آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

هذا ما حصدناه من عاشوراء، فماذا حصدتم؟

محمد يوسف آل مال الله *

ها قد انقضت أيّامُ عاشوراء الحسين بما فيها من بكاء ولطم وعزاء وحزن ويبقى الأثر خالدًا عبر الزمن بالأهداف التي رسمها الإمام الحسين ليتجدد كل عام وتعود دورة الإحياء من جديد. ففي كل عام يولد الكتّاب والشعراء والروائيون والخطباء والمحدّثون ليثروا الساحة الإسلامية بكل جديد من معين ملحمة الطف الخالدة.

واهِمٌ مَنْ يظن أو يعتقد أنّ تجديد عاشوراء كل عام هو تجديد للحزن والبكاء واللطم والعزاء فقط، بل هو تجديد للفكر والتوجيه وتصحيح بوصلة الحياة، ففي كل عام هناك مَنْ يتربص بنا الدوائر محاولًا أن يُميت فينا حميّتنا ويهدّ عزيمتنا ويكسر شوكتنا. ألا يعلم أنّ شعارنا ”هيهات منّا الذلة“؟

عاشوراء يحي فينا الضمائر ويبث فينا روح المبادرة والنضال ويزرع في أنفسنا القيم الربّانية والأخلاق المحمّدية لنكون شوكة في أعين الظالمين وسهامًا في صدور الطواغيت والمجرمين. عاشوراء الخلود والصمود والمقاومة لكل الأفكار البائسة والتوجهات البغيضة وتصحيح المفاهيم الفاسدة.

هذا هو عاشوراء وهذه هي غايتنا منه، فالمنبر الحسين مدرسة للقيم والأخلاق، تلك القيم التي تتشّكل منها شخصية المؤمن وكيان المجتمع الحر الأبي، الذي يرفض كل ما هو فاسد من أمور الدين والدنيا ويغرس نواة الخير والصلاح في دواخلنا.

نحن نلحظ وفي كل عام العدد الكبير من المتفوقين والمتفوقات في شتى مناحي الحياة من أبناء وبنات مجتمعنا الذي يقوم على قواعد صلبة من القيم الربّانية والأخلاق المحمدية والسلوكيات العلوية. فكلّما تجدد عاشوراء، تجدد فينا الحماس واشتع بداخلنا التنافس في العمل والتحصيل في العلم حتى نبقى أحرارًا في دنيانا، لا تلهنا المغريات ولا تصرفنا عن ديننا الماديّات ولا تستهوينا المنكرات.

ملحمة الطف ينبوع للشجاعة ومنارة للعزة والكرامة ومنهل للقيم الإنسانية والأخلاقية، فكل هذه الأمور وغيرها هو ما نجني خلال عاشوراء وفي المناسبات الدينية، فملحمة الطف ينبوع لا ينضب وقناة بث ليس لها نهاية. ففي كل منبر جامعة وفي كل مجلس مدرسة.. هذا ما حصدناه، فماذا حصدتم؟