تأثير مشاعر الأطفال وسلوكهم في التربية
2 يونيو 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 212 لسنة 2021
The impacts of children`s emotions and behavior on parenting
Jun 2,2021
على الرغم من أن كلًا من السمات الموروثة ومفاعيل بيئية التربية تؤثر في التفاعلات بين الوالدين «1» والطفل، لا يُعرف الكثير عن كيف يؤثر سلوك الطفل في التربية parenting «الوالدية»، وبالتالي في المخرجات السلوكية اللاحقة للطفل.
إليزابيث شيوارك Elizabeth Shewark، طالبة دكتوراه سابقة في علم النفس التنموي في جامعة ولاية بنسلفانيا وحاليًا زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة ولاية ميتشيغان، قامت بدراسة التلازم «التساوق» الجيني البيئي [المترجم: يبدو من السياق - ومن مصدر رقم 2 - أن المقصود هنا هي البيئة الأسرية] المثير للاهتمام، وهي العملية التي من خلالها تؤثر الخصائص الموروثة للأطفال، مثل مشاعرهم السلبية، في بيئات التربية.
الدراسة، التي نشرت في مجلة علم نفس وطب نفس الطفل The Journal of Child Psychology and Psychiatry «انظر 3» تعتبر جزءًا من أطروحة شيوارك، وهي الورقة الأولى من بين ثلاث أوراق مقررة للنشر.
قالت شيوارك: ”كنت مهتمةً بدراسة كيف ترتبط سمات الطفل الموروثة بمشاعر الطفل، وكيف ترتبط مشاعر الطفل المتأثرة بالوراثة أثناء الطفولة المبكرة بالتربية وفيما بعد بالمخرجات السلوكية للطفل لاحقًا“. الكثير من الأبحاث في سلوك الطفل والتربية تركز على العائلات التي تقوم بتربية أطفالها البيولوجيين [أي الطفل المولود لهذين الأبوين وليس الطفل المتبنى من قبلهما]. بيد أن كلًا من الوالدين والطفل يتشاركون في كل من الجينات وبيئات التربية، لذلك من الصعب فصل التأثيرات الجينية عن تأثيرات بيئية التربية ".
استخدم فريق البحث دراسة النمو والتطور المبكر Early Growth and Development Study «للتعريف بهذين المصطلحين، راجع 4»، وهي دراسة تبنِّي طولية longitudinal adoption، والتي شملت 561 طفلاً بالتبني من مجموعتي أتراب وشملت كذلك والديهم بالتبني ووالديهم بالولادة / البيولوجيين «2»، وتابعهم فريق البحث من مرحلة الطفولة إلى المراهقة المبكرة [المترجم: هذه المرحلة تمتد من عمر 11 سنة إلى 14 سنة، بحسب 5]. يساعد تصميم دراسة التبني في توضيح التأثيرات الجينية والبيئية لأن الوالدين بالتبني لا علاقة لهما جينيًا بالطفل ولكنهم يوفران البيئة التربوية له، في حين أن الوالدين البيولوجيين مرتبطان جينيًا بالطفل ولكنهما لا يوفران بيئة التربية له.
”كنت محظوظةً جدًا في الوصول إلى بيانات وراثية طولية مستنيرة «راجع 6 و7 للتعريف بهذا المصطلح». باستخدام هذه البيانات، تمكنا من تقييم دور بعض التأثيرات البيئية، مثل التربية والسمات الموروثة في تكيف الطفل مع أحداث الحياة child adjustmen، كما“ قالت شيوارك، التي أشرف على بحثها لمرحلة الدكتوراه كل من جينا نيدرهيسر Jenae Neiderhiser وكريستين بوس Kristin Buss اللذان اشتركا في تأسيس معهد بحوث العلوم الاجتماعية في جامعة ولاية بنسلفانيا.
قام فريق البحث بتقييم السمات الموروثة من خلال مزاج الوالدين البيولوجيين، وغضب الأطفال وحزنهم عند عمر 4 سنوات ونصف، وتلى ذلك تقييم مشاكل سلوك الطفل والكفاءة الاجتماعية «8» عند عمر 7 سنوات. بالإضافة إلى مشاعر الطفل وسلوكه، قام فريق البحث بفحص عدائية الوالدين بالتبني ودفئهم [الدفء الوالدي يتضمن دعم الوالدين للطفل وثنائهما عليه وإظهار المودة والسكينة له. بحسب 9].
ووجد الباحثون أن غضب الطفل عند بلوغه 4 سنوات ونصف يثير عدائية الوالدين بالتبني تجاهه في عمر 6 سنوات، والذي رُبط بعد ذلك بزيادة مشاكل الأطفال السلوكية في عمر 7 سنوات.
وجدنا أيضًا ارتباطات مختلفة مع الغضب والحزن. على سبيل المثال، وجدنا أن غضب الطفل مرتبط بتربية أكثر عدائية، وكان هذا جزئيًا بسبب سمات الطفل الموروثة. لقد فوجئنا عندما اكتشفنا أن غضب الأطفال وحزنهم لم يرتبطا بالتربية الدافئة في دراستنا، كما قالت شيوارك. "لقد ثبت أن التربية الدافئة «9» هامة لتكيف الطفل مع أحداث الحياة.
نتائج التلازم بين الوراثة والبيئة وبين التربية الدافئة لم تكن قاطعة، مما يشير إلى أن التأثيرات المثيرة قد تكون موجودة لتصرفات تربوية إيجابية محددة لا من الدفء الوالدي parental warmth الكلي ".
بحسب نيدرهيسر Neiderhiser تُظهر هذه الدراسة مدى أهمية مراعاة دور الطفل نفسه في نموه وتطوره «3».
”وجدنا في هذه الدراسة أن الأطفال يؤثرون في طريقة تربيتهم، على الرغم من أن الوالدين لايزالان يساعدان في تشكيل سلوك الطفل. بعبارة أخرى، الوالدان والطفل يؤثرون في تكيف الأخير «الطفل» مع أحداث الحياة كما“ قال نيدرهيسر.
هذه الدراسة هي الأولى في سلسلة من ثلاث أوراق ناتجة عن أطروحة الدكتوره. ”تركز الورقة التالية على كيف تؤثر سلوكيات الأطفال وسماته الموروثة في العلاقات بين المعلم والطفل، وبالتالي ربطها بتكيف الطفل مع أحداث الحياة“ كما قالت شوارك. ”بحث أطروحتي قد ألهمني في الحقيقة لمواصلة دراسة كيف تؤثر سمات الأطفال الموروثة وبيئتهم في المخرجات التنموية للأطفال. أقوم حاليًا بتوسيع هذا العمل البحثي ليشمل الأحياء السكانية“.
من بين الباحثين الآخرين في المشروع أماندا راموس، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة نورث كارولينا في مدينة تشابل هيل؛ تشانغ ليو، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة جورج واشنطن؛ جودي جانيبان، برفسورة علم النفس الإكلينيكي / التنموي في جامعة جورج واشنطن؛ جريجوري فوسكو، استاذ مشارك في التنمية البشرية والدراسات الأسرية في جامعة ولاية بنسلفانيا؛ دانيال شو، برفسور علم النفس في جامعة بيتسبرغ؛ ديفيد ريس، برفسور الطب النفسي السريري للأطفال في كلية الطب بجامعة ييل؛ ميساكي ناتسواكي، أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة كاليفورنيا في مدينة ريفرسايد؛ وليزلي ليف، المديرة المساعدة لمعهد علوم الوقاية وبرفسورة في كلية التربية بجامعة أوريغون.