آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة

صالح مكي المرهون

لو تتبعنا تأثير الإنسان على الواقع الاجتماعي لوجدنا أنه يؤثر من عدة أفعال يقوم بها الإنسان عموما كإنسان ولكن أهمها الكلام، فبهذا الكلام تجتمع الآراء أو تختلف، تثار الفتن أو تحل، وتشن الحروب وتدرس عقائد أو أديان بكلمات خبيثة يمكن أن تحطم إنسان إلى نهاية عمره، أو بكلمات طيبة يمكن أن تفتح له خير الدنيا والآخرة، وهكذا دور الكلام دور مهم جدا للغاية، ولأهمية الكلام جاء النص المبارك القرآني ليشير إلى هذه الأهمية، قال الله تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ.

والكلمة الطيبة هي الكلمة أو القول الذي يراد به الطيب والواقع للمجتمع والواقع الذي يراد به الإصلاح للفرد والمجتمع، والكلمة التي فيها خبث هي الكلمة التي تطرح الأفكار أو المعلومات أو الأوامر بخبث ووجه الخبث هنا أن الكلام ظاهره مصلحة.

للواقع حسب ما يقال من قبل الخبيث، ولكن الواقع غير ذلك، فالغاية نابعة من الأنانية والمصلحة الشخصية الدنيوية للشخص الخبيث الذي ألقى الكلمة، إذن هذا المفهوم حقق معنى الخبث والخباثة.

فهنا النص وضح تأثير الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة على الفرد والمجتمع، وهذا التأثير تفاعلي مفتوح في كل الاتجاهات، وعن الإمام علي بن الحسين زين العابدين قال «القول الحسن يثري المال وينمي الرزق وينسئ في الأجل، ويحبب إلى الأهل ويدخل الجنة».

وعن الرسول الأكرم محمد ﷺ قال «والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير» أي الكلمة الطيبة والقول الحسن، إذن الكلام الطيب هنا حسب ما فهمناه سلوك صحيح ومطلوب ويجب التعامل به.

والكلام السيئ الخبيث حسب ما فهمناه أيضا هو سلوك غير صحيح مرفوض من قبل الله والإسلام، ومن نعم الله على الإنسان أن زوده بنعمة الكلام، وبإمكانية التحكم في صوته ارتفاعا ونزولا، ومادامت هذه إمكانيته فلابد أن يكون لها غاية صحيحة، فرفع الصوت له غاية صحيحة، وطبيعة الصوت وهدوءه كذلك له غاية صحيحة، وإلا لما خلقه الله وجعل هذه الإمكانية، وهذه الإمكانية اختار القرآن منها في آية من آياته العظيمة في سورة لقمان «19» النصيحة بعدم رفع الصوت، ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ.

ومادام هذا الإرشاد رباني فأنه بالضروري يدل على الصحيح من السلوك، اللهم ارزقنا الكلمة الطيبة وهدوء الصوت وأبعدنا عن الكلمة الخبيثة ورفع الصوت.

إن الله ولي التوفيق،،