آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

حادثة شاحنة المدينة من المسؤول

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

على الرغم من كل معالجات وزارة النقل والخدمات اللوجستية والمرور السعودي، للقضاء على حوادث الشاحنات، فإن المشهد ما زال يتكرر بين الفترة والأخرى. ففي الأسبوع الماضي وقع حادثان: الأول في المدينة المنورة، اصطدام شاحنة بمجموعة من السيارات المتوقفة عند الإشارة الضوئية في أحد شوارع المدينة، وسبب الحادث، كما يشير تقرير وزارة النقل، هو عطل في مكابح الشاحنة، مما نتج عنه 4 وفيات و5 إصابات، والثاني بعده بأربعة أيام، حيث باشرت الجهات المعنية، السبت الماضي، حادثا جديدا لإحدى الشاحنات في المدينة المنورة - أيضا - في حي «الجرف»، وأيضا كان بالقرب من إحدى الإشارات المرورية، ولم تسجل أي إصابات. علما أنه في يوليو الماضي، وبالسيناريو نفسه، حصل حادث مروع لشاحنة سحقت مجموعة من السيارات كانت واقفة عند الإشارة الضوئية في «محايل عسير»، وخلفت 4 إصابات وحالتي وفاة. في نظري أن تكرار مثل هذه الحوادث يؤكد مما لا يدع مجالا للشك أن هناك خللا في التدابير الإدارية والإجرائية من الجهات المعنية، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول يمكن أن تكون علاجا لإيقاف هذا المسلسل الدموي، الذي يمارسه العديد من سائقي الشاحنات الذين يسابقون السيارات الصغيرة ويزاحمونها، حتى بات هاجس الخوف يسيطر على كل سائق سيارة بمجرد سماعه بوق الشاحنة المزعج، وهنا سأطرح بعض الحلول:

اعتماد الفحص الطبي النفسي من مستشفيات الصحة النفسية المعتمدة في المملكة بشكل دوري لسائقي الحافلات والشاحنات، تماما كما هو حاصل للطيارين الذين يخضعون بشكل دائم للفحص النفسي، فسائق الحافلة يحمل عشرات المواطنين، وسائق الشاحنة يحمل بضائع قد تكون خطيرة حال انفجارها، حيث إن هناك تقارير حديثة تؤكد أن الصحة النفسية ومستويات التعب والتركيز تؤثر في القيادة، وأن تناول الطعام الصحي يحسن رفاهية السائقين، ويقلل من احتمالية وقوع الحوادث.

إصدار قرار يمنع الشاحنات من السير إلا في وجود مرافق بجانب السائق، كي لا يهاجمه النعاس، وبالتالي حصول العديد من الحوادث المرعبة، بالإضافة إلى مساعدة السائق في التعامل مع الأعطال المفاجئة.

استحداث مداخل ترابية جديدة للطوارئ، يمين الطرق السريعة ويسارها، تمكن السائق من الدخول إليها سريعا عند حدوث أي طارئ بسبب أي عطل أو حريق أو انفجار للإطارات، وغيرها من الأسباب المحتملة.

إلزام جميع سائقي الشاحنات بالأوقات المحددة للسير من ال11 ليلا حتى ال6 صباحا، ووضع مخالفات مرورية للمخالفين.

حصر سير الشاحنات الكبيرة بالقسم الأيمن من الطرقات، لأن السير في وسطها أو على يسارها يعرض السيارات الصغيرة للخطر الدائم.

من المهم ألا يخرج علينا المسؤول ويعلق بأنها «أخطاء فردية»، ولا بد أن نتحرك عمليا على مبدأ «حادث واحد مميت هو عدد كبير جدا»، وأن تكون رؤيتنا هي «صفر حوادث»، والمسؤولية - في نظري - لا تخرج عن جهتين: وزارة النقل والمرور. أتمنى أن تطبق حلول جذرية لإيقاف مسلسل الرعب في شوارعنا. أخيرا.. خالص العزاء لأسر المتوفين في حادث المدينة، سائلين لهم المغفرة والرحمة، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين.