آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 6:07 م

الوفاء

عبدالحكيم السنان

ماذا تعني كلمة وفاء؟

الوفاء هو إتمام الشيء على أكمل وجه، وقد ذُكرت هذه الكلمة في القرأن اكثر من خمس وثلاثين مرة ولكن بنفس المعنى تحدثت عن النذر والوفاء به وعن الصدق وعن العهد والميزان وكثير من التعاملات من بيع وشراء، كما تحدثت عنه فيما يخص الأصدقاء.

كما عبّر القرآن الكريم عنها بأنّها بحر الأخلاق، أي لا توجد صفة جميلة إلّا وكانت هذه الصفة أحد مكوّنات معانيها الجمالية في كل التعاملات وتظهر كمالات وتجليات هذه الصفة على مستوى تعاملنا مع بعضنا البعض.

فصفة الوفاء تجسّد خُلُق الإنسان المؤمن الورع، كما يمكن للإنسان ان يظفي بذاته على هذه الصفة كل معانيها الجمة.

دعونا ناخذ هذه الصفة ما إذا أضافت إلى شخصية الإمام علي ام هو الذي أكسب هذه الصفة جمالًا وتجسيدًا بكل معانيها التي ذكرها القرآن الكريم؟

لم يذكر ولم يتحدث التاريخ عن شخصية كشخصية الإمام علي في الوفاء، سواء طوال حياته مع الرسول الأعظم محمد ﷺ أو مع أهل بيته وأصحابه وحتى مع عموم الناس. شخصية جسّدت معنى الوفاء بكل معانيها الظاهرة والباطنة، لم ولن يذكر التاريخ عن وجود شخصية كشخصية الإمام علي ، إذ تعجز الأقلام وتحف المداد عن وصفه. كتب الكثير من المسلمين والمستشرقين عنه وإليكم بعضًا مما سطّروا.

أما الأستاذ واشنطن أيرفنج فقد قال عنه: إننا لا نعلق على خلق علي الشريف الكريم ذلك الخلق الذي يتجلى في جميع أدوار حياته، لقد كان أجدر رجال الإسلام السابقين الذين أشربوا روح الحمية الدينية من صحبة النبي، واقتدوا بأخلاقه الكريمة، وهوأول خليفة كان له شأن في العناية بالآداب والفنون، وقد نظم الشعر، وحفظ عنه كثير من الحكم والأمثال التي ترجمت إلى لغات عدة وكان نقش خاتمه الملك.

ونرى غوته الشاعر الالماني يصف الإمام علياً في كتابه «الشعر والحقيقة» بالمؤمن الأول بالرسالة السماوية إلى جانب السيدة خديجة زوجة الرسول محمد ﷺ، ويصف غوته ذلك الإيمان المبدئي من الإمام علي بأنه الانحياز الكلي والمطلق إلى رسالة محمد ﷺ.

ويقول «يان ريشار»: والحق إن المسلمين، سليمو النية، يتخذون من علي نموذجاً، كما لوأنه، حتى في القرن العشرين، لا يزال أمثل صورة للنظام الإسلامي السياسي.

ويذكر لنا في المجال السياسي السكرتير العام لكتلة نُوّاب الوسط في مجلس الشيوخ الفرنسي ومدرّس مادة «الإستراتيجيا» في جامعة السوربون الأستاذ «فرانسوا توال» وينقل عنه: لن يُفهم الاسلام على حقيقته من قبل الغرب ما لم يقرأ الغربُ الإسلام الحقيقي وينهل من نبعه الأساسي المتمثّل بفكر أهل بيت النبوّة.

اما الباحثة «آرمسترونغ» فقد ذكرت في كتابها «الإسلام في مرآة الغرب» أن الرسول الكريم ﷺ قد أعلن أن الإمام علياً هوالوصي والوالي على كل المسلمين منذ انبثاق الخيوط الأولى لفجر الرسالة الإسلامية وذلك في ما يعرف تاريخياً ببيعة الدار حيث عرض الرسول الكريم ﷺ دعوته الجديدة على المدعوين قائلاً: أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟، ولما ساد الصمت المربك، وقف الإمام علي وقال بجرأةٍ وثبات وبإيمان كامل: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه.