنه كاملها حتى لا يحسب من الفقراء، في عصر تعيش فيه البشرية لا تجد قوت شهرها، وملايين منهم لا يجد قوت يومه، كل ذلك في ظل طبقات أخرى تستحوذ على خيرات هذاالعالم وبعض هذه الخيرات من قوت ومصادر دخل استولت عليه الشركات العابرة للقارات وفي جيوب لوبيات عالمية خارجه عن النطاق الإنساني نزعت الرحمة من القلوب واصبح الهم الأكبر لديهم جمع المزيد من الأموال ومعه مزيد من الفقراء في أرجاء العالم.

فالديانات السماوية جمعاء جاءت من أجل خير ورفاه وعيش كريم للإنسان، ووضع قيودا مشددة لتحد من التفاوت الظالم بين الفقراء والأغنياء الذين يمتلكون بطرق غير مشروعه خيرات العالم، ان توجد دول أنعم الله عليها من خيرات تكون ريعها لشركات عالمية لا تستفيد منها الشعوب في جميع قارات الارض الذي يعاني الفقر المدقع والعيش على دولار في اليوم، لا يجد ما يسد جوعه، وهذه أعظم المدلة والحياة المنغصة والقهر والمهانة، مما ولد مجتمعات تكثر فيها الجريمة والتخلف والانحرافات والمخدرات وغيرها من الأمور اللاأخلاقية.

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.

ففي المجتمعات الإسلامية لو فعلت الزكاة والخمس واقتنع الفرد ان هذه الخيرات سوف تذهب لمستحقيها وفعل مبذأ التكافل الاجتماعي اذا لم ينتهي الفقر فيرتفع عن مستوى الفقر المدقع وارتفعت الحالة المزريه الى طبقات أفضل.

لم يطرح الإسلام في تشريعاته ان يكون كل أفراد المجتمع متساويين في رؤوس الأموال والحالة الاقتصادية، يوجد تفاوت كلا حسب سعيه وتوفيقه وامتحانه بهذه الأموال، ان لا تكن هذه الأموال من مصادر غير مشروعة فالفساد سبب من أسباب الفقر، توزع الأرزاق ليكن الإمتحان والخروج من هذا الابتلاء بحسن العاقبة، ان يرعى أغنياء الأمة فقراءها بالقليل مما أنعمه الله تعالى عليهم من رزقه، ان يجد الفقير من يجود عليه بالقليل عندالفقير وعند الله عظيم.

فالفقر مشكلة عالمية قابله للحل او الحلحلة والتقليل من نسبتها وارتفاع المستوى المعيشي للفقراء.