آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

بس حابّ أعايدكم!

إني لأشعر بالسَّعادةِ وأنا أهنِّئكم من فيضِ القلبِ بهذا العيد، أسعدَ اللهُ أيَّامكم، فقد جاءَ عيدُ الحجّ، يومًا نخبئ فيه أثوابَ أحزاننا، ونرتدي أزياءَ المسرَّات، وكل يومٍ لا يَعصى العبدُ اللهَ فيه فهو يوم عيد. من ألطافِ الله أن جعلَ لنا في السَّنة أيَّامًا نستريح فيها الى نعمهِ وعطاياه، فإذا ما انقضى شهرُ رمضان كان أول يومٍ من شهرِ شوَّال عيدا. ثم العاشر من ذي الحجة، هو للمسلمينَ عيدا ولمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآله ذخرًا وشرفًا وكرامةً ومزيدا.

كنتُ أفكر عندما كتبتُ هذه الكلمات ماذا أطلب لكم من الله وأدعو، فلم أجد أفضلَ من العافية التي بها يطيبُ كلُّ شيء. أصارحكم، سنظلّ بين الرجاءِ والأمل أن تنتهي هذه الأزمة ويعود العيدُ كما كانَ وصلًا لما انقطع من الألفةِ والمحبَّة، وحتى ذلكَ الأوان ليس لنا إلا قبول اللَّحظة والسَّاعة واليوم في انتظارِ أن يأتي اللهُ بالفرجِ القريب. الله، كم حرمت هذه الأزمة متحابين من اللقاء، وحكمت عليهم بالبقاء حيث هم إلى أجلٍ غير معلوم! فكل الرَّجاء من الله أن يحلَّ العيدُ القادم بالجديد والسَّعيد من السَّاعات والأيَّام والسَّنوات والحريَّة من متاعبِ ومشاقّ هذه الضائقة الصحيَّة العالميَّة:

ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ

في يومِ العيد - أنا وأنتم - مطالبنا من اللهِ لا تحصى، وفي طليعتها أن يشافي كلَّ مريض ويردَّ كلَّ حاجّ وغائب ويغني كلَّ فقير، ويغفر لكلِّ من مات ويُصلح كلَّ أمرٍ فاسدٍ من أمورِ المسلمين، ويعمّ الأمنُ والسَّلامُ العالمَ كله. وأن نكون في العامِ القادم من الأحياء والأصحَّاء ثم نحجّ ونعتمر ونزور قبر نبيِّه ولا يخرجنا من دارِ الدّنيا إلا وهو راضٍ عنَّا، وكلها مطالب هو سبحانه عليها قادر.

وللحجَّاج والزوَّار: حجًّا مبرور وسعيًا مشكور وذنبًا مغفور وتجارةً لن تبور، اشكروا اللهَ على أن مكَّنكم من حج بيته في يسرٍ وعافية.

مستشار أعلى هندسة بترول