آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

وجد فريق بحث من جامعة جونز هوبكنز آلية دماغية تقرن بين الأشياء تلقائيًا في أذهاننا

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم جيل روزين

8 يوليو 2021

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 213 لسنة 2021

Team finds brain mechanism that automatically links objects in our minds

Jill Rosen

July 8,2021


 

حدد باحثون جزء الدماغ الذي ”يربط“ بين الأشياء المتشابهة، مما من شأنه أن يؤدي إلى رؤى جديدة بشأن كيف يعالج الدماغ المعلومات خارج السياق

عندما يرى الناس فرشاة أسنان، أو سيارة أو شجرة - أي شيء بذاته - فإن أدمغتهم تقرنه تلقائيًا بأشياء أخرى تتقارن طبيعيًا معه، مما يسمح للناس ببناء اطار لمحيطهم وتحديد توقعاتهم لهذا المحيط.

باستخدام التعلم الآلي وتصوير الدماغ، قاس باحثون مدى ظاهرة ”الاقتران [التوارد الذهني] بين الأشياء «1»“ وحددوا منطقة الدماغ المعنية بهذه الظاهرة. نُشرت النتائج في مجلة نتشر كوميونيكاشينز Nature Communications «انظر 2».

”عندما نرى ثلاجة، نعتقد أننا ننظر فقط إلى ثلاجة من الثلاجات، ولكن في أذهاننا، فإننا نستدعي «نستحضر» أيضًا جميع الأشياء الأخرى في المطبخ التي نقرنها بالثلاجة“، كما قال المؤلف ميك بونر Mick Bonne، باحث في علم المعرفة «الإدراك» في جامعة جونز هوبكنز. ”هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أي باحث بتحديد هذه الظاهرة بشكل كمي والتعرف على منطقة الدماغ المعنية بها.“

في دراسة تتكون من جزأين، استخدم بونر والمؤلف المشارك راسل إبستين Russell Epstein، برفسور علم النفس في جامعة بنسلفانيا، قاعدة بيانات تضم آلاف الصور ذات المناظر الخلابة صُنفت «سُميت» فيها كل شيء. كانت هناك صور لمشاهد عوائل / بيوت، وحياة المدينة، والطبيعة - وكانت الصور لها مسميات لكل كوب وسيارة وشجرة، وما إلى ذلك. ولتحديد اقترانات حدوث «التوارد الذهني» بين الأشياء «1» بصورة كمية، أو وتيرة ظهور أشياء معينة مع أشياء آخرى، قام الباحثون بعمل نموذج إحصائي وخوارزمية تظهر احتمالية رؤية قلم لو رؤيت لوحة مفاتيح كومبيوتربة، أو رؤية قارب لو رؤيت غسالة صحون.

بعد تحديد هذه الاقترانات السياقية كميًا، حاول الباحثون بعد ذلك تحديد منطقة الدماغ التي تتعامل مع هذه الاقترانات [بين الأشياء].

أثناء مراقبة نشاط دماغ المشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، عرض الفريق عليهم صورًا لأجسام فردية وبحثوا عن دليل في منطقة في الدماغ قامت استجاباتها بتقفي معلومات هذا الاقتران بين هذه الأشياء. منطقة الدماغ التي تعرفوا عليها كانت في القشرة البصرية والتي عادةً ترتبط بمعالجة المشاهد المكانية.

”عندما تنظر إلى طائرة، فإن هذه المنطقة الدماغية توحي بسماء وغيوم وكل الأشياء الأخرى“ كما قال بونر. ”هذه المنطقة من الدماغ التي كان يعتقد منذ فترة طويلة أنها تعالج البيئة المكانية تقوم أيضًا بترميز المعلومات بشأن ما هي الأشياء التي تتوافق «تقترن ذهنيًا] معًا في المحيط.“

لقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة أن الناس أبطأ في التعرف على الأشياء خارج السياق. يعتقد الفريق أن هذه هي أول تجربة واسعة النطاق لتحديد الاقترانات بين الأشياء في البيئة البصرية «3» بالإضافة إلى كونها أول نظرة ثاقبة حول كيف يتم تمثيل هذا السياق المرئي / البصري في الدماغ [المترجم: لفهم وظيفة السياق المرئي، راجع 4].

”أثبتنا بطريقة دقيقة أن الدماغ يبدو في الواقع وكأنه يمثل هذه المعلومات الإحصائية الثرية“، كما قال بونر [لمعرفة أساليب تمثيل المعلومات الاحصائية، راجع 5].

مصادر من داخل وخارج النص

1 - ”ظاهرة الاقتران أو التصاحب في الحدوث co-occurrence علاقة بين ظاهرتين أو أكثر «أشياء أو أحداث» بحيث تنزع إلى الحدوث معًا. على سبيل المثال، يتصاحب حدوث الرعد مع البرق، وفي اللغة الإنجليزية عادةً ما يتصاحب وجود حرف Q مع حرف U. في حد ذات الظاهرة، لا يعني التصاحب في الحدوث علاقة سببية: لكي يتساوق التصاحب الكمي بين شيئين تصاحبًا طرديًا، يجب أن يكون تساوق كل من حدوثها وعدم حدوثهما منهجيًا“. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://dictionary.apa.org/co-occurrence

2 - https://www.nature.com/articles/s41467-021-24368-2

3 - ”البيئة البصرية visual environment: في المشاهد الطبيعية أو المبنية، مجموع المظاهر الخارجية «مثل الاجسام والأشياء» والظروف المحيطة «كالضوء» التي تحيط بالكائن الحي وتؤثر على سلوكه الموجه بصريًا.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://dictionary.apa.org/visual-environment

4 - ”وظيفة السياق المرئي «البصري» visual context: في السياق الكلي، يتلقى العقل كميات هائلة من المدخولات الحسية بشكل يومي، وتتطلب هذه الكميات مقدارًا غير واقعي من الموارد المعرفية لمعالجتها كلها. يفيد مفهوم التلقين السياقي أن الدماغ طور آليات معقدة تساعدنا على ترميز المعلومات البصرية الثابتة بشكل غير واعٍ بهدف توفير الموارد المعرفية. بالتالي يصبح التلقين السياقي مناسبًا لأنه يجسد هذه الخصائص الأساسية الثابتة للبيئة المرئية مثل معلومات المخططات المكانية الثابتة، أي المحيط الذي تراه والذي لا يتغير في المظهر والموقع مع مرور الوقت. كمثال يومي، تخيل موقفًا يبحث فيه الفرد عن سيارة في موقف سيارات. يمكن استعمال استراتيجيات بحث مختلفة بناءً على ما إن كان الشخص يبحث عن سيارة في سياق موقع كليّ «على سبيل المثال، البحث في الجانب الغربي من موقف السيارات» أو في سياق تكوين محلي «على سبيل المثال، البحث عن سيارة مصفوفة بين سيارتين صفراويتين». بالتالي يمكن توفير الموارد المعرفية بتركيز الانتباه على السياقات المحددة، أي كيف وأين يجب استخدامها. يستفيد التلقين السياقي من هذا الأمر عبر التعلم الضمني للمخططات المكانية الثابتة ويرسمها في تمثيلات الذاكرة التي تسرع البحث. يمكن أن تُعرَض تمثيلات الذاكرة كترابطات بين التكوينات المكانية «السياق» والمواقع الهدف. تعمل الحساسية تجاه هذه النظم الثابتة المقدمة في سياق مرئي visual contest على توجيه الانتباه البصري، والتعرف على الأشياء، والأفعال“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تأثير_التلقين_السياقي

5 - https://www.thoughtco.com/frequently-used-statistics-graphs-4158380

المصدر الرئيس

https://hub.jhu.edu/2021/07/09/how-the-mind-links-objects