آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

مغالطة الحجة المحكمة بالتواجد في مكان آخر

عدنان أحمد الحاجي *

7 يوليو 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 234 لسنة 2021

Faulty Memories of Our Past Whereabouts: The Fallacy of an Airtight Alibi

July 7,2021


 

أين كنت في هذا الوقت من الأسبوعالماضي؟ وماذا عن الاسبوعين الماضيين؟ أوالشهر الماضي؟ تذكُّر أين كنت في وقتمعين في تاريخ معين قد يبدو بمثابة مهمةبسيطة، لكن دراسة جديدة كشفت أنذاكرتنا عن أين كنا في الماضي غالبًا ماتكون غير مضبوطة.

عندما يُتهم شخص بالقيام بنشاط إجرامي، فإن أحد أهم الأسئلة التي يسألونها إياه هو ما إذا كان لديه حجة «دليل» بعدم التواجد في مسرح الجريمة حينها. ومع ذلك، فإن محاولة استرجاع شريط ذكريات الأحداث الماضية في أذهاننا لا تشبه إعادة تشغيل تسجيل «شريط» فيديو.

ذكريات الأماكن والتواريخ والمرافقين يمكن أن تصبح مشوشة بمرور الزمن. إذا كانت ذكريات المشتبه به لا تنسجم مع أحداث الجريمة الموثقة، فحجة عدم التواجد في مسرح الجريمة التي كانت ملفقة حينها يمكن أن تتقوض وقد تعتبر دليل إدانة.

لوضع تذكُّر الأشخاص لأماكن تواجدهم السابقة على المحك، قام فريق من الباحثين بتتبع أماكن 51 متطوعًا لمدة شهر كامل ووجدوا أن ذاكرتهم كانت خاطئة بنسبة 36٪ تقريبًا من الأوقات.

”هذه الدراسة هي الأولى لفحص تذكُّر مكان وقوع الحدث،“ كما قال سيمون ج. دينيس Simon J. Dennis، مدير مركز البيانات البشرية المركبة في كلية العلوم النفسية بجامعة ملبورن والمؤلف الرئيس للدراسة، التي نُشرت في دورية العلوم النفسية Psychological Science «انظر[1] ». ”لقد تمكنا من استخدام أساليب أخذ عينات التجربة للتحقق الفعلي من تذكُّر الأشخاص وتحليل ما يؤثر في خطأ الذاكرة «2» في حياتهم اليومية.“

في هذه الدراسة، تطبيق على هواتف المشاركين الذكية يسجل بشكل مستمر «وآمن» أماكن تواجدهم وما يحيط بتلك الأماكن عبر نظام تحديد المواقع العالمي «GPS». ويسجل التطبيق أيضًا أصوات البيئة المحيطة كل 10 دقائق. للمشاركين أيضًا حرية اختيار إيقاف التطبيق أو حذف الأحداث المسجلة - وهي آلية مصممة لحماية خصوصية المشاركين.

في نهاية الشهر، خضع المشاركون لاختبار الذاكرة والتي أعطوا خلاله وقتًا وتاريخًا معينين ثم طُلب منهم اختيار واحدة من أربع علامات على خرائط قوقل Google تبين المكان الذي كانوا فيه في تلك اللحظة.

كشفت النتائج أن المشاركين كانوا يخلطون بين أيام الأسبوع [المترجم: آي لا يعلمون أي يوم هم فيه]. كما أنهم غالبًا ما يخلطون بين الأسابيع بشكل عام وبين ساعات اليوم [أي لا يعلمون أي ساعة، من اليوم هم فيها]. كان لدى المشاركين أسوأ عملية تذكُّر عندما تتشابك ذكريات حدث ما مع ذكريات حدث مماثل آخر، مثلًا، لا يتذكر أي محطة من سلسلة محطات الوقود [تمتلكها نفس الشركة] عبأ منها سيارته بالغازولين.

إضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الناس يخلطون بين الأماكن التي زاروها في نفس الأوقات أو الأماكن، كحانات متعددة زاروها في إحدى الأمسيات. ارتكب الناس أيضًا أخطاء - على الرغم من أن ذلك أقل تواترًا - عندما تضمنت تلك الأحداث نفس الأصوات أو أنماط حركات، مثلًا، حينما كانوا يمشون في أنحاء المدينة في أيام مختلفة وهم يستمعون إلى موسيقاهم المفضلة.

قال دينيس: ”هذا له تبعات على اختلاق الذرائع [بعدم الوجود في مسرح الجريمة]، بحيث يفترض المحلفون أن المشتبه به المخطئ [في تذكره لأماكن الاحداث وأوقاتها] أنه يكذب“. ”هذه النتائج يمكن أن تنبه المحققين بخصوص الأسئلة التي يجب عليهم طرحها حتى يتمكنوا من اكتشاف أخطاء الذاكرة[2]  التي يحتمل أن يرتكبها المشتبه به.“

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://journals.sagepub.com/doi/10,1177/0956797620980752

[2] - الفجوات والأخطاء في الذاكرة تشير إلى التذكر غير الصحيح أو فقد الكامل للمعلومات الموجودة في جهاز الذاكرة بخصوص تفاصيل معينة و/ أو حدث معين. أخطاء الذاكرة قد تتضمن تذكر أحداث لم تحدث مطلقًا، أو تذكرها بشكل مختلف عن الطريقة التي حدثت بها بالفعل. يمكن أن تحدث هذه الأخطاء أو الفجوات في الذاكرة نتيجة عدد من الأسباب المختلفة، بما في ذلك الارتباط العاطفي بالموضوع وبالتوقعات وبالتغيرات في المحيط. نظرًا لطول الفاصل الزمني بين وقوع الحدث وتذكره، فهناك ارتفاع في كل من المقدار المنسي منه واحتمال حدوث خطأ في الذاكرة. " ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Memory_error

المصدر الرئيس

https://www.psychologicalscience.org/news/releases/2021-july-memories-whereabouts-alibi.html