آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

قتلوا الإمام الحسين (ع) ثم بكوه!

عباس سالم

في اليوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية بكت ملائكة السماء وسكان الأرض، حيث أستشهد رجلاً عظيماً وسيداً من سادات الجنة ”الإمامالحسين “، إلا أننا نعده قرباناً من أجل سيادة القيم والمباديء في الحياة، وعنواناً شامخاً لمحبيه الذين لا يتغيرون مهما تعرضواللمصائب والمحن.

مع بداية كل عام هجري وتحديداً في شهر محرم الحرام تتغير حياة محبي آل بيت رسول الله ﷺ في كل العالم، فيعم السواد وتنتشرشعارات الحزن والأسى في كل مكان، ويكون تواجد الأمة الحسينية داخل الحسينيات والمساجد والساحات حاضراً بكل توجهاتها العقليةوالفكرية والعاطفية لتسمع من خطباء المنبر الحسيني تحليل أهداف ثورة الإمام الحسين» ع» في كربلاء الشهادة.

إن البعض من أهل الكوفة وأهل الشام قد غيروا خطهم الموالي للإمام الحسين عندما أغرتهم الأموال فانقلبوا عليه وحاربوه! وعندما بدأتمعركة كربلاء الخالدة، واستشهدا كل من كان مع الإمام الحسين وبقي وحيداً فريد لا ناصر له ولا معين، قال الإمام الحسين إن كاندين محمد ﷺ لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني فأتته السيوف والحجارة والنبال من كل صوب وقاتل الأعداء بكل شجاعة حتىاستشهد شامخا.

بكى عمر ابن سعد وهو قاتل الإمام الحسين عندما مر موكب السبايا تتقدمهم بطلت كربلاء ”الحوراء زينب “ وهم في العراء مقيدونضج القتلة كلهم بالبكاء، بكى السفاكون بكى القتلة الذين أوقعوا هذه المجازر بسيد شباب أهل الجنة، فهؤلاء المنافقون بكوا أنفسهم! إذاًالبكاء والعاطفة وحدها ليس ضماناً لإثبات أن صاحبها لا يقف موقفاً معادٍ لسبط رسول الله ﷺ وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ويقتله ويقتل أهداف ثورته التي هي أهداف جده رسول الله وأهداف كل نبي مرسل.

هناك خطر كبير في أن يمنى الكثير منا بالمحنة نفسها، إذ ينبغي على الناس في المآتم الحسينية أن تكون عقولهم حاضرة فيها تتغذى بفكرومبادئ ثورة الإمام الحسين ، وليس الأجساد التي ذهبت عقولها بعيداً عن تلك المبادئ التي تحثنا على أن نغير في سلوكنا بتعاملنا معبعضنا البعض، وأن نتخذ موقفاً أكبر من التعقل والتدبر في أهداف ثورة الإمام الحسين لكي لا نساهم أو نمارس قتل أهداف ثورته.

ولكي لا نكون ممن ساهم قتل أهداف نهضة الحسين ، علينا أن نحاسب أنفسنا ونعيد تقيمها، وأن نحافظ على الصلاة التي وقف هووأصحابه محافظاً عليها أمام آلة الحرب المستعرة، وبالخصوص صلاة الصبح التي يتهاون الكثير منا بأدائها في وقتها، وأن نتأمل فيسلوكنا بالقضاء على الغيبة والنميمة وباقي الأمراض النفسية المجتمعية.

وفي الختام إن الإمام الحسين بثورته الشامخة قد رسم طريق الإنسانية، حيث استشهد دفاعاً عن الدين عطشاناً صابراً محتسباً ولميدل نفسه للقتلة! فتباً لمن خانك يا أبًا عبدالله وخذلك وخانَ أهداف ومبادئ ثورتك الباقية إلى يوم القيامة.