آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

وداعا أسطورة كرة القدم «23»

عبد العظيم شلي

بعد أن حسم فريق اتلتيك بلباو بطولة الدوري بفارق نقطة واحدة عن فريق برشلونة، أصبحت عيناه مصوبة تجاه كأس الملك «كوبا ديل ري»، إنه حلم آخر يراوده، فرائصه جموح متوثبة بحماسة باسكية.

أما برشلونة بطل النسخة الماضية عازم وبقوة على شق طريقه للظفر بالكأس الغالية، لعله يعوض فقدانه «لليغا».

ثمة توضيح تعرفه الجماهير الرياضية، بأن مباريات الكأس تختلف عن مسيرة الدوري الطويلة والمرهقة والتي قوامها جمع النقاط تلو النقاط، بينما بطولة الكأس أقصر زمنا، وتعرف بخروج المغلوب ولا مجال للتعادل، أكسب وواصل المسير نحو البطولة.

فريقان شقا طريقهما بقوة وثبات، وأطاحا بجميع الفرق، ووصلا للمباراة الختامية لكأس ملك أسبانيا - 1984- إنهما «برشلونة واتلتيك بيلباو»، ها هما

يتقابلان مجددا، بعد مرور أسبوعين على آخر مواجهة جمعتهما في الدوري والتي كسبها برشلونة، نتيجة لم تسعف الكتلتان لانتزاع الدوري.

كرة تدور وتصريحات تتدحرج، حرب كلامية تشعلان المواجهة قبل موعدها، كل فريق يدعي أحقيته بإحراز الكأس وكل ينتسب وصلا بالنصر المحتم: بأن البطولة في جيبه، الاتلتيك يقول: سأرفع الكأس وسوف أؤكد للجميع زعامتي على الكرة الأسبانية، وبالمقابل يرد برشلونة: البطولة محسومة بين لاعبينا وأرجل مارادونا.

يا ترى من سيحسم المواجهة المرتقبة؟!

فكلما اقترب وقتها زاد لهيبها، تلاسن متبادل بين إدارة الناديين، وحالة حنق عند البرشلونيين على التكتيك، ومدربي الفريقين كل يتوعد الآخر عبر الصحف والقنوات الرياضية، مدرب الاتلتيك خافيير كليمنتي المنتشي بانتزاع بطولة الدوري، أطلق عبارات استفزازية من أجل تحطيم معنويات مارادونا حين وصفه بالغبي والمخصي وأشار إلى أنه لا يتمتع بأي صفات بشرية على الإطلاق!

أما عبارات مينوتي فكانت ضمن السياق الكروي.

اقتربت ساعة المباراة باشتعال الوطيس وغليان النفوس، والسؤال الحائر لمن الغلبة ستكون، هل يستطيع الفريق الباسكي من تحقيق حلم طال أمده بالجمع بين بطولتين في موسم واحد، وباسترجاع نصر تحقق له سنة 1951 م، هل يعيد أمجاد تلك الذكرى.

الآن جاء توقيت المواجهة الكبرى أمام المتحدي العتيد برشلونة المرصع بالنجوم.

فرقتان تلتقيان مجددا محملتان بتراشق كلامي وحنق متراكم جراء كسر رجل شوستر قبل عامين إلى كسر قدم مارادونا مؤخرا وتوقفه عن اللعب لمدة 3 أشهر، الأمر الذي أحدث إرباكا لفريق البرشا وكلفه غاليا بهدر النقاط على مدى شهور الغياب، مما صعب مهمته للمنافسة في الدوري، لقد حرموا من تواجد الفتى الذهبي طوال المباريات السابقة، والمتسبب بإبعاده القسري لاعب الاتلتيك الموصوف بالجزار.

مرة ثانية ماردونا وجها لوجه أمام من؟ أمام

‏Andoni Goikoetxea تحدي من نوع آخر، تحد ثان بعد تلك الحادثة الأليمة سيقابل فرقة العنف التي تفاخرا بالمتوحش وتعضده في وجه الخصوم، جمهور الروجيبلانكو يعدونه بطلا قوميا حامل لواء الباسكيين المناضلين من أجل الدفاع عن سمعة إقليمهم القابع في الحدود الشمالية والمتمتع بحكم ذاتي، شعب معتد بثقافته ومتمسك بهويته الباسكية حد النخاع، فارض لغته في كل شيء، ضاربا عرض الحائط اللغة القشتالية لعموم أسبانيا، تسري في عروقه فلسفة التضحية المتواترة من الأسلاف، ممزوجة بعقدة التفوق وعدم المهانة وتمجيد الذات. شعار إيماني مرفوع دوما، ضحِّ بما تراه مناسبا وبكل السبل من أجل رفعة الأمة الباسكية، بيد الأبناء دون الحاجة للغريب، ثقة طاغية في أنفسهم بنبذ الأجنبي من خارج الديار مهما كانت كفاءته ومزاياه.

مقولة يترجمها اتلتيك بلباو:

«استعن بالحجر والمشجعين، ولا تلجأ للاستيراد»، سياسة تسري في عروقه لا حاجة للتعاقدات الأجنبية في وجود المواهب الوطنية والدعم المحلي.

هل يتأتى لهم كل ما يعتقدون ويظنون

ذلك هو الجواب المنتظر!