آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

«4» تناقضات تجاه المرأة في الفكر النسوي

الدكتور جاسم المطوع *

هناك مسائل كثيرة متناقضة في الفكر النسوي تجاه المرأة ولكننا اخترنا منها أربعة مسائل نناقشها بهذا المقال، المسألة الأولى أن الفكر النسوي يهاجمون بقوة المرأة التي ترتكب الفاحشة بمقابل مادي يعنى من خلال عمل الدعارة ويرفضون هذا المبدأ تماما ويحاربونه، وبالمقابل يدافعون عن المرأة التي ترتكب الفاحشة برضاها من باب الحرية الشخصية حتى لو كانت تمارس الزنا مع أكثر من شخص، وكأن الموضوع متعلق بالجانب المادي فقط وليس له علاقة بالأخلاق والمبادئ، فهذا تناقض غريب ومنطق معوج

والمسألة الثانية فهم يقولون كيف يكافأ الإسلام الرجل المغتصب «الزاني» فيسمح له بالزواج ممن اغتصبها لتغطية جريمته والستر على المرأة، وتسقط عنه العقوبة بمجرد الزواج ممن أغتصبها، ثم لو أراد أن يطلقها فيتركها ذليلة مهينة، ونقول للنسويين أنتم تخلطون ما بين معرفتكم بقوانين الدول العربية وبين تعاليم الإسلام، ففي الإسلام المغتصب ينال عقابه سواء تزوج المغتصبة أم لا، أما قوانين بعض الدول العربية التي تسقط العقوبة بمجرد الزواج فهذه قوانين ليست نابعة من الإسلام، ثم أن الإسلام لا يسمح أصلا بتزويج امرأة دون رضاها

وهناك معلومة مهمة لا أظن النسويون سمعوا بها، وهي أن المغتصب في الإسلام عليه أن يدفع مهر المثل لمن اغتصبها سواء تزوجها أم لا، بمعنى يدفع مهر مثل الفتيات الاتي تزوجن بعمرها، والمعلومة الأخرى أنه على المغتصب أن يدفع ما يسمى «إرش البكارة» إن كانت المعتدى عليها بكرا، والإرش هو ضمان مالي مقابل ما قام به من اعتداء على بكارتها وهذا يقرره القضاء والخبراء،

أما المسألة الثالثة فهم يشجعون فكرة «الأم العازبة» وهي المرأة التي تنجب طفلا من غير زواج سواء كان الطفل من خلال الإخصاب الصناعي أو إقامة علاقة غير شرعية مع رجل، فهم في هذه الحالة يشجعون لأنانية المرأة، ويشجعون أن ينشأ مجتمع فيه أطفال لا يعرفون آبائهم، ويشجعون تحقيق شهوات النفس ولو على حساب ظلم الآخرين، فقد يرفض الطفل أمه بسبب عهرها وأنانيتها عندما يكبر ويفهم ما فعلته من جريمة في حقه وأنها تخلت أن يكون للطفل أب فينشأ في أسرة مستقرة وصحية، فمن أجل حقوق المرأة ضيعوا حقوق الطفل

أما المسألة الرابعة فهم يقولون أن «شرف المرأة برأسها وليس جسدها» وفاتهم أن شرف المرأة نابع من سلوكها، وسلوكها نابع من إرادتها وتفكيرها، وبالتالي شرفها برأسها صحيح لأن الرأس مصدر القرار والتفكير، فالمرأة التي تبذل جسدها رخيصا من غير زواج هي غير شريفة ليس لأن جسدها تلوث وإنما لأنها قررت أن تتلوث، والدليل أن المرأة المغتصبة شريفة، والمرأة المجنونة لا تحاسب على ما تفعله بجسدها وهي شريفة، فلو كان الشرف بالجسد لوجب إقامة الحد والعقوبة على المغتصبة والمجنونة، فكلمة الشرف بالرأس كلمة حق يراد منها باطل، فهذا كلام سخيف مثل من يقول أن المهم أن الأمانة بالراس ولو سرق الإنسان فهو أمين

كما أن الشرف والعرض ليس مقصورا على المرأة فقط، بل هو للمرأة والرجل ومن يعرف تعريفهما يعرف المقصود، فالعرض: موضع المدح والذمِّ من الإنسان سواء فى نفسه أوسلفه، والشرف: هو الحسب بالآباء، ويقال رجل شريف أى له آباء متقدمون فى الشرف، ولهذا فإن الإسلام للحفاظ على العرض والشرف حرم الزنا، وحرم التجسس على البيوت، وأمر بالإستئذان عند الدخول، وحرم فعل قوم لوط وهذا الفعل المنكر ليس فيه امرأة وهو مرتبط بالشرف والعرض، وحرم القذف وجعله من أكبر الكبائر، فموضوع العرض والشرف ليس فقط متعلق بجسد المرأة كما يفهمه النسويون.