آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:08 ص

على خطى الإمام الحسين (ع)

عبد الرزاق الكوي

إذا ذكر الإمام الحسين ذكر معه عظماء من الرجال وإذا ذكر هؤلاء الأصحاب، ذكر اتباع ومحبين وعشاق الحسين على امتداد التاريخ، حضر الأصحاب في كربلاء وسطروا الملاحم وكتبوا التاريخ وسجلوا أسماءهم في صفحة النور والشرف والإباء، والاتباع عشقوا إمامهم الحسين لم يحضروا كربلاء ولم يجتمعوا مع الإمام ولكن عشقوه وساروا على خطاه، منهم من لقي نحبه ولاء وثباتا على هذا الخط الإلهي، فكما مزقت الأجساد وقطعت الرؤوس في كربلاء، مزقت أجساد وقطعت رؤوس على مر التاريخ في هذا الارتباط الوثيق، مسيرة الشرف والارتقاء إلى معالي المجد مستمرة سالت دماء بريئة ذنبها ولاءها لأهل البيت «أع»، صبر الأصحاب في كربلاء واستمرت مسيرة الصبر لمحبي الإمام الحسين ، كان أصحاب الإمام الحسين أفضل الأصحاب ومحبيه والسائرون على خطاه المخلصين أفضل التابعين ولاء كتب الأصحاب والاتباع تاريخهم بأحرف من نور، فإذا كربلاء ضمت بين جنباتها في عام 60 للهجرة مجموعة صغيرة في عددها، كبيرة في عطاءها ومكانتها، فقد ضمت المعمورة ملايين الشهداء على درب الولاء، يجمعهم التقى وشهرتهم الإيمان الصادق وميزتهم الإخلاص.

قال الإمام الحسين : «ما رأيت أصحاب كأصحابي».

فكل شهيد ومبتلى والصابر والمحتسب على هذا البلاء على حب الإمام يقينا من الأصحاب والأنصار، لأنهم طينه طاهرة امتزجت بحب وعشق سيدهم فأنار الله تعالى قلوبهم وكتب لهم الفوز المبين بسلوكهم هذا الطريق وثباتهم عليه، جسد الأصحاب والاتباع معاني الولاء، قوم سجاياهم القرب الإلهي بعبادتهم وحسن سريرتهم واستئناسهم واستبشارهم بما هم فيه من نعمة.. إنها نعمة الارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى، طلب منهم الإمام في كربلاء أن يتفرقوا عنه لان القوم لا يريدون غيره فازدادوا ثباتا، وعمل الإرهاب أفعاله في الاتباع فازدادوا يقينا، «حب الحسين اجنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فقدموا أرواحهم قربان للدين وحماية الإسلام، قال الإمام : «تفرقوا في سواد الليل فإن القوم يطلبونه» فكانت كلماتهم بلسم من أرواح طاهرة التي بايعت الله تعالى أن تضحي دون الدين والإمام المعصوم، جرعوا أعداءهم ماضيا في كربلاء وعلى مر التاريخ مرارات الهزيمة والذل، رغم ما ارتكبت من مجازر يشيب لها الطفل الرضيع وتكاد السماء تنطبق على الأرض من هول وعظمة الجرائم، بهذا العطاء المستمر شهداء كربلاء والسائرون اليوم وكل يوم على خطى كربلاء الحسين ، أصبحت هذه البقعة المباركة قبلة الأحرار ومركز الكرامة، مجموعة زكية لم يركنوا لدنيا فانية ولا متع قصيرة، كانت خاتمتهم خير الخاتمة أن يكونوا السابقين واللاحقين بهم تحت أجنحة من نور بحضرة المصطفى ﷺ وأهل بيته ، كتب لهم أن يطهروا الأرض بفيض دمائهم وعطر أرواحهم، كانت المرأة تحث ابنها على الثبات والزوجة تحثه على النصرة، واليوم ترضع الأمهات أبنائها هذا الحب مع كل قطرة لبن وتعجن طينتهم حبا وذوبان في الحسين ، اثخنوا اعدائهم مدلة الدنيا وينتظرهم العذاب في الآخرة، تمثل الأصحاب والاتباع بقول العقيلة بطلة كربلاء «أن كان هذا يرضيك فخد حتى ترضى» قوم بهذا اليقين لا يمكن هزيمتهم، عرف الأصحاب والاتباع ان هذا طريق شهادة فسبقتهم قلوبهم لتعانق السماء وتستبشر بالخاتمة، عطاءه الأول لصاحب الرسالة القائل وهو الصادق الأمين «حسين مني وانا من حسين» تسلحوا بالإيمان فكانو أقوى من عدوهم المدجج بالسلاح.

لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا

يتهافتون على ذهاب الأنفس

قالوها بصدق وإخلاص وثبتوا على ذلك، لو قتلوا ثم أحيوا ثم قتلوا ألف مرة لن يتراجعوا لمعرفتهم أنهم على الحق وعدوهم على الباطل، كانت الأخلاقيات الناتجة عن الجينات مختلفة بين الفريقين، فئة من أصلاب طاهرة وأخرى من أصلاب خبيثة حاربت الرسول ﷺ واستمر عدائهم لأهل بيته ، فكانت فئة مباركة تحت لواء سيد شباب أهل الجنة، وآخرين اتبعوا الشيطان فكان عدوهم الله تعالى والرسول ﷺ.

قالها زهير مستبشرا متيقنا

اليوم نلقى جدك النبيا.... وحسنا والمرتضى عليا

وعلى مر التاريخ هناك كلمات عظيمة معبره عن الولاء والثبات من قبل اتباع ومحبي أهل البيت على مر العصور، كانوا من طراز فريد قل أن يجود الدهر بأمثالهم، بلغوا أعلى الدرجات من الكمال بعد أن امتحن الله قلوبهم، عاشوا لحظات من العشق الإلهي وكتب لهم البقاء الأبدي.

قال الإمام الحسين : «أما والله لقد بلوتهم، فما رأيت منهم الا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بلبن أمه».

فاز ونجى ونال حسن الخاتمة من تمسك بالحسين اللهم ارزقنا الولاء والشفاعة ونور قلوبنا المظلمة من فيض روحه الطاهرة.