آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 1:31 ص

أفغانستان.. بين الشرق والغرب

عبد الرزاق الكوي

كان قدر الشعب الأفغاني المسلم أن يكون موضع قدم لنهاية الحرب الباردة بين القطبين المتنافسين على مقاليد النفوذ في العالم، فكان التدخل العسكري من الشيوعي المسمى بالقطب من أجل حماية الحليف في أفغانستان فكان التدخل الشيوعي عام 1980، حيث كان هذا التدخل المسمار الأخير في النعش الشيوعي وانهياره وتفكك الاتحاد السوفيتي، فكانت الفرصة المنتظره للقطب الغربي الرأسمالي للانتقام من المعسكر المنافس له فكانت دولة أفغانستان هي الضحية تحت رحمة استخبارات عالمية لم ترحم ضعف وفقر وقلة حيلة هذا الشعب، استغل الوضع بما يحتويه من اعراق وإثنيات ولعبت على هذا الواقع وهذا هو ديدنهم ان يجدوا مثل هذه الساحة ويخلقوا جو من الفوضى وزرع الاختلافات بين أبناء البلد الواحد، كل مخابرات تغذي مجموعة وتدعمها بالمال والسلاح، فأصبحت هذه الدولة وشعبها رهينة ومحط تجارب لسياسات وكذلك ساحة حرب تجرب فيه شتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، وفتحت السجون السرية والقيام بشتى التجارب النفسية والمخابراتية في غياب تام عن المواثيق الدولية والمؤسسات الإنسانية، قدم الشعب الأفغاني خيرة أبناءه في حرب عبثية دمرت فيها البنية التحتية المتردية أصلا، فلا القطب الشرقي رحم ولا القطب الغربي اشفق عليهم، مرت بين هذا وذاك في جحيم القتل بلا هوادة عاشت فيه البلاد عقود من الاحتلال الشرقي والغربي.

من أجل محاربة المد الشيوعي وتواجده على أرض أفغانستان عملت وسائل الإعلان العالمية بما تملك من إمكانيات مؤثرة انقلبت فيها تلك الوسائل إسلامية اكثر من المسلمين اصبح فيه المهتم بنصرة الشعب الأفغاني من براثن المد الشيوعي، فجندت ابناء المسلمين ليكونوا وقود لهذه الحرب من أنحاء العالم من أجل محاربة الشيوعية في فعل حق يراد به باطل فتسابق كثير من ابناء العالم الإسلامي للجهاد تحت رأية المخابرات الغربية ودعمها اللوجستي، فتدفقت التبرعات من كل حدب وصوب من اجل رفع راية الإسلام الذي انتهكت على أرض أفغانستان والمنقذ هو المخابرات الغربية، وتطورت الأمور الى تأسيس منظمات تحارب الوجود الشيوعي في تلك البلاد، فالأمر كله كان ليس من أجل عيون الشعب الأفغاني بل كان سلسلة لاهداف عالمية وانقلبت تلك الجماعات وبال ودمار للعالم اجمع بما تحمل من فكر تكفيري وارهابي قتل على الهوية واجرام لتمثيل له.

بعد احداث سبتمبر 2001 كان القرار الجائر بالتدخل في الشأن الداخلي واحتلال هذا البلد من قبل التحالف الغربي، بحجج مكافحة الإرهاب والمطالب بتسليم الإرهابين المسؤولين عن هجمات سبتمبر المشكوك في أمرها ومن وراءها، فكانت الشرارة الظالمة لدمار البلاد والعباد في هذه المنطقة، استمر هذا الاحتلال ما يقارب عشرين عاما بين مد وجزر كان الخاسر الأول هو الشعب الأفغاني فالآمر الناهي هي مخابرات تقود هذا البلد مع وجود حاكم عسكري في هذه الحقبة المظلمة اعمال اجرامية تصنف بجرائم حرب قصفت تجمعات مدنية كالأعراس والأسواق والمدارس وأماكن العزاء والعبادة غض العالم الطرف عنها، اذا كان خصمك القاضي من تقاضي.