آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 1:42 ص

هل تتحكم الوراثيات فيمن يكون أصدقاءنا؟

عدنان أحمد الحاجي *

31 أغسطس 2021

فانيسا مكمينز

المترجم: عدنان أحمد الحاحي

المقال رقم 250 لسنة 2021

Do Genetics Control Who Our Friends Are? It Seems So with Mice

August 31,2021

Vanessa McMains


 

تفيد دراسة جديدة لكلية الطب في جامعة ميرلاند إلى أن التفضيل الاجتماعي «1-6» المحدد مسبقًا قد يكون له آثار في التفاعلات التي تتراوح من انسجام في العلاقة إلى معرفة الأمراض المقترنة بالتجنب الاجتماعي الاجتماعي social avoidance.

هل قابلت يومًا شخصًا أحببته مباشرة، أو في أوقات أخرى، قابلت آحر تعرفه ووجدت نفسك تلقائيًا أنك لم ترد أن تكوِّن صداقةً معه، رغم أنك لا تعرف السبب؟

قام المؤلف الشهير مالكولم غلادويل Malcolm Gladwell باختبار هذه الظاهرة في كتابه الأكثر مبيعًا بلنك، Blink «أو كتاب لمح البصر»: فن صناعة القرارات الفورية «أو قوة التفكير بلا تفكير، 7» لـ مالكولم غلادويل. في كتابه ذكر أن جزءًا من الدماغ ”غير الواعي“ يمكّننا من معالجة المعلومات مباشرةً «تلقائيًا»، على سبيل المثال، عند مقابلة شخص ما لأول مرة، أو إجراء مقابلة مع شخص ما للحصول على وظيفة أو اتخاذ قرار سريع تحت الضغط.

الآن، تشير دراسة جديدة من كلية الطب بجامعة ميريلاند «UMSOM» إلى أنه قد يكون هناك أساس بيولوجي وراء تفاعل الانسجامي المباشر «التلقائي» هذا. أثبت فريق من الباحثين أن الاختلافات في إنزيم وُجد في جزء من الدماغ ينظم المزاج والدافع يبدو أنه يتحكم في أي الفئران تريد التفاعل اجتماعيًا مع فئران أخرى - حيث تفضل الفئران المتشابهة جينيًا التفاعل مع بعضها البعض.

يقول باحثو UMSOM، بقيادة ميشى كيلي Michy Kelly، أستاذة مشاركة في علم التشريح والبيولوجيا العصبية، إن النتائج التي توصلوا إليها قد تفيد بأن عوامل متشابهة يمكن أن تسهم في الخيارات «التفضيلات» الاجتماعية التي يتخذها الناس. معرفة هذه العوامل التي تدفع بهذه التفضيلات الاجتماعية قد تساعدنا على التعرف بشكل أفضل على تمييز ما هو غير متوقع «حين تنحرف الأمور عن مسارها» في الأمراض المقترنة بالانسحاب الاجتماعي، كالفصام أو التوحد، بحيث يمكن تطوير علاجات أفضل لها.

نُشرت الدراسة في 28 يوليو في مجلة الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry، إحدى منشورات نتشر Nature «انظر 8».

”نظن أن هذه هي فقط العلامة الحيوية biomarker الأولى من بين العديد من العلامات الحيوية للانسجام في الدماغ الذي قد يتحكم في التفضيلات الاجتماعية“. ”تخيلْ إمكانيات المعرفة الحقيقية للعوامل الكامنة وراء الانسجام البشري. يمكنك مطابقة العلاقات بشكل أفضل لتقليل معدلات الكرب «وجع القلب» ومعدلات الطلاق، أو جعل الانسجام بين المرضى والأطباء أفضل لتحسين جودة الرعاية الصحية، حيث أثبتت الدراسات أن الانسجام يمكن أن يحسن من المخرجات الصحية“.

سلسلة من الأحداث والظروف غير المتوقعة على مر السنين في نهاية المطاف تُوجت في هذا المشروع البحثي، وفقًا للدكتورة كيلي.

أثناء عملها في شركة أدوية، طلبت مجموعة من باحثي العظام من الدكتورة كيلي أن تصف سلوك أحد الفئران المعدّل وراثيًا المفقود منه بروتين PDE11. لاحظت أن هذه الفئران الفاقدة لبروتين PDE11 انسحبت اجتماعيًا، لذلك عرفت أن بروتين PDE11 لا بد أن يكون موجودًا في الدماغ. تذكرت كيلي دراسة استخدمت نموذج فأر لفصام الشخصية، حيث قام الباحثون بإتلاف الحصين في دماغ هذا الفأر مما أدى إلى سلوك معادٍ للمجتمع. ثم درست هذا الجزء من الدماغ في الفئران السليمة ووجدت أين كان يختبئ بروتين PDE11 هذا.


 

بروتين PDE11 «باللون الأخضر» في أدمغة سلالتين مختلفتين من الفئران. في إحدى السلالات بروتين PDE11 منتشر والأخرى مجتمع. المصدر: ميشي كيلي

لاحقًا، بصفتها عضوةً في هيئة التدريس بجامعة ساوث كارولينا، واصلت دراسة السلوك الاجتماعي للفئران المعدلة جينيًا من حيث ردود أفعالها الاجتماعية تجاه الرائحة. في المختبر، أخذ الباحثون خرزًا خشبيًا فُرك بالكامل بفيرومونات نافذة الرائحة ومتطايرة في الهواء من واحدة من مجموعتي فئران، ووضعوها في حاوية مع مجموعة ثانية من الفئران. عادةً ما يقضي الفأر الذي قُدِّم له خرزة من فأر صديق مألوف لديه وأخرى من فأر غريب عنه جديد فأنه سيقضي وقتًا أطول في التحقق من الخرزة المفروكة برائحة الفأر الغريب.

عندما نظر الباحثون في تفضيلات الفئران الفاقدة لبروتين PDE11، فضلت رائحة الفأر الغريب بعد ساعة أو أسبوع واحد من مقابلة صديقها، ولكن بعد يوم واحد من اللقاء - وللذي يعتبر ذاكرة حديثة وطويلة أمد لفأر - بدت ذاكرتها الاجتماعية مشوشة، ولم يميزوا بين الصديق والغريب. بالنسبة للباحثين، كان هذا يعني أن الذاكرة الاجتماعية قصيرة الأمد وطويلة الأمد للفئران تعمل بشكل جيد، ولكن كانت هناك مشكلة في ترميز المعلومات في الذاكرة الحديثة طويلة الأمد - الوقت بين الذاكرة القصيرة والطويلة المدى.

بإعطائها مزيدًا من الوقت، فأن من شأنها أن تستعيد تلك الذاكرة في نهاية المطاف.

لاحظ طالب يعمل في المختبر لاحظ بشكل عفوي أن الأطفال المشخصين بالتوحد يفضلون التفاعل مع آخرين مشخصين بالتوحد. لذلك، قررت الدكتورة كيلي أنه يجب عليها إجراء اختبار لمعرفة ما إذا كان لدى الفئران الفاقدة لبروتين PDE11 والفئران العادية تفضيل لما يتفاعل معها من الفئران الأخري. وجد الباحثون أن فاقدة بروتين PDE11 تفضل التواجد حول الفئران فاقدة البروتين PDE11 الأخرى على الفئران العادية، بينما فضلت الفئران العادية أيضًا نوعها الجيني من الفئران الأخرى. هذا الاكتشاف بقي صحيحًا حتى عندما اختبر الباحثون سلالات فئران مخبرية أخرى. عندما اختبروا متحورًا جينيًا آخر لبروتين PDE11 مع تغيير واحد في رمز الحمض النووي، فضلت الفئران التي لديها هذا الاختلاف الجيني الفئران الأخرى التي لها نفس المتحور على أي نوع آخر من الفئران.

لذا، ما هو الشيء الذي تحس به الفئران والذي يحدد تفضيلاتها لأصدقائها؟ ”سألت الدكتورة كيلي.“ تخلصنا من الرائحة وحركات الجسم كعوامل مساهمة [في الانسجام أو عدمه]، ولكن لا يزال لدينا بعض الأفكار الأخرى لاختبارها. "

ما فعله هذا الفريق هو وضع نموذج يمكن للباحثين من خلاله التعرف على الأسس الاجتماعية الكامنة وراء الصداقة في النماذج الحيوانية، ”قال إي ألبرت ريس، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية في جامعة ميرلاند في بالتيمور. وأستاذ متميز وعميد كلية الطب بجامعة ميريلاند.“ هذا الاكتشاف المهم للغاية هو مجرد بداية، ولكن نأمل أن يؤدي إلى طرق جديدة ومثيرة للعلاجات البيولوجية أو الاجتماعية لأمراض مثل الفصام أو والتنكس المعرفي المتعلق بالشيخوخة حيث يمكن للتجنب الاجتماعي الشديد والعزلة أن يقلل من جودة حياة الفرد. "

ڤيديو: 

مصادر من داخل وخارج النص

1 - التفضيلات الاجتماعية تصف نزعة الإنسان ليس فقط للاهتمام بالمردود المادي الخاص به، ولكن أيضًا بمردود المجموعة المرجعية و/ أو الغاية التي تؤدي إلى العائد. تُدرس التفضيلات الاجتماعية على نطاق واسع في علم الاقتصاد السلوكي والتجريبي وعلم النفس الاجتماعي. أنواع التفضيلات الاجتماعية تشمل الإيثار والإنصاف والمعاملة بالمثل «2» والنفور من عدم المساواة. يفترض حقل علم الاقتصاد «3» في الأصل أن البشر فاعلون اقتصاديون عقلانيون «4»، وعندما أصبح من الواضح أنهم ليسوا كذلك، بدأ حقل علم الاقتصاد يتغير. بحوث التفضيلات الاجتماعية في الاقتصاد بدأ بالتجارب المخبرية في عام 1980، حيث وجد الاقتصاديون التجريبيون أن سلوك الأشخاص ينحرف بشكل ممنهج عن سلوك المصلحة الذاتية في الألعاب الاقتصادية مثل لعبة الإنذار «5» ولعبة الديكتاتور «6». ألهمت هذه النتائج التجريبية بعد ذلك نماذج اقتصادية جديدة متنوعة لوصف إيثار الفاعل، والإنصاف، واهتمام المعاملة بالمثل بين عامي 1990 و2010. وفي الآونة الأخيرة، هناك أعداد متزايدة من التجارب الميدانية التي تدرس تشكيل التفضيل الاجتماعي وتطبيقاته في جميع أنحاء المجتمع. " ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Social_preferences

2 - https://ar.wikipedia.org/wiki/معاملة_بالمثل_ «علم_النفس_الاجتماع

3 - https://ar.wikipedia.org/wiki/اقتصاد_ «علم»

4 - https://ar.wikipedia.org/wiki/عقلانية_ «علم_نفس»

5 - https://ar.wikipedia.org/wiki/لعبة_إنذار

6 - https://ar.wikiqube.net/wiki/Dictator_game

7 - ”كتاب كتاب Blink لمالكولم غلادويل أو لمح البصر: فن صناعة القرارات الفورية «قوة التفكير بلا تفكير». صناعة القرارات بدون معلومات أجرى علماء في جامعة“ أيوا ”الأمريكية تجربة فريدة لاختبار قدرة الذهن البشري على إصدار قرارات فورية خاطفة، رغم غياب المعلومات الكافية. طلب العلماء إلى المشاركين في التجربة إصدار تخمينات فورية بصدد أوراق ورق لعب الكوتشينة دون أن يروا سوى ظهر كل ورقة. وجد العلماء أنه وبعد فترة من ممارسة المشاركين لعملية التخمين تلك، تحسنت قدراتهم التخمينية بشكل ملحوظ، بحيث تمكن أغلبهم من تخمين الأوراق بطريقة صحيحة تدعو للدهشة. توصل العلماء بعد هذه التجربة إلى استنتاج أن الذهن البشري قادر على صناعة قرارات فورية خاطفة وصحيحة حتى في حالة غياب المعلومات الكافية. فبعد فترة قصيرة جداً من ممارسة أي تجربة - مثل التخمين هنا - يبدأ الذهن في تكوين نظرية فورية عنها. وانطلاقاً من هذه النظرية، ينتقل الذهن إلى مرحلة صناعة القرارات والتخمينات رغم غياب المعلومات. وهكذا تتم عملية التعلم وصناعة القرارات مهما قلت كمية المعلومات المتاحة“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

. https://edara.com/Khulasat/Details/Blink/971

8 - https://www.nature.com/articles/s41380-021-01237-4

المصدر الرئيس

https://www.medschool.umaryland.edu/news/2021/Do-Genetics-Control-Who-Our-Friends-Are-It-Seems-So-with-Mice.html