آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

التنوع ضرورة لتطور البيئات الأكاديمية

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

تبلغ نسبة الطلاب الأجانب في جامعة ”إكسفورد“ نحو 45 % من المجموع الكلي للطلاب الذين قدموا من 160 دولة وإقليماً.

”كامبريدج“ الصرح الأكاديمي العريق، الذي أنشئ العام 1209، يضم طلاباً من نحو 100 دولة، بما نسبته 25 % من الدارسين.

”جامعة كولومبيا“، تأتي رابعة في الترتيب من حيث عدد الطلاب الدوليين بين الجامعات الأميركية، ما نسبته 16 % في الفصل.

معهد ”ماساتشوستس للتكنولوجيا“ في الولايات المتحدة، إحدى أهم الأكاديميات المرموقة على مستوى العالم، والذي يختار طلابه بعناية كبيرة، يضم نحو 3331 طالباً دولياً. ووفق إحصاءات العام الدراسي 2019-2020، فإن 53 % من هؤلاء الطلاب الأجانب من ”آسيا“، فيما الأوروبيون يمثلون ما نسبته 23 %، والقادمون من الشرق الأوسط 6 %، والأفارقة 3 %، فيما بقية النسبة تتوزع بين مناطق ودول مختلفة.

أحد المواقع الإلكترونية المعنية بالحق الأكاديمي، تناولت موضوع التعدد العرقي والثقافي، وأثره في إثراء التعلم، مدونة أن ذلك ”يعني وجود الطلاب الدوليين في الحرم الجامعي تنوعًا أكبر في الخيارات ووجهات النظر والمعرفة لإضافتها إلى تنوع الفكر في الحرم الجامعي. نظرًا لأن الاقتصاد أصبح عالميًا في نطاقه، يصبح التفاعل مع الطلاب من جميع البلدان المختلفة جزءًا مهمًا من التعليم العالي“. وهو التعدد الذي حرص عليه ”معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا“، أحد الفضاءات العلمية التي تضم نخبة عالية التأهيل من الطلاب والأستاذة، كان من ضمنهم البرفيسور الراحل أحمد زويل، الذي حاز جائزة نوبل في ”الكيمياء“ العام 1999.

البيانات المنشورة حول ”معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا“، تفيد ب ”وجود ما مجموعه 681 طالبًا دوليًا في الحرم الجامعي، 83 منهم من الطلاب الجامعيين. هذا من إجمالي 2,233 طالبًا“، حيث توضح الإحصاءات أنه ”على مدى السنوات العديدة الماضية، نما إجمالي عدد الطلاب الدوليين في الحرم الجامعي بمعدل متوسط قدره 8,7 ٪“، كما ”تعد الصين أكبر مساهم في هذا النمو، حيث يقدر إجمالي طلابها ب202 طالب“.

في المعهد ذاته يشكل الطلاب الأجانب 30,5 % من الجسم الطلابي، من نحو 38 دولة، تأتي في مقدمتهم الصين والهند وكندا!

حتى الجامعات التي تعطي أولوية أكبر لطلاب الولاية التي تقع فيها، كون عائلاتهم جزءاً من دافعي الضرائب التي تمول هذه المؤسسات العلمية، فإن هذه الجهات لم تغلق أبوابها أمام القادمين من ولايات أخرى أو حتى من خارج الولايات المتحدة الأميركية.

”جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس“، تضم نحو 7018 طالباً دولياً، يمثلون 15,8 % من الجسم الطلابي.

ووفق الأرقام المتوافرة، فإنه ”على مدى السنوات العديدة الماضية، نما إجمالي عدد الطلاب الدوليين في الحرم الجامعي بمعدل 6,0 ٪“، أي أن الاتجاه السائد هو تعزيز حضور الطلاب الأجانب، وليس تحويل الجامعة إلى مكان مخصص لأبناء الولاية أو الطلاب الأميركيين وحسب!

”جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس“، وكي تحقق العدالة بين سكان الولاية والقادمين من ولايات أميركية أخرى، قامت بفرض رسوم إضافية على الطلاب من غير أبناء الولاية، وهو قرار إداري مفهوم ضمن منظومة ”الضرائب“ المتبعة في الولايات المتحدة، أي أن هنالك ما يبرره منطقياً.

نماذج كثيرة يمكن سردها لجامعات مرموقة حكومية وأهلية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، جعلت أبوابها مفتوحة حتى أمام طلاب دول منافسة لأميركا، مثل الصين التي يدرس طلابها في كليات ومعاهد ذات مستوى علمي رفيع، دون أن توصد واشنطن الأبواب أمام الطلبة القادمين من بكين.

تجارب ربما يمكن لـ ”وزارة التعليم“ في السعودية، الاستفادة منها، قبل أن توصد بعض الجامعات أبوابها أمام خريجين سعوديين، بحجة أنهم من محافظات أخرى، وهو السبب الذي آن الوقت لمراجعته وتعديله بشكل عملي، كي يمنح الجميع فرصتهم التي يستحقونها في التعليم.